أغلقت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على انخفاض حاد يوم الجمعة بعد بيانات توظيف قوية لشهر سبتمبر أيلول زادت من احتمالية أن يمضي مجلس الاحتياطي الاتحادي قدما في حملته لرفع أسعار الفائدة والتي يخشى كثير من المستثمرين أن تدفع الاقتصاد إلى الركود.
وأفادت وزارة العمل أن معدل البطالة انخفض إلى 3.5 بالمئة مقارنة بتوقعات الخبراء البالغة 3.7 بالمئة، في اقتصاد يستمر في إظهار قوته على الرغم من جهود مجلس الاحتياطي الاتحادي لخفض التضخم المرتفع عن طريق إضعاف النمو.
وعلى الرغم من الارتفاع الكبير على مدى يومين في وقت سابق من الأسبوع، دفع انخفاض يوم الجمعة المؤشر ستاندرد آند بورز 500 للهبوط للأسبوع الرابع على التوالي، في حين سجل المؤشران داو جونز وناسداك انخفاضا للأسبوع السابع على التوالي.
ووفقا لبيانات أولية، تراجع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 103.90 نقطة أو 2.77 بالمئة ليغلق عند 3640.62 نقطة.
وخسر المؤشر ناسداك المجمع 418.49 نقطة أو 3.78 بالمئة ليسجل 10654.83 نقطة.
كما هبط المؤشر داو جونز الصناعي 620.95 نقطة أو 2.07 بالمئة إلى 29305.99 نقطة.
وتراجعت جميع القطاعات الرئيسية على المؤشر ستاندرد آند بورز 500 وعددها 11، بقيادة قطاع التكنولوجيا.
تشهد الأسهم الأمريكية الآن تراجعات حادة على وقع بيانات سوق العمل الأمريكية الإيجابية، والتي تشير إلى مزيد من التشدد في سياسات الفيدرالي القادمة.
بعد صدور بيانات سوق العمل الامريكي أعلى من توقعات الخبراء، شهدت الأسواق تقلبات عنيفة في اللحظات الحالية تفاعلاً مع البيانات الإيجابية، حيث صعد الدولار بقوة، بينما سقط الذهب، فيما تراجعت المؤشرات الرئيسية للسوق الأمريكي في مستهل التعاملات.
وسجلت الأسهم الأمريكية انخفاضات حادة في مستهل تعاملات، اليوم الجمعة، وذلك بعد صدور بيانات سوق العمل الأمريكي، متأثرة بصعود الدولار.
وسقط مؤشر داو جونز الآن بنحو 426 نقطة أو بنسبة 1.4% تقريبا ليسجل 29500 نقطة. وهبط مؤشر S&P بمقدار 70 نقطة أو بنسبة 2% تقريبا ليصل إلى 3674 نقطة.
فيما تراجع مؤشر ناسداك بحوالي 2.7% أو 310 نقطة ليسجل 11170 نقطة.
جاذبية الأسهم
قال الاستراتيجيون في بنك ستي غروب، إن أسهم التكنولوجيا والأسهم الأميركية أصبحت جذابة أكثر في ظل التوقعات بتباطؤ الاقتصاد العالمي العام المقبل.
وتوقع البنك ارتفاع الأسهم العالمية 18% في نهاية عام 2023، إلا أنه حذر من أن تشهد أسواق الأسهم بعض التذبذبات.
وأضاف أن اهتمام المستثمرين سيتحول بشكل متزايد إلى المخاطر على عوائد الأسهم، مشيرا إلى أنه يتوجب عليهم الاستمرار في تفضيل الأسهم الدفاعية فضلا عن الأسهم الدورية.
وارتفعت أسعار النفط بنحو ثلاثة في المئة يوم الجمعة مسجلة أعلى مستوى في خمسة أسابيع، واتجهت صوب تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي بدعم من قرار أوبك+ إجراء أكبر خفض للإمدادات منذ عام 2020 على الرغم من القلق حيال الركود وارتفاع أسعار الفائدة.
