شهدت أسعار الذهب محليا تراجع محدود اليوم الخميس متأثرا بالتراجع في السعر العالمي الذي شاهدناه أمس بعد محضر اجتماع البنك الفيدرالي، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر انتشاراً 1685 جنيه متراجعا من أعلى سعر سجله يوم أمس عند 1687 جنيه للجرام، بحسب جولد بيليون، بينما سجل سعر صرف الجنيه مقابل الدولار 30.68 جنيه لكل دولار كأعلى سعر في البنوك حتى وقت كتابة التقرير.
وصدر يوم أمس بيان عن وزير المالية محمد معيط أشار خلاله إلى نجاح مصر في إصدار الصكوك الإسلامية السيادية للمرة الأولى، وأنه تم تغطية المستهدف بأربع أضعاف ليصل إجمالي الاكتتاب إلى 6.1 مليار دولار بعد أن كان الطرح بمقدار 1.5 مليار دولار، و وصل العائد على الصكوك إلى 11% وهو الأعلى على الإطلاق في أداوت الدين المصرية خلال السنوات العشر الأخيرة، وأشار البيان أن الصكوك قد اجتذبت قطاع جديد من المستثمرين من الخليج ودول شرق آسيا والمنطقة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
يأتي هذا الطرح ضمن برنامج مصر الدولي لإصدار الصكوك السيادية بقيمة 5 مليار دولار والذي حصل على تصنيف B3 من وكالة موديز للتصنيف الائتماني، وذلك بعد أن خفضت الوكالة تصنيف مصر الائتماني إلى B3 مع نظرة مستقبلية مستقرة.
التدفقات الدولارية نتيجة طرح الصكوك الإسلامية قد يكون أحد العوامل المساعدة على استقرار أسعار الذهب إلى جانب الضغط السلبي الوقع على الأسعار حالياً.
يأتي هذا في ظل اهتمام مصر منذ العام الماضي بامتلاك احتياطي أكبر من الذهب، وهو ما دفعها لتحتل المرتبة الخامسة وسط الدول العربية باحتياطي ذهب وصل إلى 125.5 طن ذهب وفقاً للتقرير الأخير لمجلس الذهب العالمي، بينما تحتل مصر المركز 33 عالمياً من حيث حجم الاحتياطي من الذهب.
وبحسب التقرير الفني لجولد بليون ، أن أسعار الذهب عالمياً ارتفعت بشكل محدود خلال تداولات الخميس مدعوما بتراجع طفيف في مستويات الدولار، على الرغم أن بقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لوقت أطول كما أظهر محضر اجتماع البنك الفيدرالي يوم أمس من شأنه ان يبقي الذهب مقيداً بشكل كبير، وارتفعت أسعار الذهب اللحظية اليوم بنسبة 0.5% إلى 1833.71 دولار للأونصة وهو أعلى مستوى سجله خلال الجلسة حتى الآن، قبل أن تعود الأسعار للتداول بالقرب من سعر افتتاح جلسة اليوم عند 1826.00 دولار للأونصة وقت كتابة التقرير، بينما قد سجل اليوم أدنى مستوى في 4 جلسات عند 1823.07 دولار للأونصة.
من جهة أخرى ارتفع الدولار الأمريكي اليوم بعد أن ارتفع مؤشر الدولار يوم أمس بنسبة 0.44% بعد محضر اجتماع البنك الفيدرالي الخاص باجتماعه الأخير الذي عقد في 1 فبراير، ليقترب اليوم من أعلى مستوياته في 6 أسابيع والتي سجلها نهاية الأسبوع الماضي عند 104.59، واتفق صانعي السياسة النقدية في البنك الفيدرالي ان معدلات الفائدة بحاجة إلى الارتفاع حتى يتثنى لهم الوصول بهدف التضخم عند 2%، ولكن مع تخفيض وتيرة رفع الفائدة إلى 25 نقطة أساس ما يضمن لهم سرعة الرقابة والتفاعل مع البيانات الاقتصادية.
ارتفاع أسعار الفائدة لوقت أطول يعمل على إضعاف جاذبية الذهب كتحوط من التضخم، حيث يتزايد الإقبال على الاستثمارات التي تقدم عائد مثل السندات الحكومية. وهو ما دفع أسعار الذهب إلى الانخفاض يوم أمس بنسبة 0.53%.
