استمع للمقالشهدت أسعار الذهب خلال عام 2022 حالة من التغيرات فى الأسواق سواء عالميا أو محليًا نتيجة للأحداث العالمية والأزمات الاقتصادية بداية من فيروس كورونا ورفع البنك الفدرالى الأمريكى سعر الفائدة لأكثر من مرة ،انتهاءًا بالأزمة الكبرى بين روسيا وأوكرانيا والحرب المستمرة منذ فبراير الماضي وحتى الآن وهى عوامل أثرت على المعدن الأصفر ارتفاعا تارة وانخفاضا تارة أخرى.
المضاربات ترفع أسعار الذهب
وتواصل أسعار الذهب الاضطرابات في الأسواق وسط تغيرات لحظية في سعر المعدن بسبب المضاربة، وعادت الأسعار للهبوط مرة أخرى إلي مستويات 1600 جنيها للعيار الرئيسي، في حين سجلت أسعار المعدن النفيس تغيرات مستمرة على مدار الساعة الأمر الذي تسبب في حدوث شلل في السوق واتجاه بعض الشركات لوقف إعلان التسعير.
وحسب مراقبون لسوق الذهب ، إن التشديد الكبير للسياسة النقدية الذي قامت به البنوك المركزية في الآونة الأخيرة، وارتفاع عوائد السندات الحقيقية في الولايات المتحدة والدولار القوي، قد أثرت بشدة على سوق الذهب.
ومع توقع المزيد من التشديد في السياسة النقدية من قبل البنوك، قد تشهد أسعار الذهب المزيد من الانخفاضات على المدى القريب، على الرغم من أنه من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في التداول مع الاتجاه الهابط على المدى القصير، إلّا أن توقعات أسعار الذهب على المدى المتوسط أكثر إيجابية.
الفيدرالى يرفع سعر الفائدة
من ناحيته قال أحمد معطي، الخبير الاقتصادى ، إن الذهب تمكن من تسجيل ارتفاعات ملحوظة خلال الفترة الماضية خاصة بعد إشارات من الفيدرالي الأمريكي بالتوجه نحو تخفيف وتيرة رفع معدلات الفائدة في الاجتماع المقبل.
وتتوقع الأسواق على نطاق واسع أن يقوم الفيدرالي الأميركي برفع معدلات الفائدة بنصف نقطة مئوية في اجتماعه المقبل بشهر ديسمبر الجاري.
وأضاف “معطى” فى تصريحات لـ”عالم المال” أن البيانات الأمريكية قلبت الطاولة على الذهب، على حد وصفه خاصة بعد أن جاءت أفضل من التوقعات مما ضغط على المعدن الأصفر ليخسر أغلب المكاسب التي سجلها ويهبط دون 1780 دولارا للأونصة بعد أن تمكن من تجاوز الـ 1800 دولار.
وأوضح الخبير الاقتصادى، أن البيانات الأميركية الحديثة أعطت إشارة للمستثمرين بأن الفيدرالي سيستمر في تشديد سياسته النقدية.
الحرب الروسية تضغط على أسعار الذهب
وذكر تقرير لمنصة جولدن بليون ، أن الذهب مر على مدار 2022 بعدة مراحل أولها مرحلة بداية العام حتى شهر مارس، حيث ارتفع الذهب ووصل إلى مستويات قياسية عند 2050 دولار مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية والحرب الروسية – الأوكرانية، وكذلك الموجة التضخمية العنيفة التي ضربت العالم.
وتابع التقرير الذى حصل “عالم المال” على نسخة منه، أن المرحلة الثانية التى مر بها الذهب هي مرحلة تشديد السياسة النقدية (من مارس 2022 إلى الآن) ومع ارتفاع التضخم بدأ ارتفاع أسعار الفائدة بشكل كبير جدًا سمي فيما بعد بماراثون أسعار الفائدة، حيث رفعت أمريكا الفائدة 6 مرات خلال العام لتصل إلى 4.5% في أكبر ارتفاع لأسعار الفائدة، كما ويُعد ارتفاع أسعار الفائدة من الأسباب الرئيسية لإنخفاض الذهب بشكل كبير، إذ أن ارتفاع أسعار الفائدة يؤدي إلى زيادة أسعار العائدة على السندات وهو عائد خالي من المخاطر، وبالتالي تذهب الأموال إلى شراء السندات والدولار والبعد عن الذهب، وذلك بالرغم من ارتفاع التضخم في كل انحاء العالم.