«بسملة».. جلست للتدفئة فاشتعلت فيها النار وفقدت ملامحها

alx adv

 

بسملة محمد، صاحبة الـ١٠ سنوات، أشهر أطفال محاربى الحروق، التى خطفت الأنظار فى احتفالية «قادرون باختلاف»، لم تستطع تذكر ما حدث بقدر ألمها الشديد الذى لم ينته بعد. ملامح بريئة، وضحكة من القلب ارتسمت على وجهها، تحاول إخفاء شعرها داخل قبعة، وكفى يديها اللذين أكلتهما النيران، لا تظهرهما سوى خلال محاولاتها إمساك الألوان للرسم، تتذكر معاناتها منذ عامين، وسبب آثار الحروق التى طغت على وجهها، فلم تذكر سوى شعورها بالألم وهى تتحسس وجهها، لتقول: «كنت بحس بوجع هنا، وهنا، مش عارفة أتكلم عنه، بس بحب أعبر عن اللى فى قلبى».

الحادث الأليم وقع فى منتصف 2018، فقلب حياة الطفلة رأساً على عقب، بعدما اشتعلت فيها النيران، التى جلست بجانبها للتدفئة بسبب برد الشتاء ما أسفر عن فقدان ملامحها، وتشوه جسدها ووجهها، بل حرق ذراعيها وقدمها، وصدرها، لتبدأ رحلتها داخل مؤسسة علاج الحروق، فاقدة الأمل فى الحياة، قبل أن يعطيها العلاج قبلة الحياة مُجدداً.

صراخ الطفلة كان يملأ المكان، والنار تأكل فى جسدها ووجهها، وعن حالة بسملة قالت هبة السويدى رئيس مؤسسة أهل مصر: «ملامحها ضاعت، وإيديها ساحت من النار، جسمها اتحرق، وحصل لها التصاق ماكانتش بتعرف تمشى، وفقدت إيديها كمان».

عمليات وعلاج طبيعى وعلاج نفسى، كانت خطوات ثابتة سارت عليها الطفلة خلال رحلة علاجها، رفقة والدتها التى كانت بمثابة الجندى المجهول بحياتها، وتابعت: «فكرت تنتحر من اللى واجهته وشافته، لكن فى الآخر خضعت للعلاج، بقت تمشى على رجليها وبتستخدم إيديها دلوقتى وبترسم، وكمان بتغنى». تشعر «بسملة» بمعنويات مرتفعة عقب ظهورها فى احتفالية «قادرون باختلاف»، وانتشار صورها، وتتحدث عنها بفخر وهى تغنى بصوتها العذب، وترسم بألوانها، وقالت: «أنا بقيت حاسة إنى طايرة وبطّلت أفكر فى الحادثة، عاوزة بس أبقى كويسة وأحقق حلمى، لما وقفت قدام الرئيس نسيت الكلام اللى اتدربت عليه شهرين، وبقيت أقول اللى فى قلبى».

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار