بعد إفلاس البنوك الأمريكية.. التمويل المعبري طوق النجاة للشركات المصرية الناشئة

alx adv

أحمد متولي فى حوار لـ “عالم المال”: القطاع المصرفى المصرى آمن

 

متولي: القطاع العقارى على رأس القطاعات التي تعتمد على القروض المعبرية

 

“انرشيا العقارية ” تحصل على قرض معبرى بقيمة 850 مليون جنيه

 

 

تتجه خلال الآونة الأخيرة العديد من الشركات الناشئة إلى إتمام جولات تمويل معبرية «bridge financing» عاجلة من مستثمريها الحاليين لضمان تنفيذ خططها التوسعية بعد إعلان بنك «سيليكون فالي SVB» الجمعة الماضية عن إشهار إفلاسه، فى الوقت ذاته نجت أخرى من فخ تعثر المصرف الأمريكى وتحويل أموالها ومنها واحدة تعمل بمجال حلول النقل الذكى، فما هى القروض المعبرية؟

 

وفى هذا الصدد أجرت “عالم المال” حوارًا مع الدكتور أحمد متولى الخبير المصرفى للتعرف على ماهية القروض المعبرية وآليات تحوط القطاع المصرفى المصرى بعد إفلاس البنك الأمريكى ، إلى جانب التعرف على أولويات البنوك ومؤسسات التمويل المحلية وتوجهاتها الفترة المقبلة.

 

وإلى نص الحوار..

 

بداية ماهو التمويل المعبرى وماهى أكثر الدول التى تستخدمه؟

 

التمويل المعبرى نوع من أنواع القروض قصيرة الأجل، ومدته تترواح ما بين أسبوعين وحتى ثلاث سنوات، والهدف منه الحصول على تمويل مؤقت لحين الحصول على تمويل أكبر وبمبلغ أكبر طويل الأجل ويسمى بقرض سد الصغرات أو سد الاحتياجات، ويمكننا القول بأنه تمويل مؤقت لعملية الاستحواذ لحين ترتيب الأوضاع قبل الإقراض الطويل الأجل، ويجرى منحة لحين تدبير التمويل الأساسى للمشروع والذى يستخدم فى سداد القرض المعبرى بفوائده ومقابلة جزء من التكلفة الاستثمارية للمشروع، والشركات تحصل عليه لتنفذ خطط توسعية أو الصرف على التكاليف الاستثمارية أو رأس المال العامل ودفع المصاريف والمرتبات والخطط التوسوعية.

 

 

ومن أهم الدول المعروف بها هذا النوع من القروض الولايات المتحدة الإمريكية وإنجلترا وجنوب أفريقيا بجانب العديد من الدول الأخرى.

 

 

أسعار الفائدة على تلك القروض، هل تختلف أسعار الفائدة عن باقى أنواع القروض؟

 

القروض المعبرية بها نسبة الفائدة مرتفعة جدًا، نظرًا لوجود نوع من المخاطرة على تلك القروض، إلى جانب أن الشركات التى تتقدم للحصول على تلك القروض لا تمتلك أموال وهناك صعوبة فى الحصول على قرض طويل الأجل، وبالتالى تلجأ لمؤسسات تمنحها قروض قصيرة الأجل وتكمن المخاطرة فى عجز المقروضين عن سداد تلك القروض المعبرية، ونتيجة لذلك ترفع المؤسسات المانحة أسعار الفائدة وفى الغالب تكون أعلى من القروض طويلة الأجل نظرًا لوجود مخاطرة فى السداد.

 

 

ماهى أبرز خصائص القروض المعبرية وأكثر القطاعات التى تستخدم هذا النوع من القروض ؟

 

يمكن من خلالها الحصول على القرض فى فترة وجيزة وبوثائق أقل مقارنة بالقرض العادى، ويعد القطاع العقارى بما فيه مطورى العقارات، من أبرز القطاعات التى تستخدم القروض المرحلية أو المعبرية، حيث يتجه هذا القطاع لتلك القروض لتنفيذ مشروعات معينة لعدم وجود سابق أعمال حتى يحصل على القرض طويل الأجل، وبالتالى يلجأ لهذا النوع من القروض لتنفيذ مشروعات معينة وبعد ظهور ملامح المشروع أو الأساسات، يستطيع بعد تلك المرحلة الحصول على قرض طويل الأجل، وخلال الشهور القليلة الماضية حصلت شركة انرشيا للتنمية العقارية فى مصر حصلت على قرض معبرى بقيمة 850 مليون جنيه مناصفة مع كلا من بنكي مصر والقاهرة.

 

 

 

ماذا فعلت الشركات الموجودة فى بنك سيليكون فالى؟

 

اتجهت العديد من الشركات الناشئة أو شركات التكنولوجيا التى كانت موجودة فى بنك سيليكون فالى للحصول على قرض معبرى أو قرض قصير الأجل لحين الإفراج عن أموالهم المحتجزة بالبنك، ولكن بسعر فائدة مرتفع جدًا نظرًا لوجود مخاطرة وهى تأخر الإفراج عن أموالهم، أوعجز تلك الشركات عن سداد الأموال.

