مازال القطن المصرى الأعلى فى الجودة عالمياً، كما أنه محصول استراتيجى هام تقوم عليه صناعة الغزل والنسيج، والتى تعد من الصناعات الرائدة وإحدى دعائم الاقتصاد القومى، وتواصل الدولة المصرية خطط النهوض بمنظومة القطن المصري وإعادته لسابق عهده، حيث تعمل كل جهات الدولة لتطوير منظومة القطن بما يحقق النفع العام للدولة والفلاح، وتحرص الحكومة دومًا على دعم وتشجيع زراعة القطن، من خلال توفير البذور المعتمدة التي تعطي إنتاجية عالية وجودة في تيلة القطن وتسويق القطن بأسعار مجزية تسهم في زيادة الإنتاج وتحسين المحصول.
كما تحرص الدولة للنهوض بالعديد من الصناعات والتى من أبرزها صناعة الغزل والنسيج والتى تعتمد عليه زراعة القطن، وبالتالى فإن زيادة مساحات القطن تنعكس إيجابيا على الاقتصاد المصري لتصنيع من ناحية، أو تصديره ليدر العملة الصعبة من ناحية أخري، وتتسع زراعات محصول القطن فى السنوات الأخيرة بوتيرة جيدة، وسط تقديرات بنموها بصورة أكبر هذا العام بدعم من المستويات القياسية لأسعار البيع فى الموسم الماضى، لكن لاتزال السوق تتجه لتصدير أغلب الإنتاج إذ لا تُفضله المصانع المحلية العاملة فى تصنيع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة.
جهود الدولة لدعم مزارعى القطن
وشهد الموسم الحالى لزراعات القطن توسعا نسبيًا فى المساحات، بنمو %21.5، إذ وصلت حتى نهاية مايو الماضى إلى نحو 248 ألف فدان مقابل 204 آلاف فدان فى التوقيت نفسه من الموسم الماضى، وذكر تقرير صادر عن وزارة الزراعة، أن سعر قنطار القطن بلغ 6000 جنيه عام 2021، مقارنة بـ 800 جنيه عام 2014 وذلك بعد اتباع سياسة المزادات كآلية للتسويق مما يضمن للفلاح أعلى سعر، وورد في التقرير أنه تم تدشين المنظومة الجديدة لاستلام وتجارة القطن، حيث تعتمد على استلام الأقطان مباشرة من المزارعين، وإجراء مزادات عليها بما يضمن سعراً ملائماً للمزارعين، كما تم تعميمها على مستوى الجمهورية في موسم 2021، وتضم 193 مركز تجميع أقطان في 14 محافظة بالوجهين البحري والقبلي.
وألمح التقرير إلى نجاح تجربة زراعة القطن قصير التيلة بمنطقة شرق العوينات خلال عام 2021 في تقليل فاتورة الواردات وتوفير مستلزمات الإنتاج محلياً، وقامت الدولة باستنباط وتسجيل 3 أصناف جديدة من القطن، وجار تسجيل صنف جيزة 98، لتصل الإنتاجية من 8 إلى 10 قناطير للفدان، فيما وصلت مساحة القطن المنزرعة 370 ألف فدان عام 2022، مقابل 90 ألف فدان عام 2014، بنسبة زيادة 311.1%.
وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن الهيئة العامة للتحكيم واختبارات القطن، فإن جملة المعروض من الأقطان فى الموسم الماضى بلغت نحو 76.9 ألف طن، بلغ المشحون للتصدير نحو %68.7 منها حتى نهاية شهر مايو الماضى، وتستعد 4 محالج مطورة تابعة للشركة القابضة للغزل والنسيج ، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام لاستقبال محصول القطن للموسم 2023/2022، والذى انطلق فى وجه قبلى، ثم انطلاقه أيضا فى الدلتا منتصف الشهرى الجارى.
القابضة للغزل والنسيج: تطوير 4 محالج بقيمة 600 مليون جنيه
وكشفت الشركة القابضة للغزل والنسيج عن تكلفة تطوير الـ 4 محالج بقيمة 600 مليون جنيه، وسيتبقى محلجين أخريين ضمن خطة التطوير الانتهاء منهما العام المقبل، وأعلنت وزارة قطاع الأعمال، عن إنشاء وتأسيس شركة للمعاصر بالشراكة مع القطاع الخاص، لتقوم بعصر بذور القطن الناتجة من الحليج داخل المحالج الجديدة بمساحة حوالى 1000 م2 داخل كل محلج، لإنتاج زيت بذرة القطن وأيضا الكسب الذى يستخدم كأعلاف للماشية.
وأعلنت وزارة التجارة والصناعة، السبت الماضي، عن أول مزاد للتداول على محصول القطن لموسم 2022/2023، بمحافظة الفيوم بحضور أعضاء لجنة متابعة تنفيذ منظومة تداول القطن، وبمشاركة عدد (14) شركة من العاملين في مجال تجارة الاقطان، وشهدت أول جلسة مزاد بيع عدد 2151 كيس بإجمالي 2600 قنطار، حيث تم توريد هذه الكميات الى مراكز تجميع ( دسيا – الحادقة – سنورس1 – طامية) بمحافظة الفيوم.
