تسيطر الضبابية حول مستقبل قطاع الغاز في أوروبا وسط تفاقم التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا واحتمالية استخدام بوتين ملف الغاز في استراتيجيته السياسية كورقة ضغط على التكتل. فهل تنجح موسكو في ذلك، خاصة وأن العالم يشهد فصل شتاء قد يعتبره العديد من الخبراء هو الأبرد تاريخيا؟
للحصول على صورة حول مستقبل مخزونات الغاز في أوروبا يمكننا دراسة الفارق الزمني للعقود الآجلة للغاز الهولندي بين عمليات التسليم لشهر مارس وأبريل، حيث أن الفروقات ليست كبيرة، الأمر الذي يعطي بصيصا من الأمل والتفاؤل للأوروبيين.
ولكن وبحسب رويترز، فإن هذا المؤشر لا يأخذ في الاعتبار مخاطر الحرب، وبحال تفاقمت الأزمة وقامت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا، واستجاب بوتين بدوره بخفض شحنات الغاز، فإن الخطر على المخزونات سيرتفع بشكل حاد.
وحتى الـ23 من يناير، كانت مخزونات الغاز في بريطانيا والاتحاد الأوروبي تعادل 473 تيراواط للساعة، وهو أدنى مستوى لشهر يناير على مدار أكثر من عقد، وفقًا لـ Gas Infrastructure Europe، حيث استنفدت المخزونات بالفعل بمقدار 392 تيراوات للساعة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية منذ ذروتها في 21 أكتوبر، وتشير التوقعات الى استمرارا اتخفاض المخزونات لمدة شهرين آخرين.