يستعد أعضاء منظمة أوبك بلس للاجتماع في الثالث والرابع من شهر يونيه المقبل، في فيينا وهو ما يثير عدد من التساؤلات والتكهنات حول موقفهم من وجود تخفيض جديد في إنتاج النفط، أو الإبقاء على معدلات الضخ في السوق العالمية وخاصة بعد أن أعلن العديد من الدول الأعضاء بمجموعة أوبك بلس في أبريل الماضي، تخفيضات طوعية للإنتاج دخلت حيز التنفيذ في مايو ، وهو ما نتج عنه انخفاض في أسعار النفط بسبب مخاوف بشأن النمو الاقتصادي ورفع أسعار الفائدة.
ومن جانبه توقع مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن يقوم أعضاء أوبك بلس بخفض جديد في الأسعار قائلا:” توقعاتي في قرار أوبك بلس في اجتماعهم المقبل ستقوم كل دولة بإتخاذ قرارا فرديا وليس جماعيا بالتخفيض الجزئي لإنتاج النفط من أجل استعادة رفع الأسعار بعد انخفاضها، ولكن إذا استمر العرض والطلب بهذا الشكر فإن الاتجاه يشير إلى مزيد من الخفض”.
وأكد أن من يتحكم في قرار أوبك بلس فيما يتعلق بالتخفيض من عدمه هو حركة أسعار النفط العالمية، ومدى التذبذبات السعرية للأسعار عالميا، فالوضع الحالي هو الذي يحدد بشكل كبير، وسعره حاليا لا يحقق طموحات الدول المنتجة للنفط، خصوصا أن لديهم توافق على التزام سعري من 80 لـ 90 دولار، وذلك في ظل انخفاض أرباح أرامكو والتي تم الإعلان عنها مؤخرا، وتعتبر السعودية الدولة الأكثر تحكما والقرار ستجه إلى تخفيض جزئي آخر من النفط.
أشار إلى أن المعروض من النفط أكثر من المطلوب وهو السبب وراء تراجع أسعار النفط، ولكي تكون الأسعار مرضية لحلفاء أوبك بلس لابد أن يكون المعروض أقل من معدلات الطلب، فينعكس على زيادة سعر النفط.
ومن جانبه أوضح أن وجود انكماش اقتصادي للدول الكبرى وانخفاض في الطاقات الإنتاجية والصناعات المعتمدة على الطاقة عالميا وبالتالي عدم الحاجة إلى الطاقة، ومعظم دول العالم بدأت تتجه إلى الطاقة البديلة ومنها الطاقة النووية.
500 ألف برميل يوميا
وكانت قد أعلنت عدة دول مصدرة للنفط ضمن تحالف “أوبك+”، بما في ذلك السعودية والإمارات، عن خفض طوعي لإنتاج النفط، اعتبارا من مايو المقبل وحتى نهاية 2023، في خطوة تهدف إلى “تحقيق التوزان في سوق النفط”، وقامت المملكة بتخفيض طوعي في إنتاجها من البترول الخام بمقدار 500 ألف برميل يوميا، بداية من مايو وحتى نهاية 2023.
وأضاف أن هذه الخطوة هي إجراء احترازي يهدف إلى دعم استقرار أسواق البترول.
وأكد المصدر أن هذه الخطوة تمت “بالتنسيق مع عدد من الدول المشاركة في إعلان التعاون من أعضاء منظمة أوبك ومن خارجها”.
وأوضح أن هذا التخفيض الطوعي للإنتاج يُضاف إلى تخفيض الإنتاج الذي اتفق عليه في الاجتماع الوزاري الثالث والثلاثين للدول الأعضاء في منظمة أوبك والدول المنتجة من خارجها (أوبك بلس)، الذي عقد في 5 أكتوبر 2022.