انطلق أمس الأحد، فعاليات أسبوع القاهرة للمياه، للعام الرابع على التوالي، تحت رعاية رئيس الجمهورية.تحت عنوان «المياه والسكان والتغيرات العالمية.. التحديات والفرص»، وذلك خلال الفترة من 24 وحتى 28 أكتوبر الحالي.
ويهدف أسبوع القاهرة للمياه، إلى التوصل لحلول مستدامة لإدارة الموارد المائية؛ لمواجهة الزيادة السكانية، والتغيرات التي تطرأ على العالم، من تغير متسارع في استخدامات الأراضي والمناخ وكذا النظم الهيدرولوجية، وجعل هذا الهدف فعاليات الأسبوع محور دعم واهتمام المعنيين بالمياه إقليمياً ودولياً.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الشعب المصري يتابع عن كثب، تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي، مؤكدًا التطلع للتوصل في أقرب وقت – وبلا مزيد من الإبطاء – لاتفاقية متوازنة وملزمة قانونًا في هذا الشأن اتساقًا مع البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن في سبتمبر 2021 بما من شأنه تحقيق أهداف إثيوبيا التنموية وهي الأهداف التي نتفهمها، بل وندعمها وبما يحد في الوقت ذاته، من الأضرار المائية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية، لهذا السد على مصر والسودان وذلك على أساس من احترام قواعد القانون الدولي وعلى النحو الذي يكرس التعاون.
وقال الرئيس السيسى، إن أزمة المياه من أبرز التحديات الدولية الملحة بسبب الزيادة المطردة في عدد سكان العالم مع ثبات مصادر المياه العذبة فضلًا عن التدهور البيئي، وتغير المناخ والسلوك البشري غير الرشيد من خلال إنشاء مشروعات مائية غير مدروسة، بدون مراعاة لأهمية الحفاظ على سلامة واستدامة الموارد المائية الدولية.
مصر تعانى من عجز مائي 90%
وقال الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، إن مصر تعانى عجزًا مائيًا 90% من الموارد المتجددة، وتعيد استخدام 35% من تلك الموارد لسد الفجوة، موضحًا أن مصر تواجه تغيرًا في إيراد نهر النيل، نتيجة إجراءات أحادية خاصةً فيما يخص ملئ وتشغيل سد النهضة دون الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم فيما يخص قواعد تشغيل، لذلك قامت الدولة المصرية في وزارة الموارد المائية والري بتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى في مجالات تحسين نوعية المياه وترشيد استخدامات المياه وتنمية الموارد المائية، وتهيئة البيئة المناسبة من خلال إنشاء محطات عملاقة لمعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي، وتحديث نظم الري، وتحديث المنشاة المائية، وتنفيذ أخطار لحماية الشواطئ، وتطوير التشريعات والإصلاح المؤسسي وتعظيم الفائدة من كل قطرة مياه.
وأوضح، أن مصر تقع بالمناطق شديدة الجفاف، وتعتمد على 97% من الاحتياجات المائية من نهر النيل، وترتبط التوفير الموارد المائية لتنفيذ الخطط الطموحة، لافتًا إلى أن مصر أعدت خطة قومية 2017-2037 تكلفتها بين 50 لـ 100 مليار دولار، وهذا تحدٍ من تحديات إدارة المياه، مضيفًا أنه يتم العمل على تعزيز التعاون العابر للحدود للحفاظ على استدامة الموارد المائية، وتم تنفيذ العديد من المشروعات في إطار إستراتيجية ترشيد المياه، مشيرًا إلى أن النجاحات التي حققها أسبوع القاهرة للمياه بنسخه الأربعة جعلته محط أنظار واهتمام كافة الخبراء ومتخذ القرار حول العالم.
وقال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، إن إستراتيجية الموارد المائية التي تطبقها مصر تمثل أهمية كبيرة من خلال رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، وترتكز إستراتيجية الموارد المائية على 3 محاور رئيسية.
وأضاف كمال، أن أول محور، هو تنمية الموارد المائية المتاحة، بإيجاد مصادر جديدة غير تقليدية، وثانيًا هو ترشيد استخدام المياه في القطاعات المختلفة وأهمها قطاع الزراعة، وثالثًا هو الحفاظ على نوعية المياه وجودتها، لذلك بالإضافة إلى إيجاد البيئة التشريعية المساندة لتلك الإجراءات.
أهم المشروعات
وأوضح أستاذ الاقتصاد الزراعى بمركز البحوث الزراعية، أن الدولة المصرية وبمتابعة دؤوبة من القيادة السياسية قامت بتطبيق عدة مشروعات ضخمة وطموحة تستشرف المستقبل، ومن أهم تلك المشروعات «مشروعات إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي»، والتي افتتح الرئيس السيسي محطة رئيسية منها «مصرف بحر البقر» في منطقة شرق بورسعيد بطاقة إنتاجية 5.7 مليون متر مكعب في اليوم، الأمر الذي يساهم في زراعة 400 ألف فدان في سيناء.
وتابع: فضلًا عن محطة «المجسمة»، بالإضافة إلى محطة أخرى في منطقة السويس، وأخرى في منطقة غرب الدلتا، ستساهم بمشروع الدلتا الجديدة، بالإضافة إلى استخدام مياه الصرف الزراعي المعالجة بأنه تمت إنشاء عدة مشروعات هامة تقوم بها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لتحلية مياه البحر، حيث تضاعفت كمية مياه البحر المحلاة في مصر أكثر من 10 مرات، وذلك بالتركيز على المناطق الساحلية لأغراض الشرب في تلك المناطق.
وأكد الدكتور محمد عبد المنعم شحاتة، النائب الشرفي للهيئة الدولية للري والصرف، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بأسبوع القاهرة للمياه، تؤكد أن المياه بالنسبة لمصر أمر في غاية الأهمية ويجب الحفاظ عليها.
أضاف شحاتة، فى تصريح خاص إلى «عالم المال»، أن مصر بصدد مواجهة تحديات التغيرات المناخية، وهذا الأمر يتطلب العديد من المبادرات التي تتجاوز تكلفتها نحو 100 مليار دولار، مردفا: “مصر باتت نموذجا فريدا في كيفية إدارة الموارد المحدودة، ورغم مواجهتها عجز المياه إلا أنها تستطيع مواجهة هذا الأمر لتوفير المياه”.
وأوضح الدكتور محمد عبد المنعم شحاتة، أن الفائدة الكبرى من منتديات المياه،هي تقريب الناس من بعضهم البعض، لاسيما في العديد من القضايا، متابعا: “أسبوع القاهرة للمياه يهدف إلى رفع الوعي محليًا ودوليًا بقضية الحفاظ على الموارد المائية”.