قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، أنه بالتزامن مع ارتفاع أسعار الذهب وخاصة المشغولات الذهبية التي كان يقبل عليها المواطنين فى المناسبات، فقد زاد الإقبال على شراء المشغولات الفضية الفترة الماضية في مثل هذه المناسبات، هذا بالاضافة إلى اتجاه البعض إلى الاستثمار في الفضة، عن طريق السبائك وليس المشغولات، لأن عند البيع لا يخصم منها المصنعية للحفاظ على قيمة أموالهم وذلك بسبب ارتفاع أسعار السبائك الذهبية والجنيه الذهب للاستثمار فيه.
وأضاف غراب، فى تصريحات خاصة لموقع «عالم المال» أن الفترة الماضية قد شهدت رواجا في سوق الفضة بكافة أنواعها رغم أن سعرها أيضا ارتفع نتيجة زيادة الإقبال عليها ولكنها لا تزال أرخص بكثير من الذهب، موضحًا أن الاستثمار في الفضة زاد محليا وعالميا أيضا خاصة بعد زيادة أسعار الذهب زيادات كبيرة، موضحا أن الاستثمار في سبائك الفضة يعد استثمارا سهلا للمواطن، خاصة بعد طرح سبائك من الفضة وزنها قليل، تزن 2.5 جرام و 5 جرام للسبيكة، وهو نوع من أنواع الإدخار كنوع من الأمان للحفاظ علي قيمة أموالهم، خاصة بعد تراجع وانخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب
وأشار غراب، إلى أن أسباب ارتفاع سعر الذهب عالميا ومحليا، يرجع إلى زيادة الإقبال على الاستثمار فيه كنوع من الادخار لأنه يعد الملاذ الأمن لحفظ قيمة الأموال، خاصة بعد ما تعرضت له البنوك الأمريكية من انهيارات مصرفية، إضافة لارتفاع التوترات السياسية عالميا واعتبار الذهب هو الملاذ الآمن عالميا، وأن الدولار لم يعد آمنا للمستثمرين كما كان سابقا، خاصة بعد تحرك دول عظمى كتجمع دول البريكس لطرح عملة جديدة منافسة للدولار والاعتماد عليها في التجارة البينية كعملة احتياطية والاستغناء عن الدولار، لذا زاد الإقبال على الاستثمار في الذهب لأنه البديل الأمن.
تابع غراب، أن الفترة الماضية شهدت أسعار الذهب زيادات كبيرة جدا في السوق المحلي رغم انخفاض سعره عالميا وذلك لأن التجار كانوا يسعرونه على سعر أعلى من قيمة سعر صرف الدولار الرسمية، موضحا أن من أسباب زيادة أسعار الذهب الإقبال الكبير من المواطنين على شرائه لحيازته كملاذ أمن خاصة السبائك الذهبية والجنيه الذهب لحماية مدخراتهم بسبب تراجع قيمة الجنيه وارتفاع التضخم، فهذا تسبب في زيادة الطلب على الذهب محليا فزاد سعره، موضحا أنه خلال الربع الأول من العام الجاري قدرت مبيعات الذهب في مصر 7 أطنان حسب تقرير مجلس الذهب العالمي، والذي جاء به أن المصريين جاءوا في المرتبة الخامسة عالميا من حيث ارتفاع الطلب على السبائك والعملات الذهبية في الثلاثة أشهر الأولى من 2023 بعد تركيا والصين واليابان وإيران.
هدوء فى أسعار الذهب بعد قرار السماح للعاملين بالخارج باستيراد الذهب
وأكد الخبير الاقتصادي، أن الأسعار هدأت واستقرت خلال الفترة الماضية بعد قرار الحكومة بالسماح للمصريين العاملين في الخارج باستيراد الذهب من دون جمارك لمدة 6 أشهر، فهذا أدى لزيادة المعروض منه بالفعل في الأسواق وانخفاض في سعر الذهب محليا ومنعت التذبذبات والارتفاعات المفاجئة الكبيرة في أسعار الذهب، موضحا أن القرار جاء بعد تذبذبات وارتفاعات في سوق الذهب زيادات غير عادلة وغير مبررة، خاصة مع انخفاض سعره في البورصات العالمية وهو المحدد الرئيسي لأسعار الذهب عالميا، ما يؤكد أنه كان يحدث تلاعب في سوق الذهب من قبل التجار غير مبرر رغم ضعف الطلب على المشغولات الذهبية في مصر بل ركود شديد نتيجة ارتفاع سعره وزيادة الإقبال على السبائك .