محضر اجتماع الفيدرالي أظهر أيضاً أن البنك لا يزال يحارب التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة ولكن ليس بنفس القوة التي كان عليها من قبل، ونتيجة لذلك تراجعت أسعار الذهب قليلا يوم أمس قبل أن تعود إلى التذبذب خلال تداولات اليوم.
السندات الحكومية الأمريكية عند أعلى مستوى في 3 أشهر
صرح عضو البنك الفيدرالي جيمس بولارد رئيس البنك الفيدرالي في سانت لويس أن وصول سعر الفائدة في نطاق 5.25% – 5.50% ستكون كافية لمواجهة التضخم خلال هذا العام.
بينما صرح عضو البنك جون ويليامز رئيس البنك الفيدرالي في نيويورك أن البنك ملتزم تماماً بخفض التضخم إلى هدفه عند 2% خلال السنوات القليلة المقبلة عن طريق خفض الطلب بما يتماشى مع العرض المقيد.
وأشار إلى أنه مع استمرار تعطل سلاسل التوريد العالمية قد لا تستمر أسعار السلع في تراجعها الأخير، ولا يزال التضخم في الخدمات الأساسية باستثناء الإسكان مرتفعًا للغاية مدفوعًا بالكثير من الطلب مقارنة بالعرض.
هذا ويتوقع المتداولين على العقود الآجلة للأموال الفيدرالية أن تصل ذروتها عند 5.362% في يوليو على أن تظل أعلى من 5% خلال عام 2023.
ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات
ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات يوم أمس وسجلت أعلى مستوى في 3 أشهر عند 3.968% قبل أن تتراجع بعض الشيء وتتداول حالياً عند 3.93%، كما ارتفع العائد على السندات لأجل 3 أشهر اليوم إلى 4.8777% وهو الأعلى منذ 6 أسابيع.
إقرار البنك الفيدرالي باستمرار رفع الفائدة لمواجهة التضخم دفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية قصيرة الأجل أو طويلة الأجل إلى الارتفاع، وهو ما تسبب في تراجع أسعار الذهب واستمرار الضغط السلبي على المعدن النفيس الذي يواجه خروج الاستثمارات كونه لا يقدم عائد.
أسهم شركات الذهب تواجه انخفاضات حادة
وسعت شركات الذهب وشركات التعدين من خسائرها للأسبوع الثاني على التوالي في ظل تأثر أسواق الأسهم سلباً برفع الفائدة الأمريكية بالإضافة إلى تراجعات أسعار الذهب والتوقعات السلبية للمعدن النفيس التي زادت من الضغط السلبي على أسهم شركات الذهب والتعدين.
أغلق سهم شركة نيومونت جولد أحد أكبر شركات الذهب في العالم على انخفاض يوم أمس في بورصة نيويورك بنسبة 2.08% مسجلة أدنى مستوى منذ 3 أشهر، كما انخفض سهم شركة باريك جولد عملاق الذهب الكندي المتداول في بورصة نيويورك بنسبة 2.29% خلال تداولات الأمس لتغلق عند أدنى مستوى منذ 12 أسبوع.
كل هذه العوامل تزيد من التوقعات السلبية لأسعار الذهب على المستوى العالمي خلال الفترة القادمة، ولكن البيانات الاقتصادية الأمريكية قد يكون لها رأي آخر.
ننتظر اليوم صدور التقييم الثاني لبيانات الناتج المحلي الإجمالي في أمريكا عن الربع الرابع من العام الماضي، وهو المؤشر المعتمد للنمو للاقتصاد الأمريكي، مع توقعات باستقرار النمو عند 2.9%.
غدا تصدر أيضاً بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عن شهر يناير والذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، كونه يدرس التضخم من وجهة نظر إنفاق المستهلكين، ومتوقع ارتفاع بنسبة 0.3% من القراءة السابقة 0.1%.
إذا أظهرت البيانات أن التضخم قد ارتفع ولم يشهد تراجع فقد نشهد بعض عمليات البيع المكثفة في الذهب، لأن هذا قد يعكس قوة التضخم وبالتالي استمرار تمسك الفيدرالي بالتشديد النقدي.