بدأت فعاليات فكرة معرض الكتاب منذ عام 1969، ليعد من أكبر معارض الكتاب في الوطن العربي والشرق الأوسط، ليقام دائما في نهاية شهر يناير، فمنذ عام 2019 وهو يُقام بمركز مصر للمعارض الدولية في التجمع، على عكس النسخ السابقة كان يُقام في أرض المعارض بمدينة نصر، وكانت مدة إقامته 12 يومًا، ليشارك به العديد من الناشرين والكتاب من مختلف الدول العربية والأجنبية، وجاءت الدورة الحالية الـ 53 للمعرض تحت عنوان «هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل».
وبشأن هذا الصدد، قال مواطن فلسطيني مشارك بمعرض الكتاب، وهو الدكتور نابغ محمد أبو نحل إنه حاصل على دكتوراه في علم المخطوطات وتحقيق التراث، ودومًا يكون حريصًا على مشاركته بفعاليات المعرض، ويصفه بأنه رائع وراقٍ ومطلع على جميع أصناف العلوم السياسية والأدبية والأخلاقية والروايات، وأن جميع الجنسيات تتعارف على بعضها بهذا الصرح العريق.
تحقيقه لكتب التراث ومن أبرزها الناصر صلاح الدين الحفيد
وكشف أن الكتاب الذي يشارك به في المعرض هو كان رسالته في الدكتوراه، وأخذته أحد المؤسسات العربية للنشر، شارحًا ما ورد بالكتاب، حيث إنه كتاب تراثي مضي عليه أكثر من 300 سنة، مؤلفه وزير في العهد الأيوبي الناصر صلاح الدين الحفيد، التي كانت جدته شجرة الدر، والمؤلف في هذا اللحظات كان قاضيا وأديب وشاعر.
وأضاف «نابغ»، بأن الملك الناصر عندما كبر وبدأ يخوض المعارك ضد الخوارزمية والتتار، استنجد بمؤلف له ثُقل تراثي في الكتابة، وأبلغه بأنه يريد تأليف كتاب لم يحدث من قبل، في السياسة لعمل دولة قوية مبنية على القيم الشرعية، فعمل الأديب بتأليف الكتاب في أواخر عمره، وسماه «نفائس العناصر لمجالس الملك الناصر»، موضحًا بأنه ليس لصلاح الدين الأيوبي الجد، محرر القدس، بل هنا هو يقصد الحفيد.
وكشف الكاتب الفلسطيني، بأن الكتاب الذي ألفه هو ما إلا تحقيق ودراسة، من خلال جمع المخطوطات والاقتناء عليها حول العالم، «المخطوطات تكون مبعثرة حول العالم، فأنا مهتم بتجميعها، وإصدارها للجمهور ليقرأها حسب ما أرادها مؤلفها قبل 1000 سنة، مثل ما هو كان عايز يقدمها للجمهور آنذاك».
حبه الشديد لمصر ومعرض الكتاب القاهري
واسترد نابغ بأن سابقًا كان النساخ نشروا الكتب التراثية بعد المؤلف، وقعوا في أخطاء كثيرة، «نحن محققين التراث من ننقحها، ونصدر الكتاب منقحًا، من خلال جمع الفهارس من مختلف المكتبات العربية العريقة، من أجل إصدارها للقراء بصورة صحيحة».
واختتم حديثه، أن معرض القاهرة للكتاب يختلف عن أي معرض كتاب آخر في أي دولة عربية أخرى، لأنها عاصمة الوطن العربي، «مصر لها نكهة خاصة، أي كاتب وأي ناشر يتمنى أنه يشارك في معرض القاهرة للكتاب، المعرض المصري هو الجامع الشامل لكافة الأجناس، اللي سمها أم الدنيا لم يخطأ».