وليد جاب الله: الولايات المتحدة هي الرابح من أزمة ارتفاع النفط.. واشترت البرميل بـ 20 دولار خلال كورونا
كتبت – إيمان بسطاوي
تواصل أسعار النفط والغاز ارتفاعها، ليصل سعر النفط الخام اليوم إلى 98.30 دولار للبرميل، كما وصل سعر نفط البرنت إلى 104.00 دولار، بينما وصل سعر الغاز الطبيعي إلى 8.286 دولار، في حين ارتفع سعر الذهب ليسجل 1,766.30 للأوقية.
ومن جانبه، قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إن أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع أسعار النفط والطاقة، ما أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية من بيانات المخزون الاستراتيجي وإعلانها انخفاض احتياطياتها من النفط.
اللعبة مازالت فى يد أمريكا
وأكد جاب الله، في تصريح خاص لـ “عالم المال”، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الأكبر تخزينا للنفط، موضحا أن احتياطاتها لها دورين أحدهما في تأمين احتياجات السوق الأمريكي فضلا عن دورها التجاري، مشيرا إلى أن احتياطاتها الحالية من النفط والتي تباع بأسعار مرتفعة تجاوزت الـ 98 دولار كانت قد سبق شراؤها خلال تداعيات كورونا بـ 20 دولار للبرميل.
وقال جاب الله: إن “انخفاض الاحتياطات الأمريكية له دور سلبي، وكلما واصلت في الانخفاض كلما انعكس على تزايد حالة القلق على الأسواق، وهو ما يترتب عليه ارتفاع في الأسعار، ولكن بالنسبة لي كرؤية شخصية أرى أن انخفاض الاحتياطات سيدفع الولايات المتحدة الأمريكية لاتخاذ إجراءات جدية نحو زيادة المعروض في السوق العالمية، حيث مازالت تتعامل مع الدول النفطية بأسلوب الرجاء والطلب، والولايات المتحدة لديها الكثير من الأدوات، وتمتلك شركات نفط وأيضا استثمارات نفطية كبيرة ويمكنها أن تباع استثماراتها في الكثير من الدول، فمازالت تمتلك الكثير من أوراق الضغط التي لازالت لم تستخدمها حتي هذه اللحظة والتي يمكن من خلالها زيادة المعروض في السوق.
وأضاف: “وعلى صعيد آخر فإن انخفاض المعروض يحقق عائدًا حقيقيًا ومكاسب، حيث تبيع مخزونها بأسعار تتجاوز أضعاف ما قامت بشرائه وعندما يصل الانخفاض لحد معين فهذا سيكون بمثابة دعوة تلزم الحكومة الأمريكية باتخاذ إجراءات أشد تدفع لزيادة المعروض في السوق وهو ما ينعكس على انخفاض سعر البترول لمستويات تناسب السوق العالمية وتمكن الولايات المتحدة من رفع احتياطاتها من النفط وبأسعار منطقية”.
أكد أن الولايات المتحدة هي الرابح من هذه الأزمة معبرا عن ذلك بقوله: “لا تخسر أبدا وكان متوقع أن تكون أكثر تضررا من الأزمة الحالية ولكن خلال تداعيات كورونا قامت بطبع ما يجاوز 3 تريليون دولار حزم مساعدات وهو ما تسبب في حالة من التضخم في السوق الأمريكية وكان متوقع أن تعاني معاناة شديدة من هذه الأزمة ولكنها اتخذت الكثير من الإجراءات في تحويل الحرب الروسية لحرب استنزاف ودفع الأوربيين لمقاطعة الروس وهو ما نقل التضخم من السوق الأمريكية إلى سوق دول العالم وهي تقوم برفع أسعار الفائدة لامتصاص المال الساخن من دول العالم وهي تسبب مشكلات أكبر لباقي الدول وتصبح المشكلة الأمريكية أصغر مما يعانيه باقي دول العالم فالواقع الحالي، فقامت أمريكا بتصدير مشكلات لدول العالم، فهي لاتزال تقوم بإجراءات قذف كرة اللهب على الآخرين وتبحث عن حلول لنجدة دول العالم من عثرته الحالية”.