كتب- أحمد السني
متحف فريد من نوعه، يمكن زيارته في موقع إستراتيجي بالعاصمة الفرنسية باريس، ويعد أول متحف أوروبي تفاعلي مخصص للاقتصاد، وهو مدينة الاقتصاد “سيتيكو”.
كان المتحف المدهش مكانا لإقامة المصرفي الفرنسي الشهير الذي ينتمي إلى الطبقة الأرستقراطية إميل جيلارد، وبني عام 1882، ثم تحول إلى فرع بنك فرنسا عام 1923 عندما أصبح فرعا لبنك فرنسا يخدم رواد الأعمال والمدخرين من منطقة مونسو الراقية في باريس حتى عام 2006.
وما يزال يحمل لافتة باسمه، بمدخل المبنى لتذكّر بتاريخ المؤسسة المصرفية التي أسسها نابليون بونابرت.
ويهدف المتحف إلى جعل تخصص الاقتصاد في متناول الجميع من خلال مجموعة منتقاة من الصور والألعاب والتجارب العملية.
أما المرحلة الثالثة في حياة القلعة الرائعة فبدأت عام 2019، بعد تجديدها بالكامل بقيمة 50 مليون يورو، وتحولت لمدينة الاقتصاد “سيتيكو”، في قلب العاصمة الفرنسية تمتد مساحتها على 2400 متر مربع.
ويضم المتحف المهيب المزين بألوان وأجسام افتراضية ثلاثية الأبعاد على الجدران والأبواب، مساحات للألعاب بغرض تبسيط مواضيع ومفاهيم اقتصادية عديدة، ومن أبرز تلك الألعاب لعبة جماعية بعنوان “تفاوض، قرر”.
ويمكن أن يشارك في تلك اللعبة حتى 9 أشخاص، ويمثل كل مشارك دولة ما ويدافع عن مصالحها، ويقدم وجهات نظر مختلفة عن الباقين للموافقة على تطوير الطاقات المتجددة وتحقيق هدف عالمي مشترك.
ويحوي المتحف ألعابا تفاعلية أخرى للتعريف بالاقتصاد ومفاهيمه، مثل كيفية تقديم البنوك للقروض وشراء العقارات وعمليات العرض والطلب والقوة الشرائية.
ويضف “سيتيكو” جولة للتعريف بطريقة تصميم عملة ورقية بطبعات ورموز خاصة، يمكن للزوار أن يأخذونها معهم في آخر الجولة كهدية تذكارية.
ويمكن للزوار الاستمتاع بالغرفة الآمنة، والتي تحوي آلاف الخزائن المصفوفة على الجدران، التي كانت في ما مضى تضم أغلى ممتلكات عملات بنك فرنسا، الغرفة تتميز بأنها محمية بخندق مائي وجدران خرسانية سميكة.
وتستعرض مكتبة فرنسا الوطنية وبنك فرنسا مجموعة كبيرة من العملات التي تم التعامل بها في عمليات المقايضة قبل ظهور العملات كما نعرفها اليوم، بما في ذلك القطع الخشبية والأصداف وغيرها، ويوجد جناح خاص لعملات من العالم الإسلامي، من أبرزها دينار الخليفة عبد الملك الدمشقي، الذي تم العثور عليه في سوريا ويعود تاريخه إلى نهاية القرن السابع.
ويستطيع الزائر التعرف على كيفية صناعة اليورو وعملات ورقية أخرى من دول مختلفة حول العالم، ويمكنه أيضا تعلم طريقة فك رموز الأوراق النقدية المزيفة.