بعول الكثير من التجار وخبراء الاقتصاد ومتعاملون بقطاع المواد الغذائية على تغيير فكر ووعى المستهلك المصرى بالنسبة للمنتج المحلى بعد حملات المقاطعة التى أطلقها رواد منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية لمقاطعة عدد كبير من المنتجات الأجنبية والماراكات العالمية التى تدعم الكيان الصهيونى مع إيجاد بديل محلي لتلك المنتجات، وذلك على خلفية العدوان الإسرائيلي الغاشم غير إنسانى على قطاع غزة، والذى راح ضحيته آلاف الشهداء أغلبهم من الأطفال والنساء.
من ناحيته يقول الدكتور مدحت الفيومى نائب أول رئيس غرفة الدقهلية التجارية ورئيس شعبة الحلويات،إن دعوات المقاطعة للمنتجات الأجنبية والتى تدعم الكيان الصهيونى والمجازر التى ترتكب فى حق إخواننا فى فلسطين وقطاع غزة أتت ثمارها بالفعل خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أن هناك تغير كبير فى فكر وثقافة ووعى المواطن والمستهلك المحلى، ولاحظنا فى الساعات الأخيرة الماضية خاصة بعد الأحداث الأخيرة ودعوات المقاطعة نسبة إقبال على المنتج المحلى وعدم شراء المنتج الاجنبى .
وأضاف “الفيومى” فى تصريحات لـ”عالم المال”أننا فى محافظة الدقهليةعلى سبيل المثال شاهدنا تراجع مبيعات المنتجات الأجنبية فى المحلات التجارية ولا يوجد إقبال عليها واستبتدل المستهلك والمواطن المحلى المنتج الأجنبى بالمنتج المحلى والذى لا يقل جودة عن المنتج الأجنبى، لافتا إلى أن معظم السلع والمنتجات الغذائية ومشروبات التي تنتجها شركات أجنبية تدعم الكيان الصهيونى في عدوانها على غزة لها بدائل محلية في السوق المصرية مشددا على أن الشركات المصرية قادرة بمنتجاتها المختلفة أن تحل محل منتجات الشركات الأجنبية في مصر بل هناك بدائل عدة لكل منتج على حد قوله.
ولفت إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الناس تغيّرت نظرتهم للعلامات التجارية العالمية العاملة في السوق المصري وأصبحوا لا يرغبون في شرائها أو الاقتراب من محلاتها، والاستغناء عنها بالمنتج المحلى، بعد ظهور أصحاب هذه الشركات نتشر دعما وتقدم “وجبات” لجيش الاحتلال الى يقتل الأطفال والنساء فى غزة.
ويتابع “الفيومى” أن فكر المستهلك المصرى تغير بشكل سريع وأصبح هناك وعيًا كبيرًا بعد المشاهد التى يراها على مواقع التواصل الاجتماعى وشاشات الفضائيات المختلفة منذ بداية الأحداث الدامية التى تقوم بها قوات الاحتلال ضد الاخوة الفلسطنين وظهور بعض الشركات والماركات العالمية تدعم جيش الاحتلال بوجبات ومشروبات وبالتالى قرر أن يكون له موقف ويقاطع هذه الماركات ويستخدم المنتج المحلى .
وأشار إلى أن هذا الأمر إيجابي ولأول مرة يتم الترويج للمنتجات المصرية بهذه الطريقة، مطالبًا أن يشمل هذا الموضوع كافة المنتجات وليس المنتجات الترفيهية فقط وإنما الصناعية والتجارية خاصة وأن هذه المنتجات لطالما تسببت في أزمة مع ارتفاع أسعار الدولار خلال الفترة الماضية.
وعن دور الغرف التجارية فى الترويج للمنتج المحلى ،أكد “الفيومى” أنه يجب عقد اجتماع موسع مع أصحاب التوكيلات وحثهم على التوزيع لأكبر كميات من المنتجات المحلية بحيث أن يجد المواطن السلعة البديلة أو المنتج البديل لانه إن لم يجد المنتج البديل فيلجأ إلى المنتج الأجنبى حتى ولو سعره مرتفع، بالإضافة إلى حث تجار الجملة لعمل منافذ وسلاسل وسيارات متنقلة لتوزيع السلعة وفى النهاية هى مكسب لهم أيضا.
وأكد “الفيومى” أن هناك تراجعا واضحًا لبيع المنتجات الأجنبية في مجال الغذاءوظهر ذلك فى بعض المحافظات ومنها الدقهلية بينما هناك ارتفاع واضح في الطلب على المنتجات المصرية والمحلية والتي وصل بعضها إلى حالة يأس خلال الشهور الماضية نتيجة الركود الاقتصادي بينما تشهد ارتفاعًا واضحًا في الإيرادات وزيادة الطلب عليها من الوكلاء والموزعين.
وأشار إلى أن هذه الأزمة تجعل أصحاب المصانع والشركات المصرية يعيدون النظر فى جودة المنتج المحلى والتنافس، لافتا إلى أن المنتج المحلى بدأ يطور من نفسه، ولكن مايؤخذ علينا هو خروج المنتج النهائى، وعن تحدث البعض أن المقاطعة لها تأثير على العمالة المصرية أكد أن أسهم المصريين فى مثل هذه الشركات ضعيفة ولكن فى النهاية الأموال تعود لاصحاب هذه الشركات والماركات على حد قوله.
وأضاف نائب أول رئيس غرفة الدقهلية التجارية ،أن المصريين يهبون لنصرة إخوانهم في غزة وفلسطين وهذا رد فعل إيجابي وهو متعاطف مع القضية وانعكس على الفعل الاقتصادي بشكل إيجابي، موضحا أن كل الشعب على شبكات التواصل الاجتماعي تحول بشكل مقاطعة وطنية إلى المنتجات محلية الصنع.
وفى سياق متصل يقول على هاشم عضو شعبة المواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية، إننا نتعاون ونتضامن وندعم إخواننا فى غزة ونرفض الممارسات والمجازر التى يقوم بها الكيان الصهيوني ضد المدنيين وأهالى فلسطين ولكن يجب أن نضغط على أصحاب رؤوس الأموال التى تعمل فى هذه البرندات والماركات العالمية ماذا يقدموا لأهل غزة مثل ماحدث فى بعض البلدان والتى أعلنت تقديم دعم كبير للشعب الفلسطينى وأهل غزة، موضحا ان العمالة فى شركات ومصانع البرندات العالمية الاجنبية التى تطالب الحملات بالمقاطعة تمثل 90،95% مصرية وتم خفض منتتجاتها وقل البيع إلى 40،50% فهنا يقوم أصحاب هذه الشركات يتسريح عدد كبير من العمالة.
وحذر”هاشم” فى تصريحات لـ”عالم المال” من الانجراف على حد وصفه وراء “العاطفة” وضغط ومواقع التواصل الاجتماعى والترويج لحملات المقاطعة، قائلا: أين تذهب العمالة المصرية التى تعمل فى هذه الشركات والمصانع الاجنبية؟ فى ظل ظروف اقتصادية قاسية وصعبة تمر بها البلاد من ارتفاع أسعار لكافة السلع وامواد الغذائية وموجة الغلاء التى تضرب السوق المصرى على حد قوله.