كشف الصراع الدائر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية عن انقسامات حادة داخل حكومة وجيش الاحتلال الإسرائيليين، إذ توترت علاقة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء بجيش الاحتلال، خاصة فيما يتعلق باستراتيجية مكافحة الفصائل.
وبحسب تحليل لمجلة إيكونومست البريطانية، اليوم الخميس، أصبحت الحرب مُسيسة على نحو متزايد، مع تراجع الدعم لنتنياهو، وفي حين الدعم واسع النطاق للهجوم البري في غزة من جانب بعض أعضاء القيادة الإسرائيلية، ظهرت دعوات لتشكيل لجنة تحقيق وطنية، وأصبح استعداد نتنياهو لاجتياح غزة لهزيمة الفصائل الفلسطينية، موضع تساؤل من قِبل قاعدته اليمينية المتشددة، إذ إنه قد لا يستطيع أو يريد القيام بذلك على نطاق واسع لتجنب خسائره السياسية والعسكرية.
قوات الاحتلال غير مستعدة
بحسب المجلة البريطانية، أشار وكلاء رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن قوات الاحتلال ليست مستعدة بشكل كامل لحملة برية على غزة، ودعوا إلى شن المزيد من الضربات الجوية بدلًا من ذلك، وأثار ذلك توترات بين الحكومة وجيش الاحتلال، الذي يدعي أنه مستعد للهجوم البري، وأدى الخلاف بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت إلى تفاقم الانقسامات داخل الحكومة، ما أعاق التخطيط الفعّال للحرب، كما أن تشكيل “حكومة وحدة” مع زعيمي المعارضة بيني جانتس وجادي آيزنكوت، وكلاهما رئيسا هيئة الأركان السابقين لجيش الاحتلال، لم يحقق الوحدة المطلوبة.
اعتراف بالفشل الإسرائيلي
اعترف المسؤولون العسكريون الإسرائيليون، بمن فيهم رئيس أركان الجيش، الفريق هرتسي هاليفي، بالفشل في اكتشاف ومنع هجوم الفصائل في السابع من أكتوبر، ومن المتوقع أن يستقيلوا بمجرد انتهاء الحرب، ومع ذلك، لم يقبل نتنياهو تحمل أي مسؤولية، وترك أسئلة حول المساءلة دون إجابة.
وأوضحت المجلة أن نتنياهو قضى معظم وقته في الأيام الأخيرة بالمشاركة مع المستشارين السياسيين وصحفيين في إحاطة، بينما قام أيضًا بتجميع لأسماء “حكومة ظل” للجنرالات السابقين ومسؤولي الأمن لتحدي “جالانت” وجنرالات جيش الاحتلال.وانتهى التحليل إلى أنه في ظل التركيز على القتال الحالي في غزة، لم يتم التخطيط إلا قليلًا لما بعده.