قال رامي أبو النجا، نائب محافظ البنك المركزي المصري، إن البنك المركزي المصري اكتسب خبرات متراكمة على مدار السنوات في إدارة الأزمات، مما ساعدنا على سرعة التعامل مع تداعيات الجائحة، ليواصل الاقتصاد المصري نموه في السنة المالية 2020 بنسبة 3.6%، مدفوعا باستقرار الاقتصاد الكلي، وعجز الموازنة الذي يسير على مسار هبوطي منذ عام 2016.
وأوضح رامي أن الفائض الأولي عند 1.8 من الناتج المحلي الإجمالي مسجلاً قراءة إيجابية للعام الثالث على التوالي، كما نجح البنك المركزي المصري في خفض التضخم من أعلى مستوياته التي تجاوزت 30٪ في 2017 ووصل المعدل السنوي للتضخم 4.5% في أكتوبر الماضي.
الاحتياطات الدولية أهلت مصر للإصلاحات
وأكد نائب محافظ البنك المركزي أن بناء الاحتياطيات الدولية بمستويات غير مسبوقة قبل الأزمة والتنفيذ واسع النطاق للإصلاحات الهيكلية، أهل مصر لتكون أكثر استعدادًا لمواجهة الصدمات الخارجية، وهو الأمر الذي انعكس في إقبال المستثمرين على إصدارات مصر من السندات الدولية بقيمة 5 مليارات دولار في مايو 2020، والسندات الخضراء بقيمة 750 مليون دولار التي تم إصدارها الشهر الماضي.
وحرص البنك المركزي على إنشاء المختبر التنظيمي لتطبيقات التكنولوجيا المالية المبتكرة Regulatory Sandbox الذي يقوم بدور هام في تشجيع إطلاق هذه التطبيقات بالسوق المصري مع مراعاة متطلبات الحفاظ على سلامة واستقرار النظام المالي.
مبادرة رواد النيل
وقد أطلق البنك المركزي العديد من المبادرات لتحقيق أهداف الشمول المالي والتحول الرقمي، حيث شجع البنوك على ضخ المزيد من التمويلات بأسعار فائدة مدعمة للمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر والتي نتج عنها نمو في حجم محافظ البنوك الموجهة لهذه المشروعات بقيمة 213 مليار جنيه لعدد مليون و81 ألف مشروع خلال الفترة من ديسمبر 2015 وحتى سبتمبر 2020، بجانب إطلاق مبادرة “رواد النيل” لتوفير بنية تحتية شاملة وفعالة لدعم رواد الأعمال والمشروعات الصغيرة بدءا من الفكرة وحتى تأسيس الشركة والنمو والتوسع وكذلك تشجيع الابتكار.
إطلاق العديد من المبادرات
وأكد نائب محافظ البنك المركزى انه تم إطلاق العديد من المبادرات لدعم قطاعات الاقتصاد المصري، منها مبادرة القطاع الخاص الصناعي والزراعي والمقاولات للشركات الكبرى، ومبادرات لمساندة القطاع السياحي والعاملين به، وأخرى للتمويل العقاري لمحدودي ومتوسطي الدخل، بجانب مبادرات دعم العملاء المتعثرين من الشركات والافراد.
فعاليات معرض ومؤتمر التكنولوجيا المالية والشمول المالى الرقمى PAFIX 2020
وقد انطلقت اليوم فعاليات معرض ومؤتمر التكنولوجيا المالية والشمول المالى الرقمى PAFIX 2020 الذى يعقد تحت رعاية البنك المركزى المصري، وتستمر فعالياته حتى 25 نوفمبر الجاري، وذلك ضمن فاعليات معرض Cairo ICT.
حضر الجلسة الافتتاحية لمعرض ومؤتمر PAFIX السادة وزراء البترول والثروة المعدنية، والعدل، والتضامن الاجتماعي، وعدد من قيادات البنك المركزى والقطاع المصرفي، والجهات والمؤسسات المتخصصة فى مجال التكنولوجيا المالية والمدفوعات الرقمية.
الإجراءات الاحترازية التى اصدرها البنك المركزي
وأضاف أبو النجا خلال كلمته أن خدمات الدفع الرقمية لعبت دوراً كبيراً وفعَّالاً في تنفيذ خطة الدولة للتعامل مع التداعيات المحتملة لجائحة كورونا، والحد من انتشار الفيروس، وهو ما ظهر من خلال الإجراءات والتدابير الاحترازية التي أصدرها البنك المركزي ومنها:
- إلغاء جميع الرسوم والعمولات لمدة 6 أشهر على عمليات السحب النقدي والشراء بواسطة البطاقات، وجميع استخدامات محافظ الهاتف المحمول.
- إلغاء الرسوم الخاصة بعمليات السحب النقدي لبطاقات المعاشات لمدة 9 أشهر بما يوفر نحو 100 مليون جنيه لأصحاب المعاشات.
- إصدار البطاقات اللاتلامسية المدفوعة مقدماً مجاناً لمدة 9 أشهر حيث تم إصدار نحو مليون ونصف بطاقة مجاناً للمواطنين.
- إتاحة الاشتراك في خدمتي محافظ الهاتف المحمول والإنترنت البنكي دون الحاجة للذهاب لمقر البنك.
- إطلاق مبادرة السداد الإلكتروني، بتكلفة يتحملها البنك المركزي تُقارِب 600 مليون جنيه، حيث تم زيادة نقاط القبول الإلكترونية لدى الشركات والتجار بكافة المحافظات من 200 ألف إلى 500 ألف نقطة قبول (نقطة بيع إلكترونية/ رمز استجابة سريع).
- نشر 17ألف نقطة بيع إلكترونية ضمن مشروع ميكنة تحصيل المدفوعات الحكومية.
- صرف إعانة العمالة المؤقتة على البطاقات المصرفية ومحافظ الهاتف المحمول لـ 1,6 مليون عامل.
- تعميم استخدام بطاقات الدفع الوطنية “ميزة” في صرف جميع المرتبات الحكومية والمعاشات من خلال إحلال وتجديد أكثر من 11 مليون بطاقة حتى نهاية 2021.
الشمول المالي
كما أكد أبو النجا أن الشمول المالي يأتي على رأس أولويات أجندة البنك المركزي المصري نظراً لأهميته في تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن هذا المنطلق يقوم البنك المركزي المصري حالياً بالتنسيق لإعداد استراتيجية وطنية للشمول المالي، حيث يتم حالياً التنسيق بين الجهات المعنية لوضع أهداف ورؤية واضحة للاستراتيجية، تتضمن الاتفاق على المؤشرات الرئيسية للشمول المالي وتحديد الأولويات.