أثار اكتشاف الغاز في حقل النرجس بشرق المتوسط عدة تساؤلات لدى قطاع كبير حول حصة مصر من هذا الاكتشاف الضخم؛ إذ لم تكشف البيانات الرسمية المعلنة من شركتي إيني الإيطالية، وإيجاس المصرية، بدقة عن نصيب مصر والشركات المشاركة في الحقل من الاكتشاف.
يأتي الاكتشاف الجديد في وقت تسعى فيه مصر لزيادة احتياطياتها من الغاز، الذي تنامى الطلب عليه مؤخرًا، باعتباره وقودًا انتقاليًا في مرحلة تحول الطاقة، بالإضافة إلى مساعي العديد من الدول الأوروبية لتأمين مصادر بديلة بعيدًا عن الإمدادات الروسية.
اكتشاف غاز جديد في شرق المتوسط
وأعلنت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس”، مساء أمس الأحد 15 يناير 2023، تحقيق كشف جديد للغاز الطبيعي في منطقة امتياز نرجس البحرية بالبحر المتوسط، بحسب التفاصيل التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت الشركة أن جهودها بالتعاون مع شركة شيفرون الأميركية (القائمة بالعمليات في منطقة امتياز نرجس البحرية بالبحر المتوسط) وشركتي إيني وثروة المصرية تكللت بنجاح حول اكتشاف جديد ومهم للغاز في البئر الاستكشافية نرجس 1.
جاء كشف الشركة المصرية بعد ساعات من إعلان إيني الإيطالية تفاصيل اكتشاف الغاز في منطقة امتياز نرجس البحرية بشرق البحر الأبيض المتوسط، قبالة سواحل مصر.
وشددت الشركة الإيطالية على أن حقل نرجس 1 يُثبت صحة إستراتيجيتها التي تركز على مواصلة الاستثمار في التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل مصر؛ إذ حصلت مؤخرًا على عدة مناطق جديدة للاستكشاف شمال رفح وشمال الفيروز وشمال شرق العريش وطيبة وبيلاتريكس سيتي إيست.
حصة مصر في اكتشاف النرجس
حصة شيفرون الأميركية (القائمة بالعمليات) تبلغ 45%
قالت شركة إيجاس إن حصة شيفرون الأميركية (القائمة بالعمليات) تبلغ 45%، وإيني 45%، بينما شركة ثروة المصرية للبترول تمتلك 10% من حصة المقاول الممثلة من نسبة النصف المقابلة للنصف الآخر من نصيب إيجاس.
في حين قالت شركة إيني إن شيفرون هولدينغ (المشغلة) تستحوذ على حصة 45%، بينما تمتلك شركة “آي إي أو سي” المملوكة بالكامل لشركة إيني 45%، وشركة ثروة بتروليوم التابعة للحكومة المصرية حصة 10%.
تفاصيل اكتشاف حقل النرجس 1
أشار بيان شركة إيجاس، إلى أن اكتشاف الغاز الجديد يقع على بُعد نحو 60 كيلومترًا شمال شبه جزيرة سيناء، إذ حُفِرَت البئر نرجس 1 بواسطة جهاز الحفر “ستينا فورث” في عمق مياه 309 أمتار.
وقالت: “عُثِرَ على سمك خزان بنحو 61 مترًا صافيًا من بين 140 مترًا من الحجر الرملي، بخصائص جيدة في العصر الميوسيني السفلي وعصر الأوليغوسين على عُمق كلي للبئر تجاوز 5000 متر في منطقة الامتياز”.
تطابقت تفاصيل الاكتشاف التي أعلنتها إيجاس مع البيانات الصادرة من شركة إيني الإيطالية التي قالت إن بئر الاستكشاف نرجس 1 الواقعة في منطقة امتياز نرجس واجهت ما يقرب من 200 قدم (61 مترًا) من الأحجار الرملية الحاملة للغاز؛ إذ حُفِرَت البئر على عمق 1014 قدمًا (309 أمتار) من المياه بواسطة سفينة الحفر ستينا فورث.
يُشار إلى أن مساحة امتياز منطقة نرجس البحرية المصرية تبلغ 445 ألف فدان (1800 كيلومتر مربع)، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة.
وأكدت كلتا الشركتين (المصرية والإيطالية) أنه يجري حاليًا تقييم التقديرات للاحتياطيات بهذا الكشف.
وكانت بيانات أولية، اطّلعت عليها منصة الطاقة، قد قدرت حجم الاحتياطيات القابلة للاستخراج من حقل النرجس بنحو 3.5 تريليون قدم مكعبة.