شهد الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل، اليوم، فعاليات البدء الرسمى لتشغيل وصيانة الخط الثالث لمترو الأنفاق من خلال شركة RATP Dev الفرنسية، مؤكدا أنّه طبقا لتوجيهات القيادة السياسية، احتفظت وزارة النقل بحقها في تحديد سعر التذكرة، وألا يكون للشركة الفرنسية الحق في تغييره، حيث تعد خطوط المترو مشروعات خدمية، تدعم الدولة من خلالها عدد كبير من طوائف المجتمع (ذوي الاحتياجات الخاصة – الطلبة – كبار السن..) وغيرها، متعهدا بتقديم الأفضل دائما: «قناعاتنا كبيرة بالوصول إليه بتكاتفنا وتعاوننا جميعا، وسنعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الهدف الذي ينشده الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتحقيق التنمية المستدامة وبأن تكون مصر الحبيبة بكل مؤسساتها في الصدارة، خاصة هذا المرفق الحيوي المهم الذي يمس حياة المواطن اليومية».
ورحب وزير النقل في بداية كلمته، بستيفان روماتيه سفير فرنسا بمصر، ولورانس بتل رئيس مجلس إدارة شركة أر.إيه.تي.بي ديف RATP DEV ، داخل واحدة من أكبر محطات المترو في أفريقيا والشرق الأوسط، لإعلان البدء في إدارة وتشغيل وصيانة الخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة الكبرى، بواسطة إحدى الشركات العالمية المتخصصة في إدارة خطوط المترو في العديد من دول العالم، وهي شركة أر.إيه.تي.بي ديف الفرنسية، وذلك بعد العديد من المفاوضات الفنية والمالية والتي أسفرت عن هذا التعاون طويل المدى على مدار الـ15 عاما المقبلة.
التعاون مع مشغلين دوليين
وأضاف الوزير، أنّ ذلك يأتي في ضوء الاستراتيجية الجديدة التي تنتهجها وزارة النقل، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبتنسيق ودعم من الحكومة المصرية، بالتوسع في التعاون مع مشغلين دوليين لدعم نظم الإدارة والتشغيل والصيانة، بهدف تبادل الخبرات وزيادة التنافسية لصالح المواطن المصري، وتخفيف العبء عن الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الانفاق، بعد أن أخذت على عاتقها إدارة وتشغيل خطوط المترو الثلاثة منذ افتتاحها بمستوى إدارة متميز، وفي ضوء ذلك، استلزم الأمر ضرورة إيجاد كيان جديد له خبرة كبيرة في مجالات الإدارة والتشغيل والصيانة، خاصة في دول تتشابه ظروف وطبيعة التشغيل بها بخطوط مترو أنفاق القاهرة الكبرى.
الوزير: نسعى لتقديم خدمة مميزة لركاب مترو الأنفاق
وأشار الوزير إلى أنّ الهدف الرئيسي من هذا التعاون طويل المدى هو تقديم خدمة متميزة لجمهور ركاب مترو الأنفاق ونقل الخبرات الأجنبية في مجال الإدارة والتشغيل والصيانة، وتحقيق الاستغلال الأمثل لأصول الخط الثالث، لتحقيق أعلى الإيرادات، وانتقاء وتدريب وتأهيل أفضل العناصر البشرية في مجالات النقل السككي المختلفة، خاصة في ضوء توسع وزارة النقل بتنفيذ العديد من مشروعات الجر الكهربائي، مثل (مترو الأنفاق – مونوريل – قطار كهربائي – قطار سريع)، على أن تزيد الجهات الحكومية دورها التنظيمي، وفعالية دورها الرئيسي في الرقابة على أعمال التشغيل، وتدارك أي قصور في الخدمات المقدمة، ووضع سياسات تحقق النمو الاقتصادي المأمول.
