أسعار البنزين تشتعل وتهدد العالم بموجة تضخم جديدة

تشهد أسعار البنزين ارتفاعًا في جميع أنحاء العالم، مما يثير قلق البنوك المركزية والحكومات حيال تفاقم معدلات التضخم.

وارتفعت أسعار عقود البنزين الآجلة في بورصة نيويورك لأعلى مستوى لها في تسعة أشهر، وتأثرت محطات الوقود في الولايات المتحدة بارتفاع الأسعار، كما شهدت آسيا ارتفاعًا في أسعار البنزين، وذلك طبقا لـ”بلومبرج”.

وتعاني الأسواق من نقص في وقود المركبات بسبب الأعطال غير المتوقعة في مصافي التكرير، وانخفاض المخزونات في مراكز التخزين الأساسية، مثل ساحل الخليج الأميركي وسنغافورة.

ويلاحظ في أسواق الطاقة العالمية أن عقود البنزين الأميركية زادت بما يتجاوز 20%، بينما لم تتغير عقود النفط الآجلة بشكل كبير منذ بداية العام. وتواجه البنوك المركزية مشكلات في تحديد مقدار التشديد النقدي اللازم لكبح معدلات التضخم، مما يجعل ارتفاع أسعار البنزين مشكلة حيوية.

ويعتبر ارتفاع أسعار البنزين مسألة حيوية أيضًا بالنسبة للمستهلك النهائي، حيث إن أسعار الوقود يمكن أن تشكل نفقات يومية أساسية بالنسبة إلى الكثيرين، وتعتبر أحد العوامل التي أسهمت في ارتفاع معدلات التضخم على مستوى العالم.

وتطرح ارتفاع أسعار البنزين مشكلة أيضًا بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن قرب موعد الانتخابات المقبلة، وذلك لأنها تؤثر على الإنفاق وقدرة الناس على شراء البضائع والخدمات الأخرى.

وتسبب في زيادة أسعار البنزين في جميع أنحاء العالم، موجة أعطال مفاجئة في أنظمة التكرير عبر العالم، والتي شملت وحدة “باتون روج” المملوكة لشركة “إكسون موبيل” في الولايات المتحدة وموقع “بيرنيس” التابع لشركة “شل” في روتردام ومنشأة “ميزوشيما” في اليابان التي تعود لشركة “إينيوس هولدينغز”.
وتسببت هذه الاضطرابات في تقليل الإمدادات في حين ما تزال المخزونات منخفضة.
ويعتبر ارتفاع أسعار البنزين مشكلة حيوية بالنسبة للمستهلك النهائي، حيث إن أسعار الوقود يمكن أن تشكل نفقات يومية أساسية بالنسبة للكثيرين، وتعتبر أحد العوامل التي أسهمت في ارتفاع معدلات التضخم على مستوى العالم.

تشير التوقعات إلى أن الطلب الصيني على البنزين سيبلغ مستويات عالية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الضغط على الإمدادات العالمية. وفي أوروبا، تعاني المنطقة من نقص في الإمدادات جراء العقوبات المفروضة على روسيا، التي حرمت مصافي التكرير المحلية من الخام والمواد الخام الأخرى اللازمة لإنتاج البنزين، مما أدى إلى زيادة تكلفة البنزين الممتاز.

وعانت إمدادات البنزين أيضًا من النقص جراء الزيادة الأخيرة غير الموسمية في أسعار الديزل، الأمر الذي دفع المصافي إلى زيادة إنتاج الديزل على حساب البنزين.