انتشر صباح اليوم فيديو لناشطة لبنانية اقتحمت أحد فروع البنوك في لبنان للحصول على ودائعها، وأظهر مقطع الفيديو المتداول على صفحات الفيس بوك ومنصات السوشيال ميديا أن عميلة دخلت مقر البنك حاملة سلاح ناري كادت أن تطلق منه الرصاصات لولا أنها حصلت على حزمة من الدولارات تدعي أنها مدخراتها.
وتبين أن الناشطة تدعى سالي حافظ تمتلك وديعة في بنك بلوم بلبنان وحاولت استردادها مراراً إلا أن الأزمة التي تمر بها لبنان حالت دون ذلك مما اضطر سالي لاقتحام أحد فروع البنك وسحب مدخراتها الدولارية لعلاج أختها مريضة السرطان التي تريد علاجها في الخارج.
شح شديد في العملة الخضراء بالإضافة إلى عدد من الأزمات المختلفة
وتعاني الدولة اللبنانية من شح شديد في العملة الخضراء بالإضافة إلى عدد من الأزمات المختلفة مثل ارتفاع أسعار النفط بشكل غير مسبوق، وانقطاع الكهرباء، وهروب المستثمرين، وزيادة معدلات البطالة وتراجع وتباطؤ الناتج المحلي الإجمالي.
وصرح مصرف لبنان مسبقا، أن الدولة أعلنت إفلاسها حيث قال سعادة الشامي، نائب رئيس الحكومة اللبنانية إفلاس الدولة ومصرف لبنان المركزي، مضيفا إنه سيجري توزيع الخسائر على الدولة ومصرف لبنان والمصارف والمودعين.
وقال الشامي، «سيجري توزيع الخسائر على الدولة ومصرف لبنان والمصارف والمودعين، ولا توجد نسبة مئوية محددة، للأسف الدولة مفلسة وكذلك مصرف لبنان، ونريد أن نخرج بنتيجة، والخسارة وقعت بسبب سياسات لعقود، ولو لم نفعل شيئا ستكون الخسارة أكبر بكثير».
وتابع: «هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها ولا يمكن أن نعيش في حالة إنكار ولا يمكن أن نفتح السحوبات (المصرفية) لكل الناس وأنا أتمنى ذلك لو كنا في حالة طبيعية».
وفيما يتعلق بمفاوضات صندوق النقد الدولي، قال: «نحن في خضم المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وعلى اتصال يومي مع صندوق النقد، ولأول مرة تأتي هذه البعثة الكبيرة وقد أحرزنا تقدما كبيرا بمفاوضات صندوق النقد الدولي».
ارتفاع أسعار الوقود وتقلبها بشكل كبير وزيادة الضغط على العملة المحلية
وتوقف مصرف لبنان المركزي، تمامًا، عن توفير الدولار لواردات البنزين، في خطوة ستؤدي على الأرجح إلى ارتفاع أسعار الوقود وتقلبها بشكل كبير وزيادة الضغط على العملة المحلية التي تفقد قيمتها على نحو مطرد.
وعلى الرغم أن مصرف لبنان قال العام الماضي إنه سيتوقف عن توفير الدولار بأسعار الصرف المدعومة بشدة بسبب تضاؤل احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية، لكنه واصل القيام بذلك بسعر أقل من أسعار السوق في منصته للصرافة “صيرفة”.
لكنه خفض تدريجيا حجم الدولارات التي يوفرها عبر صيرفة خلال الأسابيع الماضية في إطار خطة أوسع لإنهاء دعم أغلب البضائع في ظل انهيار مالي دخل عامه الرابع بدون أي مؤشرات على التحسن.
وقال متحدث باسم مصرف لبنان المركزي، إنه سيتعين على المستوردين الآن الحصول على الدولار من السوق السوداء حيث يتم تداول الليرة اللبنانية عند نحو 35 ألفا مقابل الدولار اليوم الاثنين.
وكان السعر عند صيرفة الأسبوع الماضي عند نحو 28 ألفا.
وقال مارون شماس، عضو تجمع الشركات المستوردة للنفط، لرويترز: “إذا زادت التقلبات في سعر الصرف، ستزيد التقلبات في سعر الوقود”.
وقفز سعر 20 لترا من البنزين بواقع 20 ألف ليرة اليوم الاثنين، وهي زيادة حادة مقارنة بتقلبات يومية عادية بواقع آلاف قليلة من الليرة في الأسابيع السابقة.
وأضاف شماس أن المستوردين قادرون حتى الآن على الحصول على كل احتياجاتهم من الدولار من السوق السوداء، وأن القائمين على ضخ البنزين سيواصلون قبول الدفع بالليرة وفقا لسعر السوق السوداء اليومي.