تشغيل شبكات النقل
وأكد وزير النقل، أنّ شركة RATP DEV الفرنسية متخصصة في إدارة وتشغيل مترو الأنفاق وتعمل في 13 دولة بأمريكا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا، من خلال أكثر من 100 شركة، علاوة على خبرتها الطويلة كمشغل لشبكة النقل في العاصمة باريس والتي تصل إلى 120 عاما، وتصدّرها المرتبة الخامسة عالميا في هذا المجال، لذلك جرى التعاقد معها في سبتمبر 2020 لإدارة وتشغيل وصيانة الخط الثالث لمترو الأنفاق (جامعة القاهرة – امبابة – العباسية – عدلي منصور) ولمدة 15 عاما.
ولفت إلى أنّه جرى التعاقد مع الشركة الفرنسية لإدارة وتشغيل القطار الكهربائي LRT (السلام/ العاصمة الإدارية / العاشر من رمضان)، لتجنب وجود تداخل بين أكثر من مشغل ولضمان كفاءة التشغيل بين الخط الثالث والقطار الكهربائي والذي يتم تبادل الخدمة بينهما بمحطة عدلي منصور التبادلية والتي تضم 5 وسائل للنقل الجماعي (الخط الثالث – القطار الكهربائي – السكة الحديد – السوبر جيت – الأتوبيس الترددي).
وأوضح الفريق مهندس كامل الوزير، أنّه من منطلق أهمية دور وسائل الجر الكهربائي، التي يتم استخدامها لنقل ملايين الركاب يوميا، وينطبق عليها تعبير «النقل الأخضر» الآمن الصديق للبيئة، والذي يقلل التلوث ويحافظ على صحة المواطنين، لذا توليها وزارة النقل أهمية كبرى، حيث جرى وضع استراتيجية شاملة للتوسع في تنفيذها، وجرى التخطيط لتنفيذ إجمالي أطوال مشروعات شبكة مترو الأنفاق ووسائل النقل السككي بالجر الكهربائي، لنحو 2500 كيلومتر، كما وضعت الوزارة الأولوية القصوى لتطوير عناصر منظومة التشغيل بخطوط المترو العاملة، وتحسين الخدمة المقدمة للجمهور.
تشغيل مونوريل العاصمة الإدارية
وتابع أنّ خطي مونوريل العاصمة الإدارية والسادس من أكتوبر، سيتم تشغيلهما من خلال إحدى الشركات العالمية المتخصصة في الإدارة والتشغيل، طبقا للعقد الموقع مع شركة الستوم القائمة بتنفيذ الخطين، كما سيتم تشغيل الخطوط المستقبلية للمترو مثل الخط الرابع والسادس، ومن المخطط اتخاذ نفس النهج في إدارة وتشغيل وصيانة شبكة القطار الكهربائي السريع والتي تبدأ بخط (العين السخنة /العلمين الجديدة / مطروح).
وأشار الوزير، إلى أنّ وزارة النقل تتواصل حاليا مع العديد من الشركات العالمية المتخصصة، بالتعاون مع الشركات المحلية لإدارة وتشغيل ورش وقطارات شبكة خطوط السكك الحديدية، لتحسين مستويات الخدمة ورفع مستويات السلامة بخطوط الشبكة، ولم تغفل أهمية تطوير العنصر البشرى كإحدى الركائز الأساسية، حيث جرى الاتفاق مع شركة RATP Dev على تأهيل وتدريب العاملين المصريين، وألا تقل نسبتهم عن 90% على الأقل من الموجودين لإدارة هذا الخط، واعتبارهم العنصر الأساسي للإدارة، كما سيتم وضع برامج تدريب قوية لهم من خلال مركز التدريب الذي ستنشئه الشركة في القاهرة، كما ستقوم كوكبة من أفضل فرق العمل التكنولوجية بالعمل بالخط لتطويره بما يضاهي المعايير العالمية من حيث الجودة والمحافظة على سلامة الركاب، وتحسين الصيانة بشكل جذري للعمل على زيادة العمر الافتراضي لأصوله.