استمع للمقالشهدت أسعار الأسماك بكافة أنواعها ارتفاعات غيرمسبوقة خلال الأيام الماضية بالسوق المحلى، بعد أن كان يعول عليها الكثير من المواطنين “البروتين الاقل سعر” أو “الرخيص” من أنواع البروتينات الأخرى مثل اللحوم والدواجن والتى ارتفعت أسعارها أيضا بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة نتيجة لارتفاع أسعار الاعلاف وقلة المعروض وأزمة الدولار حسب شعبة القصابين والدواجن بالغرف التجارية.
وعلى الرغم أن مصر لديها بحار وبحيرات عديدة ومزارع للأسماك إلا أن أسعار الأسماك فى زيادة مستمرة بكافة أنواعها بشكل غير مسبوق فأسعار اللحوم قفزت لتجاوز حاجز 300 جنيه للكيلو كما قفزت كل بدائلها كالدواجن والأسماك التي كانت حتى وقت قريب في متناول الأسر المتوسطة” وأصبح المواطن وتحديدا محدودى الدخل لا يستطيع التعايش مع موجة الغلاء الحالية .
بحيرات الأسماك فى مصر
ويعد غذاء السمك وجبة رئيسة على الموائد المصرية منذ سنوات طويلة وتمتاز المناطق الساحلية أو المطلة على البحيرات الكبرى في البلاد أبرزها “بحيرة ناصر والبرلس ومريوط والمنزلة والتمساح وقارون” بعلاقة خاصة مع المأكولات البحرية التي يمثل العمل فيها عبر محطاتها الإنتاجية من الصيد والاستزراع وحتى التجارة والطهي، مصدرا رئيسيا لاقتصاد كثيرين من المقيمين في هذه المناطق ،ولكن بعد الأزمة الاقتصادية الأخيرة أصبحت هذه الوجبة بعيدة عن مائدة المواطن.
وبعد الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها البلاد والتي فاقمتها الحرب الروسية الأوكرانية، تأثرت صناعة الأسماك في مصر كحال معظم القطاعات الأخرى، وشهدت أسعارها قفزات سواء التى تخرج من البحيرات والبحار ونهر النيل، أو الأخرى الناتجة من الاستزراع السمكي الذي يستحوذ على النصيب الأكبر من الإنتاج.
وفى التقرير التالى يكشف “عالم المال ” أسباب ارتفاع أسعار الأسماك الفترة الأخيرة من خلال أراء الخبراء والمتعاملين بالقطاع وشعبة الأسماك بغرفة القاهرة التجارية والتى أكدت أن هناك عدة عوامل أدت إلى زيادة أسعار الأسماك بالسوق المحلى مؤخرا منها على سبيل المثال تكلفة النقل من “سولار، عمالة، أعلاف” ،بالإضافة إلى موسم توقف الصيد خلال هذه الفترة.
وقال محمد عبد الحليم عضو شعبة الأسماك بغرفة القاهرة التجارية، ووكيل السفن المصرية للشحن والتفريغ الخاصة بمراكب صناديق الأسماك، إن الأسماك سلعة كباقى السلع الغذائية التى ارتفعت فى الفترة الأخيرة بعد الأزمة الاقتصادية التى شهدتها البلاد مؤخرا، مشيرًا إلى أن أسعارالاسماك ارتفعت فى السوق المحلى لعدة عوامل منها توقف عمليات الصيد والتى تبدأ من 1/5 حتى 15/9 من كل عام وبالتالى يقل العرض فى السوق وترتفع الأسعار مشيرًا إلى انفراجة فى أزمة ارتفاع الأسعار مع بداية موسم الصيد الذى يبدأ بعد مايقرب من 10 أيام وتحديدا 15 سبتمبر الجارى.
وتابع “عبد الحليم” فى تصريحات لـ”عالم المال”، أن هناك خلال موسم الصيد ما يسمى بـ “أسماك الجر” ومنها “الجمرى، الكابوريا، السحلية، البوربون، الكمارى” ومع بداية طرح هذه الأنواع تنخفض الأسعار تدريجيا وبنسبة ليست كبيرة ولكن تساهم فى هدوء الأسعار، مضيفا أن موسم الصيد الذي يتبع موسم صيد الجر يبدأ من 15 إبريل إلى 20 أكتوبر يطلق عليه “موسم الشنشولا” ويشتهر بأنواع “الباغة والسردين والكومبرى الماكريل”.
وتابع أن “الشنشولا” هي مراكب صيد متخصصة في صيد أنواع معينة من الأسماك، حيث تعمل 8 شهور طوال العام ويبدأ الموسم من شهر إبريل وحتى أكتوبر، ويعمل الطاقم الموجود على المركب فترة 20 يومًا كل شهر، حيث تخرج المراكب للصيد في وقت الظلمه مرتين، حيث تتجمع الأسماك حول الإضاءة التي يطلقها الصيادين.
ارتفاع أسعار الاسماك فى مصر
وأشار إلى أن أسماك المزارع تشتهر بأنواع من البلطى والبورى والدنيس وتتوفر طول العام، وأن محافظة كفرالشيخ من أهم مناطق إنتاج سمك المزارع.
كانت أسعار البورى تراوحت خلال هذه الايام بين 80 و 110 جنيهات، بينما سجل سعر كيلو الكابوريا بين 40 و 230 جنيها، وصل كيلو الجمبري إلى 70 و 190 جنيها، وحقق الدنيس سعر 100 و 160 جنيهًا ،وفقا لأسعار الجملة وبيانات شعبة الأسماك.
وتابع أن هناك عوامل أخرى تؤدى إلى ارتفاع أسعار الاسماك منها أن التاجر يتحمل تكاليف بداية من يومية العمال التى لا أحد يتحملها في وسط غلاء الأسعار، مرورًا بالعلف الذى يزيد كل يوم ،لافتا إلى ان هناك أيضا بعض الناس تقوم بتخزين أسماك البوري وتمليحه للفسيخ لأن الأسعار كلها سترتفع خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن أسعار الأعلاف زادت الطن من 12 ألفا لـ36 ألفا، غير تكلفة “السولار” في مزارع الأسماك من 35 إلى 165 جنيهًا.
2 مليون طن حجم إنتاج مصر من الأسماك في 2022
وأوضح أن الأسماك ليست بعيدة عن أزمة الأعلاف التي تعيشها البلاد منذ فترة، حيث تعتمد زراعة الأسماك على الأعلاف بشكل يزيد عن 60%، لافتا إلى أن الإنتاج أصبح أقل من ذي قبل لذلك زاد السعر قائلا:”لما السعلة تقل في إنتاجها سعرها بيزيد لأن التجار عايزين يغطوا التكلفة وفي نفس الوقت المستهلك عايز سلعة سعرها معقول فالحل خفض أسعار الأعلاف”.
ويصل حجم إنتاج مصر من الأسماك 2 مليون طن في عام 2022، منها 1.6 مليون طن من المزارع السمكية بنسبة 80% من الإنتاج، ونحو 400 ألف طن من المصايد الطبيعية، بنسبة 20% وفقا لبيانات الثروة السمكية.