حسام الغايش : التراجع عن الطروحات ادى الي ظهور موجة مضاربات كبيرة
محمد عطا : حالة الصعود والتفاؤل بسوق المال فرصة جيدة للتفكير فى بدء الطروحات
كتب: جمال الهوارى
قال محمد عمران رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية،المنتهية ولايته إن الطروحات على الصعيد العالمي ظلت مستمرة في الفترات التي أعقبت جائحة “كورونا” دون أي توقف .
ووفقًا لاستراتيجية الهيئة لتطوير سوق المال للأعوام المقبلة، فقد بلغ حجم الطروحات حول العالم حوالي 1415 عملية طرح بقيمة 331.3 مليار دولار خلال عام 2020، وذلك مقابل 1040 عملية بقمة 199.2 مليار جنيه 2019 السابق لهُ بمعدل نمو 66% في قيمة الطروحات و36% في عددها .
ولفتت الاستراتيجية إلى أن هناك 9 طروحات من أكبر من 20 طرحا خلال 2020 تم الإعلان عنها في مرحلة ما بعد جائحة كورونا مباشرة، ما يعني أنهم لا يزالون ينتظرون الطروحات الجيدة حتى وإن كان تعرض العالم لجائحة .
وقال خبراء أسواق المال ، أن هناك العديد من العوامل التي تساعد على نجاح الطروحات، من أبرزها تقييم سعر السهم المطروح بمعدل خصم جيد.
وأشار الخبراء ، الى أنه قد تعافت معظم الاقتصاديات وتحديدا اواخر عام 2020 وبدأت العديد من اسواق المال العالمية والعربية برنامج طروحات قوى للغاية وكانت اهم الاسباب هو انخفاض اسعار الفائدة عالميا مما شجع المستثمرين على الاقبال علي هذه الطروحات وتعويض ما تم فقده في بداية ازمة فيروس كورونا ولكن الحكومة المصرية تراجعت علي الرغم من انخفاض اسعار الفائدة في مصر في هذا التوقيت مقارنة بما كانت عليه قبل الازمة.
وقال حسام الغايش خبير اسواق المال ، أنه منذ ان أعلنت الحكومة المصرية في مارس 2018، طرح حصص من نحو 23 شركة مملوكة للدولة في سوق المال المصري، خلال 30 شهرًا، تستهدف منها إيرادات تبلغ نحو 10 مليارات جنيه.
وبدأت مصر فعليا في تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، يونيو 2019، عبر بيع حصة بنسبة 4.5% في الشركة الشرقية للدخان ايسترن كومباني بنحو مليار جنيه.
وأشار الى أنه كانت الحكومة تستعد لاستكمال الطروحات في 2020 في طرح حصص من شركة إي فاينانس التى طرحها لاحقا وبنك القاهرة، وأبوقير للأسمدة، والإسكندرية لتداول الحاويات وغيرها من الشركات التي تم تأجيلها لظروف جائحة كورونا ولكن بعد ان تعافت معظم الاقتصاديات وتحديدا اواخر عام 2020 بدأت العديد من اسواق المال العالمية والعربية برنامج طروحات قوى للغاية وكانت اهم الاسباب هو انخفاض اسعار الفائدة عالميا مما شجع المستثمرين على الاقبال علي هذه الطروحات وتعويض ما تم فقده في بداية ازمة الفيروس ولكن الحكومة المصرية تراجعت علي الرغم من انخفاض اسعار الفائدة في مصر في هذا التوقيت مقارنة بما كانت عليه قبل الازمة بما ادى الي ظهور موجة مضاربات مرتفعة للغاية كنوع من جذب السيولة المتعطشة للاستثمار .