وبحلول الساعة 1456 بتوقيت جرينتش زاد خام برنت 2.73 دولار أو 2.9 بالمئة إلى 97.15 دولار للبرميل.
كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.94 دولار أو 3.3 بالمئة إلى 91.39 دولار للبرميل.
واستمر صعود النفط على الرغم من ارتفاع الدولار بعد بيانات أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي يخلق وظائف بوتيرة قوية، فيما يعزز التوقعات بأن يواصل مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) تشديد السياسة النقدية بشكل حاد.
وعلق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على خفض مجموعة أوبك بلس لإنتاج النفط بمليونيّ برميل في اليوم الواحد قائلًا إنه كان محبطًا.
دراسة البدائل
وأضاف جو بايدن إن الولايات المتحدة وهو يدرسون الخيارات البديلة الآن، وأوضح إنه ينظر الآن إلى خيارات جديدة للنفط بعد قرار أوبك +، الذي تسبب في ارتفاع أسعار النفط من جديد.
وعن رحلته إلى المملكة العربية السعودية، قال جو بايدن، إن الهدف منها لم يكن متعلقًا بالنفط في الأساس.
وسٌئل بايدن إذا ما سيلاقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في اجتماع مجموعة العشرين القادم، وجاء رده بأن هذا الأمر تحت الدراسة ولم يتم اتخاذ قرار فيه بعد.
أسعار النفط
ويسجل خام النفط الأمريكي الآن 88.33 دولارًا للبرميل بزيادة 0.67% في الجلسة الحالية، فيما صعد نفط برنت إلى 93.98 دولارًا للبرميل بزيادة 0.65%.
ونشرت وكالة رويترز تقريرًا يفيد بأن أرامكو السعودية (TADAWUL:2222) ستقوم برفع سعر النفط الخام العربي الخفيف للولايات المتحدة في شهر نوفمبر بعلاوة 6.35 دولارًا وفقًا لوثيقة التسعير، فيما حددت سعر البيع الرسمي لشهر نوفمبر للعربي الخفيف إلى آسيا بعلاوة 5.85 دولار للبرميل عن متوسط عمان / دبي.
وخرجت بعض الأنباء التي تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستقوم بتخفيف العقوبات على فنزويلا كحل بديل، إلا أن السياسي الأمريكي عاموس هوستشتين نفى احتمالية حدوث ذلك.
تاريخ خفض الانتاجية
هذا وكانت مجموعة “أوبك+” قررت خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا، اعتبارا من شهر نوفمبر المقبل، في خطوة تستهدف دعم الأسعار التي شهدت في الربع الثالث أول خسارة فصلية منذ عامين.
التخفيضات الكبيرة التي أقرتها مجموعة “أوبك+” تعد الأكبر من 2020، جاءت على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة وغيرها من الدول المستهلكة لضخ المزيد من النفط في سوق يراها الغرب بإنه تعاني بالفعل من “شح الإمدادات”.
وتشير التقارير إلى أن خفض “أوبك+” سيؤدي إلى تعافي أسعار النفط التي هبطت إلى نحو 90 دولارا بعدما كانت 120 دولارا قبل ثلاثة أشهر بسبب مخاوف من ركود اقتصادي عالمي ورفع أسعار الفائدة الأميركية وارتفاع الدولار.
وفي مطلع سبتمبر، قرر تحالف “أوبك+”، خفض إنتاج النفط بنحو 100 ألف برميل يوميا، في شهر أكتوبر المقبل، والعودة إلى مستويات إنتاج شهر أغسطس.
يذكر أن إنتاج دول مجموعة “أوبك+” لم يصل لأهدافه الخاصة بإنتاج النفط بفارق حوالي 3.6 مليون برميل يوميا، في أغسطس الماضي.