استقبل الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، مساء اليوم الأحد، الرئيس عبد الفتاح السيسي، فور وصوله إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي للمشاركة في القمة العالمية للحكومات التي تبدأ فعالياتها بدبي غداً الاثنين.
وأعقب ذلك لقاء بين الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد في قصر الشاطئ بأبو ظبي، حيث تقدم الرئيس السيسي في مستهله بخالص التعازي في وفاة المغفور لها الشيخة مريم بنت عبد الله بن سليم الفلاسي، سائلاً الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، أن اللقاء شهد كذلك تأكيد خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية الوثيقة، والتي تنعكس على التنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين، بما يساعد على دعم استقرار المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط.
كما تناول اللقاء سبل مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية، وتنمية أطر التعاون في مختلف المجالات.
السيسي يتوجه إلى الإمارات للمشاركة في القمة العالمية للحكومات
وتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، على رأس وفد حكومي رفيع المستوى للمشاركة في القمة العالمية للحكومات التي تعقد منذ عام 2013 في إمارة دبي تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن مشاركة الرئيس في القمة العالمية للحكومات تأتي في إطار كون مصر ضيف شرف على نسخة هذا العام، حيث سيحرص سيادته خلال مختلف الفعاليات والجلسات الحوارية على عرض أهم الاستراتيجيات والأولويات الحكومية المصرية على المستويين الاقتصادي والتنموي، في ظل الأزمات العالمية المتلاحقة التي يشهدها العالم، كما أن مشاركة مصر في القمة العالمية للحكومات تعد الأكبر على مدار السنوات الماضية، بما يؤكد عمق العلاقات الأخوية المتميزة والراسخة بين مصر والإمارات.
وأضاف المتحدث الرسمي أن برنامج السيد الرئيس سيتضمن أيضًا عقد لقاءات ثنائية مع أبرز المشاركين في القمة العالمية للحكومات من كبار مسؤولي المؤسسات الاقتصادية والمالية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في فعاليات مؤتمر “القدس” رفيع المستوى، الذي انعقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، وذلك بحضور الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، والملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، و أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، إلى جانب عدد من الوفود رفيعة المستوى من الدول الأعضاء في الجامعة.
وجاءت نص كلمة الرئيس السيسي كالتالي..
يشرفني ويسعدني أن أتواجد معكم اليوم في جامعة الدول العربية.. بيت العرب.. لنؤكد سوياً دعمنا لصمود القدس، عصب القضية الفلسطينية، والقلب النابض للدولة الفلسطينية.. مدينة السلام ومهد الأديان.. التي يستدعي ذكرها صور التعايش والتسامح…. صور الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك مختلطة بمشاهد الحج بكنيسة القيامة… المدينة التي امتزج فيها طريق إسراء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع درب السيد المسيح عليه السلام.
لقد كانت القدس عبر التاريخ عنواناً للصمود الذي يحمله اسم مؤتمر اليوم… وإنه لمن المؤسف أن هذا “الصمود” أصبح وكأنه قدر تلك المدينة… فهي كما عانت في الماضي، ما زالت تعاني في الحاضر.
ولقد اختص القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة المحورية، وكما لم يختص مدينة من قبل، الوضع القانوني لمدينة القدس، بدءاً من تأكيد مجلس الأمن “أنه لا يجوز الاستيلاء على الأرض بالقوة، وأن جميع الإجراءات التشريعية والإدارية التي اتخذت من قبل إسرائيل باعتبارها قوة احتلال، والتي يمكن أن تغير من معالم أو وضع المدينة المقدسة، ليس لها صلاحية قانونية وتمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية جنيف الرابعة”… وانتهاءً بتأكيد مجلس الأمن عدم اعترافه بأية تغييرات على خطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، إلا ما يتم الاتفاق عليه بالتفاوض.
في هذا السياق، تؤكد مصر مجدداً موقفها الثابت إزاء رفض وإدانة أية إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس ومقدساتها … كما تؤكد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى بكامل مساحته باعتباره مكان عبادة خالصاً للمسلمين.
وتعيد مصر التحذير من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على الإخلال بذلك… أو على محاولة استباق أو فرض أمر واقع يؤثر سلباً على أفق مفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
لقد بادرت مصر منذ أكثر من أربعة عقود بمد يد السلام لإسرائيل… سلام قائم على العدل… وعلى أساس العمل على التوصل لتسوية شاملة وعادلة، تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧.. وأؤكد هنا أن عاصمة الدولة التي يرتضيها ويتطلع إليها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ستظل هي القدس الشرقية.
إنه لمن المؤسف أن يأتي اجتماعنا اليوم على خلفية ظروف طارئة ومتأزمة تواجه القضية الفلسطينية… وظروف تهدد الأمن الإقليمي… وتهدد مفهوم التعايش بين شعوب المنطقة… المفهوم الذي سعينا لتكريسه عبر السنوات الماضية… حيث تستمر الإجراءات أحادية الجانب المخالفة للشرعية الدولية، من استيطان وهدم للمنازل، وتهجير ومصادرة الأراضي، وعمليات تهويد ممنهجة للقدس، واقتحامات غير شرعية للمسجد الأقصى، فضلاً عن الاقتحامات المستمرة للمدن الفلسطينية على نحو يزيد الاحتقان على الأرض ويهدد بانفلات الأوضاع الأمنية … كما يزيد من الأسف أن كل ما تقدم إنما يعوق حل الدولتين… ويضع الطرفين، والشرق الأوسط بأكمله أمام خيارات صعبة وخطيرة.