كشف الدكتور محمد أنيس الخبير الاقتصادي عن آثار التبعات الإقتصادية على السوق المصري نتيجة الأزمة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا والتي تهدف الأولى إلى احتلال الثانية.
وقال أنيس في تصريحات خاصة، أن هناك عدة آثار قد تعود بالسلب على قطاعات عديدة في السوق المصري ومنها، السياحة والقمح والنفط والدولار والذهب .
وفيما يلي رصد وتوقعات لأهم هذه القطاعات:
1- السياحة
يصدر سوق السياحة الأوكرانى والروسى إلى مصر ما يقترب من نسبة 50% من إجمالى السياحة القادمة إلى مصر، إذا لم يتطور النزاع إلى غزو العاصمة الأوكرانية كييف فلا أتوقع تغييرات جوهرية فى معدلات تدفقات السياحة.
2- القمح
تنتج روسيا وأوكرانيا مجتمعين ما يقترب من 20% من إجمالى الإنتاج العالمى للقمح، يتمركز الإنتاج الأوكرانى فى المناطق الشرقية محل النزاع، تتوقف قراءة المستقبل على قدرة أى مجموعة، أى كانت، على بسط نفوذها وسيطرتها على الأرض، إذا إستمر الوضع الحالى بسيطرة الإنفصاليين المواليين لروسيا وإستمر دعم روسيا لهم، فستستمر تدفقات القمح للسوق العالمى كدليل على السيطرة الفعلية ومصدر دخل هام للإنفصاليين، العقوبات الدولية ستمثل حاجز أمام التعاقدات الدولية، لكن لذلك الوضع حلول قدمتها خلف الأبواب المغلقة.
أحذر من محاولة إستغلال بنوك إستثمار دولية الترويج لعقود تحوط طويلة الأمد بداعى الأزمة الحالية، فأسعار القمح عالميا الأن هى ضعف السعر منذ عام مضى بالفعل، والتأثيرات الحالية مؤقتة، وأسعار المواد الأساسية ستنخفض على مدار الثلاث سنوات القادمة عن مستوياتها الحالية لأسباب كثيرة .
إذا تحولت المناطق الأوكرانية محل النزاع إلى أرض محروقة تشبه الوضع السورى، فحسن التلاعب والتنقل ما بين المورديين الأخرين مثل رومانيا والأرجنتين وأستراليا وكندا وأمريكا، سيكون أمر حيوى.
3- النفط والغاز الطبيعى والهيدروجين الأخضر
تواصل أسعار النفط الخام فى الإرتفاع لأسباب متعددة، وقد يقترب سعر خام برنت من 120 $ للبرميل وهو الأن قريب من 100$ للبرميل، أحذر من التحوط طويل الأمد عند مستوى الأسعار الحالية، وذلك لأن أهم أداه أمريكية لمعاقبة روسيا لن تكون العقوبات المعلنة ولكن تعمد تخفيض أسعار النفط والغاز، لذلك سينجز إتفاق إيران النووى بشكل أسرع وأكثر تساهلا مما يظنه البعض، ستدفع شركات النفط الصخرى الأمريكى إلى التنقيب بأوسع نطاق ممكن وتصدير فائض إنتاجها إلى السوق العالمى، ستزيد الإستثمارات الأمريكية بشكل مباشر أو غير مباشر فى فنزويلا لزيادة التدفقات العالمية من النفط، وصولا إلى مستويات سعرية فى حدود 80$، وذلك تحقيقا لهدف إضافى هام وهو السيطرة على معدلات التضخم الأمريكية المرتفعة جدا بالفعل .
لمصر فرصة تاريخية ندركها بالفعل، فى زيادة تدفقاتنا من الغاز الطبيعى إلى أوروبا، وفرصة تاريخية فى جذب الإستثمارات إلى قطاعات النفط والغاز والطاقة المتجددة، التركيز عليهم أمر حيوى، التركيز على جذب إستثمارات لمشاريع طاقة شمسية تحول إنتاجها إلى هيدورجين أخضر بهدف التصدير، هو المستقبل، أكرر هو المستقبل.
4- الدولار
سيعانى مؤشر الدولار، وهو المؤشر الذى يقيس أداء الدولار الأمريكى أمام 6 عملات دولية أخرى من بعض الضغوط قصيرة الأمد بواقع أخبار الأمس، والتى تمثل إنتصار سياسى وجيوإستراتيجى للدب الروسى على النسر الأمريكى، لكن أحذر من عدم إستدامة ذلك، فعام 2022 سيحمل تشديد واضح للسياسة النقدية الأمريكية، وهناك العديد من الرفعات لمعدلات الفائدة قادم، لتصل الفائدة إلى 1% على الأقل من المستوى الصفرى الحالى، فى ذلك دعم كبير لمؤشر الدولار الأمريكى.
أما عن سعر الدولار الأمريكى أمام الجنيه المصرى، فذلك يخضح للظروف الإقتصادية والمالية المصرية أكثر بكثير من أى شئ أخر، ولا يوجد تغييرات جوهرية فى الأمد المنظور.
5- الذهب
يستمر سعر الذهب فى الإرتفاع على صدى الأخبار الجديدة، لكن أحذر من عدم إستدامة تلك الإرتفاعات، فتشديد السياسة النقدية الأمريكية وبعض الأمور الأخرى سيؤدى إلى إنخفاض سعر المعدن الأصفر وإرتفاع مؤشر الدولار والسندات الأمريكية.
أشار الخبير المصرفي إلى أن هناك ثلاث مسارح رئيسية للعمليات الجيوإستراتيجية الأن، أوكرانيا-روسيا، تايوان-الصين، إيران .
زيادة الترابط والتأثيرات المتابدلة فيما بينهم أمر مقلق بالنسبة لى، ويتطلب الترقب والمتابعة الدائمة.
الرئيس بوتين قام بدورة على رقعة الشطرنج، إذا أتى الرد الغربى بحصار وعقوبات إقتصادية فسيتجمد الصراع عند مستجداته الحالية.
إذا حاول حلف الناتو ضم ما تبقى من أوكرانيا، أو مدها بتسليح نوعى، أو تحرير الأراضى المنضمة حديثا إلى روسيا، فسترد روسيا إستباقيا بغزو شامل لأوكرانيا وإحتلال كييف وتغيير النظام بالقوه، لذلك السيناريو حديث أخر وتداعيات أخرى .