المعروف أن الأضحية هي إحدى شعائر الإسلام، التي يتقرب بها المسلمون إلى الله، بتقديم ذبح من الأنعام، وذلك من أول أيام عيد الأضحى، حتى آخر أيام التشريق، وهي من الشعائر المشروعة والمجمع عليها، وهي سنة مؤكدة لدى جميع مذاهب أهل النسة والجماعة الفقهية الشافعية والحنابلة والمالكية، ما عدا الحنفية.. فهم يرون أنها واجبة.
حيث موضع الذبح يكون في الحلق من الشاه والبقرة، وحقيقة الذبح قطع الأوداج كلها أو بعضها في الحلق على حسب اختلاف المذاهب، والذبح يطلق في اللغة على الشق وهو المعنى الأصلي، ثم استعمل في قطع الحلقوم من مقدم العنق عند المفصل الذى بين العنق والرأس تحت اللحيين «وهما العظمان اللذان يلتقيان في الذقن، وتنبت عليهما الأسنان السفلى» وهذا المفصل يسمى بالنصيل.
هل الأضحية بالوزن أم بالسن وما هو سن الأضحية
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية مفاده “هل الأضحية بالوزن أم بالسن وما هو سن الأضحية؟”، وذلك خلال بث مباشر أجرته الدار عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، وأجاب على السؤال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وقال عبد السميع: “فيما يتعلق بالغنم فأقل شيء 6 أشهر على مذهب السادة الشافعية، أما الماعز فأقل سن هو عام ، أما الأبقار فأقل عمر سنتين، والإبل 5 سنوات”.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: “لكن أجازت دار الإفتاء المصرية، إذا وصل البقر إلى منتهى اللحم أي تجاوزت 350 كيلو فيجوز الأضحية حتى ولو لم يكن قد أتم السنتين، وذلك بناء على أن طريقة العلف تطورت وأصبح هناك وسائل جديدة تجعل الأبقار تأكل كثيرا وتنضج ويكمل لحمها حتى دون أن تصل لعمر السنتين فإذا كان ذلك متحقق فلا مانع شرعا من الذبح كأضحية حتى لو لم يكن قد وصل السنتين”.
وأكدت دار الإفتاء المصرية، في وقت سابق، أن الأضحية من السنن المؤكَّدة، وشرعت شكرًا لله تعالى، وإحياءً لسنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، كما أن فيها تعظيمًا لشعائر الله سبحانه، قال تعالى {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}، وقال {لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى}.
وأضافت دار الإفتاء فى فتوى لها أن للأضحية ثواب عظيم عند الله تعالى فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سأله أصحابه عن الأضاحي «سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ. قَالُوا مَا لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالصُّوفُ؟ قَالَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ».
وأوضحت الفتوى أن للأضحية شروط يجب أن تتوفر فيها، بعضها يرجع إلى الأضحية ذاتها، وبعضها يرجع إلى الـمُضَحِّي، فمن شروط الأضحية ذاتها أن تكون من الأنعام، أي الإبل والبقر والجواميس والغنم، سواء كانت الغنم ضأنًا أو ماعزًا، فلا يجزئ غير ذلك من الدواب والطيور؛ لقوله تعالى {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}.
وأشارت الفتوى إلى أن من شروط الأضحية كذلك أن تكون خالية من العيوب الظاهرة التي تنقص اللحم أو الشحم، وأن تكون قد بلغت سن التضحية، فليس كل الأنعام يصح جعلها أضحية يتقرب بها إلى الله عز وجل، فقد اتفق جمهور الفقهاء على أنه لا يجزئ من الإبل والبقر والمعز إلا الثَّنِي فما فوقه، ويجزئ من الضأن الـجَذَع فما فوقه، والـجَذَعة ما بلغ سنة، والثَّنِي من الإبل ما بلغ خمس سنين، ومن المعز والبقر ما بلغ سنتين.