واشار الى أنه كانت الكارثة في ان اسعار العديد من الاسهم درجة المخاطرة بها اصبحت مرتفعة للغاية في فترة لا تتجاوز العام امام مرأى ومسمع من جميع الجهات الرقابة التي تدخلت مؤخرا بالغاء عمليات وإيقاف لجانب الشراء فقط مما ادى الي خسائر كبيرة للغاية ، اما الان وفي ظل ارتفاع اسعار الفائدة محليا وعالميا فأن فرصة الطروحات ستكون ضعيفة الا اذا استطاع السوق جذب سيولة مرتفعة للغاية، وايضا طرح شركات قوية ماليا مما يساعد علي تنشيط سوق المال وانجاح هذه الطروحات سواء بالعملة المحلية او بالعملات الاجنبية .
وقال محمد عطا خبير أسواق المال ، أنه منذ 2018 كان هناك وعود بطرح شركات حكومية كبيرة فى البورصة ،ولكن تم تأجيلها عدد من المرات وحتى بداية جائحة كورونا حدث هبوط عنيف للاسواق ، وكان احد الملاذات للعديد من الدول فى العالم وايضا بدول مجاورة من خلال استئناف برامج ضخمة للطروحات ، ولكن كان نجاح تلك الطروحات ببرامج قوية لتدعيم سوق المال ، بالشراء المؤسسى والصاديق السيادية التى كانت تساهم بقوة فى دعم الاسواق وتقوم بالشراء فيها ، وبذلك لم تكن الطروحات الحكومية وحدها التى تستهدف تدعيم السوق ، وبذلك فإنه يمكن التأكيد على ان تأجيل الطروحات تسبب فى مشكلة ، وكان من الضرورى الاسراع فى برنامج الطروحات والبدء فى تنفيذه فورا ، ولكن ذلك كان لابد أن يتم من خلال دعم السوق عن طريق المؤسسات المصرية والتى كان من الواجب والضرورى أن تقوم بدورها بالشراء المؤسسى ، وهو ما نراه حاليا ، وهو ما كان سيتسبب فى انعاش السوق خلال الفترات الماضية .
وقال أن السوق المصرى غنى بالبضائع الجيدة ، والسوق كام بحاجه للاستفادة بها وقت الازمات ، لافتا الى أنه من غير المقبول أن يكون سوق كبير كالسوق المصرى ويضم حوالى 190 شركة فقط على الرغم من مصر دولة كبيرة ومحورية ، كما ان العديد من الشركات الكبرى خرجت من السوق ، ولم يحل محلها شركات بنفس الثقل والقدرة ، ولذلك كان لابد من زيادة راس المال السوقى ببضاعة جيدة من خلال الطروحات الحكومية .
وحول أن الوقت مناسب حاليا لاستئناف الطروحات ، أكد عطا أن هناك عوامل مصاحبة لانجاح اى برنامج للطروحات وتتمثل فى التسعير الجيد والترويج الجيد واختيار التوقيت الجيد ، بحيث اذا تم تسعير الشركات المقرر طرحها بشكل جيد وعادل ومغرى فسوف تتهافت على تلك الشركات العديد من الاستثمارات المحلية والعربية والاجنبية بشرط الترويج للاكتتاب بما يستحقه عن طريق إظهار قوة الشركة وانها فرصة استثمارية جيده ، واعتقد ان التوقيت الجيد فى ظل الشراء المؤسسات ، وحالة الصعود والتفاؤل التى يمر بها السوق حاليا فإنها فرصة جيدة للتفكير فى بدء الطروحات خلال الربع الاخير من هذا العام ، مع إتباع المعايير والعوامل التى تم ذكرها لدعم تلكالطروحات بشكل أفضل .
وذكرت استراتيجية الرقابة المالية حول أداء الطروحات على الصعيد العالمي خلال العام الماضي 2021، فأن قيمة الطروحات حول العالم حققت أعلى قيمة خلال العقد الأخير حيث تم تنفيذ 2682 عملية بقيمة 608 مليارات دولار بما يمثل حوالي ضعف ما تم عام 2021 .