ووضعت الحكومة نظامًا لتداول القطن المصري للعام الجاري، وتتضمن ملامح نظام تداول القطن المصري قصر تداول القطن على مراكز تجميع يتم تحديد عددها واماكنها وفقاً للأصناف والمساحات المزروعة، ومنع تداول القطن خارج هذه المراكز، وتمكين المزارع من الحصول على أعلى سعر من خلال عرض الأقطان التى ترد إلى مركز التجميع فى مزادات على أن تحدد أسعار الأساس وفقاً لأسعار الأقطان العالمية والميزة النسبية للقطن المصرى، حسب قرار أحمد سمير وزير التجارة والصناعة والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح .
كما تشمل ملامح تداول القطن المصري إشراف الهيئة العامة لتحكيم واختبارات القطن على الأقطان سواء التى ترد إلى مراكز التجميع أو عند دخولها المحالج، وكذا فى المخازن الخاصة دون السماح بإنشاء أى حلقات أو مراكز تجميع خارج مراكز التجميع المخصصة فى هذا الشأن فى المحافظات،وربط مراكز التجميع تحقيقا للشفافية والوقوف على كافة أسعار التداول وأن يتم حلج أقطان انتاج هذه المحافظات فى محالج محددة وفقاً لما تقرره اللجنة المشكلة بالقرار المرفق به هذا النظام.
وبدأ جني القطن المصري منذ أسابيع قليلة في أغسطس الماضي، حسب تصريحات هشام مسعد، مدير معهد القطن بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، والذي أكد على انطلاق موسم جنى القطن فى الثلث الأخير من شهر أغسطس الماضي فى محافظات الصعيد، وهى سوهاج والمنيا وأسيوط وبنى سويف والفيوم.
إنتاجية القطن تصل إلى 2 مليون و 688 ألف قنطار
وكان مدير معهد القطن بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، قد أشار أن إنتاجية القطن المصري ستصل إلى 2 مليون و688 ألف قنطار، مقارنة بـ 1.6 مليون قنطار العام الماضى، بزيادة بنسبة %55 .
وسجلت أسعار القطن المصري قياسية لم يسجلها منذ أكثر من 30 عامًا وبلغ متوسط أسعار القطن ببذرته قبل حلجه من المزارعين قرابة 5200 جنيه للقنطار مقابل 2100 جنيه للقنطار سعره القطن فى 2020، وبلغت بعض الأصناف لتصل إلى قرابة 7000 جنيه للقنطار لإنتاج محصول 2021.
وتتراوح أسعار القطن المصري المتداول الموسم الحالي بين 4000 جنيه للقنطار لأصناف الوجه القبلي و5000 جنيه لأصناف الوجه البحري.
زراعة القطن بالشتلات بالقليوبية
من ناحية أخرى اكد اللواء عبدالحميد الهجان محافظ القليوبية، أن المحافظة انفردت هذا العام بتجربة زراعة القطن شتلة بعد حصاد القمح كتجربة ناجحة بمركز طوخ بمساحة 2.5 فدان بقرية زاوية بلتان ، حيث تتميز تجربة زراعة القطن بالشتل فى ترشيد استخدام مياه الري و التقاوى والأسمدة بالإضافة الى مقاومة الحشائش والتوفير في كميات السماد المضافة وكذلك استخدام بعض المعاملات الزراعية من تسميد ورقي أو عناصر أو منظمات نمو يسهل التعامل معها في المشتل بكميات أقل وكفاءة أعلى وبالتالى ضمان الحصول على زراعات ذو الكثافة النباتية المناسبة.
وتابع المحافظ جولته بتفقد مصنع لإنتاج إضافات الأعلاف للدواجن ويعمل بطاقة 8 أطنان في الساعة، حيث تفقد المصنع واستمع من القائمين على المصنع إلى شرح مفصل عن دورة الإنتاج والمكونات المستخدمة في عملية التصنيع، مشيدا بجودة الإنتاج والتي تسهم في زيادة الثروة الداجنة في القليوبية فضلا عن توفير العديد من فرص العمل لشباب المحافظة.
كما تفقد المحافظ تجربة أحد المزارعين للتحول من الري بالغمر للري بالتنقيط وإعادة استخدام مياه الصرف المغطى بمجموعة صوب خضروات على مساحة 7 أفدنة بمنطقة منشأة بنها (عزبة الرمالي) بنظام الزراعة التعاقدية للتصدير إلى عدد من الدول العربية والأوروبية، حيث يساهم هذا النموذج في ترشيد وإعادة استخدام المياه وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية بمركز ومدينة بنها.
واستمع محافظ القليوبية لآلية عمل الري بالتنقيط ومدى ما يحققه من استفادة في زيادة إنتاجية المحصول بشكل كبير عن مثيلتها بالري بالغمر، مشيدا بهذه التجربة، مؤكدا أنها خطوة نحو تحقيق التنمية الزراعية الشاملة عن طريق الترشيد في استخدام المياه واستغلال مساحات الأراضي.
يبدأ موسم زراعة القطن منتصف شهر فبراير من كل عام فى الوجه القبلى، ثم بعدها بشهر تقريبًا فى الوجه البحرى، ويوصى الخبراء بعدم الزراعة بعد انتهاء مايو لعدم ملائمة المناخ لذلك.
بلغت زراعات الموسم الجارى من فى الوجه البحرى نحو 222 ألف فدان، وبلغت المساحات المنزرعة فى الوجه القبلى نحو 26 ألف فدان.