تتجه أنظار العالم إلى روسيا بانتظار خطاب مرتقب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يقتصر على إعلان رسمي لضم 4 مناطق أوكرانية وإنما سيتضمن رسائل القيصر للغرب.
خطاب يعقب مراسم توقيع اتفاقيات انضمام كل من لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا لروسيا، ضمن إجراءات تأتي بعد أقل من 48 ساعة على صدور نتائج استفتاءات أجرتها موسكو.
وحتى قبل إلقائه، يتوقع مراقبون أن يكون خطاب بوتين بمثابة إعلان إطلاق نظام عالمي جديد يكسر الاستقطاب السائد، ويرسم نقطة اللاعودة في مسار التوتر المندلع منذ فترة بين موسكو والغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا.
رسائل منتظرة بالخطاب قد تكون على نفس القدر من الرعب بالنسبة للغرب الذي أثاره تلويح موسكو قبل أيام باستخدام السلاح النووي مع ما يعنيه ذلك من احتمالات كبيرة لاتساع رقعة النزاع ليتحول إلى حرب شاملة.
رسائل للداخل والغرب
فما هي المحاور التي تفرض نفسها في خطاب بوتين، وما هي رسائل للداخل والغرب؟
خطاب للأمة سيلقيه بوتين خلال حفل صاخب في موسكو، وسيحرص من خلاله على التطرق لجميع المحاور التي من شأنها أن تطمئن الداخل المرتبك عقب قرار التعبئة الجزئية للقوات الروسية والذي أطلقه الرئيس منتصف الأسبوع الماضي، وأثار موجة من الانتقادات الداخلية.
فعلى هذا الصعيد، سيقدم بوتين لشعبه دليلا على أنه لم يخض الحرب جزافا، وإنما هب لنجدة جزء من الشعب جسد مطلبه من خلال قول “نعم” باستفتاءات الانضمام للأراضي الروسية.
الأحكام العرفية
وقد يعلن بوتين أيضا الأحكام العرفية لمنع أي معارضة أو احتجاجات في الداخل على القرارات الخاصة بالعملية العسكرية، وهذا الأمر وإن يظل مستبعدا، لكنه لا يمنع أن تتخذ موسكو كامل احتياطاتها في ظل ما تتوقعه من تصعيد من الغرب عقب إعلان الضم.
والأحكام العرفية تشمل فرضا مؤقتا للحكم العسكري على دولة أو منطقة في أوقات الأزمات الوطنية عندما تكون العمليات العسكرية جارية، أو في حالات قصوى مثل انهيار السلطة المدنية.
الخطاب لن يغفل أيضا التأكيد على سيادة روسيا في المناطق التي صوتت لصالح الانضمام إليها، أي دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابوريجيا، وسيكون في ذلك أيضا رسائل طمأنة لسكان هذه المناطق.
فبوتين يدرك أن القادم سيئ، وأن الانتقام الغربي سيكون عبر أسلحته التي يشحنها إلى أوكرانيا، وبالتالي فمن غير المستبعد أن توجه بنادق الأوكرانيين هذه المرة إلى المناطق المنضمة حديثا لموسكو.
سيناريو محتمل من شأنه أن يرفع قيمة تطرق بوتين لطرح مماثل وإن بشكل غير مباشر، عبر التأكيد على أن روسيا جاهزة ومستعدة للدفاع عنهم أسوة بشبه جزيرة القرم التي أصبحت أرضا روسية في عام 2014.
وفي خطابه أيضا، سيعلن بوتين كسر هيمنة القطب الواحد في العالم وكشف دور الغرب في عزل روسيا عن الملفات الدولية، وسيكرر الخيارات الصعبة إما بقبول الوضع الجديد أو الدفع نحو حرب شاملة تستخدم فيها موسكو السلاح النووي.
خيارات مرعبة
خيارات مرعبة سيطرحها الرئيس الروسي، وستكون بمثابة نقاط نظام تضبط المرحلة المقبلة التي يبدو أنها ستحمل معها ارتدادات الضم وما تلاها، وستكبد المشهد شرقي أوروبا بحمم قد تدفع بدورها نحو أسوأ السيناريوهات.
فانضمام المناطق الأوكرانية يعني آليا توسيع نطاق العمليات بما أن موسكو سترد على أي الاعتداء على تلك الأراضي التي باتت تابعة لها، وهذا يفترض فرض سياسة الأمر الواقع، وقد يطال الأمر مناطق أخرى في حال توفر الأرضية المناسبة.