 

 

ماهى أبرز أسباب إفلاس بنك سيليكون فالى؟

 

أسباب إفلاس بنك سيليكون فالى عديدة، أبرزها تذبذب اسعار الفائدة والتى بدورها اثرت على حجم الودائع فى الشركات الناشئة واتجهت تلك الشركات إلى سحب الودائع من البنك لمصارف أكثر استقرارًا، إلى جانب لجوء البنك بيع سندات وأذون الخزانة بأسعار غير عادلة وتقريبا خسر 1.8 مليار دولار حتى يتمكن من مواجهة متطلبات المودعين وإعطائهم أموالهم والتمكن من الإستمرار، بالإضافة إلى عمليات السحب السريع من العملاء نتيجة قلقهم وخوفهم على أموالهم، وظهر ذلك واضحًا خلال الأيام الماضية وفى المقابل البنك يركز الأصول في سندات حكومية طويلة الأجل (أعلى من 30 سنة) مما اضطر البنك لبيع جزء من هذه السندات بخسارة، حتى يستطيع تمويل تخارج بعض المودعين، مما أثار مخاوف باقي المودعين من وجود أزمة سيولة، خصوصًا بعدما أعلن البنك نيته عن زيادة رأس المال عن طريق طرح أسهم للتداول، ومن الأسباب أيضًا التى أدت إلى إفلاس البنك الإمريكى تخصيص جزء كبير من الودائع في صورة ودائع تحت الطلب لصالح شركات التكنولوجيا الناشئة والتي كانت في أمس الحاجة لسيولة نقدية لتمويل مشروعاتها، والتى يصعب عليها الحصول على تمويل من مصادر أخرى في ظل سياسة نقدية متشددة، لذلك جرى سحب جزء كبير من هذه الودائع خلال العام مما أدى إلى نقص حاد في السيولة النقدية للبنك، وتحولت الأزمة إلى أزمة ملاءة مالية.

 

 

 

 

ماهى أليات تحوط القطاع المصرفى المصرى بعد إفلاس سيليكون فالى؟

 

القطاع المصرفى المصرى فى مرحلة أمان “ماسك نفسه شوية” ولا يوجد بنوك صغيرة تعمل فى قطاع واحد، وبالنظر إلى تعاملات البنك الإميريكى نجد أنه أنه كان يتعامل مع قطاعى الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا فقط وتعد من أبرز أسباب إفلاسه لتوجيه تعاملاته لقطاع بعينه، أما السوق المصرفى المصرى لا توجد به بنوك تتعامل مع قطاع معين أو قطاع بعينه، وجميع البنوك العاملة فى السوق المصرى تتعامل مع كافة القطاعات سوا تمويل أو ودائع حيث تقبل ودائع من كافة القطاعات ومنح القروض لكافة القطاعات، وبالتالى لا يوجد لدينا تخوف نظرًا لتنوع المحافظ الاستثمارية بالقطاع المصرفى المصرى ما بين استثمارات طويلة الاجل وقصيرة الاجل وحجم الودائع كبير جدًا ومطمئن، ويجرى منح قروض تبدء من عام إلى 15 عامًا، بالإضافة إلى أن نسبة الاحتياطى النقدى الذى تلتزم البنوك بالاحتفاظ به لدى البنك المركزي المصرى 18%، كل هذه المؤشرات السابق ذكرها تؤثر ايجابيًا وتستبعد حدوث إفلاس أو انهيار للبنوك المصرية ويمكننا التحوط من خلال تنوع المحافظ الاستثمارية للبنوك، والتوسيع من الجهات الرقابية الموجودة بالقطاع المصرفى المصرى.

 

 

 

هل هناك تأثير لانهيار البنك الأمريكى على البنوك بالمنطقة العربية ؟

 

البنوك المركزية الموجودة بالمنطقة ومن بينهم البنك المركزى المصرى، تستبعد حدوث أى تاثيرات سلبية نتيجة لانهيار البنك الأمريكى لعدم وجود ارتباطات بين البنوك المركزية فى المنطقة العربية و بنك سيليكون فالى، كما أن البنك المركزى المصرى أو البنوك المصرية، لا تمتلك اية ودائع أو توظيفات أو معاملات مالية مع ذلك البنك وبالتالى لا يكون هناك اى تأثيرعلى البنوك المصرية، كما أن سيليكون فالى يصنف أنه من البنوك المتوسطة فى الولايات المتحدة الأمريكية وليس بنك كبير، وبالتالى لا يوجد أى تأثير على القطاع المصرفى فى المنطقة العربية ككل.

 

 

 

 

هل تتجه مؤسسات التمويل المحلية لتغير توجهاتها الفترة القادمة؟

 

اعتقد أن البنوك ومؤسسات التمويل المحلية لم تتجه لتغير توجيهاته الفترة القادمة نهائيا لعدم وجود تاثير سلبى على القطاع المصرفى المصرى، ويمكننا التعلم من ذلك الحدث بعدم توجيه الودائع أو التمويل فى قطاع معين، وتنوع الاستثمارات ما بين طويلة الاجل وقصيرة الاجل وعدم توحيدها، وإفلاس سيليكون فالى سيكون له تأثير سلبى على الشركات الناشئة هناك وسيجبر المئات من الشركات بل الالاف من تلك الشركات على تسريح العمال والاغلاق التام لعدم تمكنهم من الحصول على الأموال المودعة ببنك سيليكون فالى، لذلك اتجهو للتمويل المعبرى وحتى انتهاء التمويل المعبرى فى حالة عدم حصول تلك الشركات على الودائع ينجم عن ذلك خسائر كبير جدًا.

 

 

يقدم فريق بوابة عالم المال، تغطية حصرية ولحظية على مدار الساعة ، لآخر مستجدات البورصة والشركات المدرجة، البنوك وأسعار الدولاروالتأمين، العقاري، والصناعة والتجارة والتموين، الزراعة، الاتصالات، السياحة والطيران، الطاقة والبترول، نقل ولوجيستيات، سيارات، كما نحلل الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات والشركات والجهات من خلال الإنفو جراف والرسوم البيانية، الفيديو، فضلا عن تقديم عدد من البرامج المتخصة لتحليل كل ما يتعلق بالاقتصاد المصري من خلال تليفزيون عالم المال.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار