ارتفعت أسعار الذهب خلال الساعات الماضية بالسوق المحلى والصاغة تزامنا مع قرار الاحتياطي الفيدرالي “البنك المركزي الأمريكي” رفع سعر الفائدة بنسبة 0.25%، أمس الأربعاء، على الرغم من تباطؤ معدل التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية ،وهو ماساهم فى ارتفاع الأسعار على المستوى المحلى، وسجل عيار21 الأكثر تداولا فى مصر 2170 جنيها، فيما سجل السعر العالمى للاوقية 1975 دولار.
ومع استمرار الصراعات الجيوسياسية واستمرار عجز ميزانيات الدول الغربية واستمرار تراجع الأداء الاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية كما أظهرت بيانات وزارة الخزانة والتي أشارت إلى ارتفاع العجز بمقدار تريليون دولار في الأسابيع الخمسة الماضية منذ أن أقر الكونجرس تشريعًا لزيادة سقف الديون نتيجة الموجات التضخمية العالمية وارتفاع أسعار الأغذية والطاقة يبدو الذهب الأكثر استقرارا أمام الاستثمارات العالمية والبنوك المركزية من سندات الديون السيادية كما يرى العديد من محللي الأسواق الدولية .
وبدأ الذهب في التألق بالأسواق العالمية مرة أخرى حيث شهدت الأسواق ارتفاعات متتالية نهاية الأسبوع الماضي ليتخطي سعر الأوقية 1980 دولار وتأتي التوقعات الصعودية مع اختبار أسعار الذهب للمقاومة الحرجة عند ١٨٠٠ دولار للأوقية مع توقعات بمزيد من الارتفاع وصولا مرة أخرى إلى 2000 دولار للأوقية إذا ما تأكدت التقارير الدولية بتخلي مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن سياسته المتشددة ،وفقا لـ”جولد بليون”.
وحسب “جولد بليون” تأتي الزيادة المستمرة لأسعار الذهب العالمية مدفوعة بعدد من العوامل علي رأسها رفع البنوك المركزية للعديد من الدول احتياطيها من الذهب لمواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية خاصة في ظل تزايد المخاطر السيادية في الأسواق العالمية نظرا لزيادة الديون الخارجية للدول الغربية بالإضافة إلي بدء البنوك المركزية لدول مجموعة البريكس من رفع احتياطيها من الذهب لتقليص اعتمادها علي الدولار , ووفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي ، والتي سلط مجلس الذهب العالمي عليها الضوء في منشور له الثلاثاء الماضي فقد قام البنك المركزي القطري بشراء حوالي 1.6 طن من الذهب الشهر الماضي ليصل حجم الاحتياطي القطري الآن الي 93.4 طن من الذهب في احتياطياته الأجنبية.
في الوقت نفسه ، أظهرت البيانات أن هناك إشارات مبكرة على أن البنوك المركزية كانت مشتريًا كبيرا للذهب الشهر الماضي ، بقيادة الصين وبولندا للسوق كما اشترت تركيا 11 طنًا من الذهب الشهر الماضي بالرغم من حركة البيع التي تبنتها لثلاثة أشهر .
استقرار باسعار الذهب فى السوق المحلى
من ناحيته يقول لطفي المنيب نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بغرفة القاهرة التجارية فى تصريحات لـ”عالم المال” إن الأسواق قد شهدت استقرارا نسبيا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ولوحظ تحرك بسيط بين 2160 و 2175 جنيها للجرام عيار 21 ويري “المنيب” أن الأسواق المحلية لن تشهد تحركا عنيفا خلال الأسابيع المقبلة نظرا لتراجع حجم الطلب الموسمي في الوقت الحالي من العام إلا أن التحرك المتوقع في السعر العالمي فوق الـ 2000 دولار للأوقية سيدفع الأسواق المحلية للارتفاع حتي مع توازن حجم المعروض مع حجم الطلب المحلي .
وأضاف نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بغرفة القاهرة التجارية، أن سعر الذهب عالمياً بالدولار وسعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري هما المحددان الأساسيان لسعر الذهب في مصر وخاصة بعد التغيرات والقرارات الحكومية فى الفترة الأخيرة.
“المنيب”: ارتفاع السعر العالمى لم يحدث تأثيرا قويا محليا
وتابع “المنيب” أن ماحدث هو ارتفاع في السعر العالمي والذى لم يحدث تأثير في رفع سعر الذهب نتيجة للتأثير الأقوي لإنخفاض سعر صرف الدولار أمام الجنيه في التداولات السوقية، مشيرا إلى أن تبني رئاسة مجلس الوزراء لمبادرة الشعبة بالسماح للوافدين بإدخال الذهب للأسواق المحلية بدون رسوم جمركية كان له أثرا مباشرا علي استقرار الأسعار خلال الشهرين الماضيين وأعاد التوازن النسبي بين السعر المحلي و السعر العالمي للذهب بالأسواق المحلية .
وحسب “جولد بليون” تحاول أسعار الذهب الارتفاع اليوم مستغلة بعض الضعف في مستويات الدولار الأمريكي، وذلك بعد أن سيطر الهبوط على أداء المعدن النفيس خلال الأربع جلسات الماضية، يأتي هذا بعد رفع الفيدرالى الأمريكى سعر الفائدة بنسبة 0.25%، أمس الأربعاء، على الرغم من تباطؤ معدل التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية.