استمع للمقالشهدت الأيام الماضية أزمة نقص في الأعلاف أثرت على سوق الدواجن في مصر، ويعود ذلك إلى تكدس الخامات التى تدخل فى صناعة الأعلاف بالموانئ، والتى انعكست على المنظومة بالكامل، من مربين وتجار وصولا إلى المستهلكين، الذين عانوا من حالة عدم استقرار أسعار الدواجن والبيض، مما أطر بعض المربين إلى إعدام الكتاكيت نتيجة عدم وجود الأعلاف، وعلى أثر ذلك تحركت الحكومة على الفور وعقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا، أمس الأحد عقب تصاعد الأزمة وتأثيرها على أسعار الدواجن والبيض، ووجود بعض الشكاوي من قبل المربين والتجار وكذلك المستهلكين.
وفى هذا السياق قال المهندس يحيى زمزم صاحب شركة رخاء للأعلاف والإنتاج الداجني، إن القرارات التى اتخذتها الحكومة أمس لإنهاء أزمة الأعلاف ومنتجي الدواجن، والإفراجات عن ما يعادل أكثر من 60 ألف طن من فول الصويا، لأن يكون لها تأثير على خفض الأسعار خلال الفترة الحالية.
وأضاف يحيي زمزم، فى تصريحات خاصة لموقع «عالم المال»، أن الإفراجات تحتاج على الأقل أسبوعًا ليكون ليها تأثير على خفض الأسعار، نتيجة أن المصانع قامت بشراء الخامات بسعر أعلى خلال الأيام الماضية، لذا لن يكون هناك انخفاض فى الأسعار، ولن تحل مشكلة الأسعار الا إذا تم الحفاظ على الإفراجات بصورة منتظمة، مضيفًا أن سعر الذرة ارتفع اليوم إلى 11 ألف جنيهًا، والجلوتين سجل 13 ألف جنيهًا، والصويا سجلت أمس 25 ألف جنيهًا.
ورصدت «عالم المال» أراء بعض صغار منتجى الدواجن من خلال التقرير التالى:
قال أحد صغار مربى لدواجن، إن بعد اجتماع الأمس تحتاج صناعة الدواجن إلى توفير 75 مليون دولار بشكل أسبوعى للإفراج عن شحنات الذرة الصفراء والصويا حتى تعود أسعار الأعلاف إلى معدلاتها الطبيعة، مضيفًا أن ما تم الاتفاق عليه هو توفير مبلغ 44 مليون دولار ، وبالتالى سيكون هناك عجز أسبوعى حوالى 31 مليون دولار إذا تم استمرار الإفراجات بشكل أسبوعى وهذا غير مؤكد حتى الآن.
وأضاف المربى، أن لابد أن يكون هناك عدالة فى توزيع الخامات المفرج عنها للمصانع على مستوى الجمهورية وهذا سيكون صعب إلا اذا كانت هناك رقابة محكمة من قبل الدولة على الشركات الكبرى لضمان عدالة التوزيع ، لابد أن تتدخل وزارة الزراعة لدى الشركات التى ستحصل على غطاء دولارى بسعر البنك المركزي لتحديد هامش ربح لا يتجاوز 5% للسيطرة على الارتفاعات المستمرة فى أسعار أعلاف الدواجن.
لابد أن تشعر جميع قطاعات صناعة الدواجن أن هناك تحسن وانفراجه وبالتالى يعود الهدوء للأسواق
وأوضح أن لابد أن تشعر جميع قطاعات صناعة الدواجن أن هناك تحسن وانفراجه فعلية للازمة وبالتالى يعود الهدوء للأسواق حتى وأن كان هذا الهدوء مشوب بالحذر، مضيفًا أنه لابد أن تمارس الأجهزة المعنية دورها في مراقبة مصانع الأعلاف من حيث جودة الأعلاف وايضًا لوضع سقف لأسعار طن العلف خلال الفترة القادمة لعودة مربى الدواجن إلى التسكين والإنتاج مرة أخرى.
وقال مربى أخر، نريد إنهاء الأزمة الحقيقية التي نعاني منها منذ سنوات، وتحكم السماسرة في سوق الدواجن، التى تؤدى إلى ارتفاع التكلفة عن السعر المعلن، وهذه هي المشكلة الأكبر حتى لو تم توفير خامات الأعلاف، مضيفًا أن المشكلة الأكبر هو البيع بسعر غير عادل يتم البيع وهذه المشكلة لم يتطرق إليها اجتماع رئيس الوزراء وإن لم تنتهي هذه الظاهرة سيموت المربي قبل أن يولد.