قال الدكتور حمدي الموافى، رئيس البرنامج القومي لتطوير الأرز الهجين بوزارة الزراعة، بالتعاون مع سنغافورة لتجربة زراعة أصناف الأرز السنغافورى فى مصر والذى يستهلك كميات قليلة من المياه، لافتًا إلى أن التجربة تعتبر جيدة جدا للتعاون وتبادل الخبرات، خاصة أن سنغافورة لم يكن بيننا وبينهم تعاون كبير فى مجال تطوير أصناف الأرز قبل ذلك.
وأضاف خلال تصريحات لموقع «عالم المال» أن صنف الأرز هذا وفقا للبيانات الواردة من الطرف السنغافوري من أصناف الأرز البسمتي أو العطرى ذو صفات جيدة خاصة فترة النمو المبكرة 110 يوما، مما يساعد على توفير مياه الرى ويدخل في إطار التعاون الإيجابي، حيث تعتبر مصر متقدمة فى مجال تربية وإستنباط أصناف الأرز البسمتى فقد تم تسجيل صنفين هما جيزة بسمتى 201 (Giza Basmati 201) وهجين مصرى بسمتى 11 وهما أصناف مصرية ذات إنتاجية عالية 9.5 طن للهكتار فى حالة جيزة بسمتى 201 و 12 طن للهكتار فى حالة هجين مصرى بسمتى 11.
وأشار إلى أن جيزة بسمتى 201 أحد الأصناف المصرية البسمتي التى تم تسجيلها رسميا بالقرار الوزاري رقم ١١١٥ لسنة 2018، وهو الأب المعيد لخصوبة السلالة العقيمة الذكر سيتوبلازميا بسمتى 12 أو التى تستخدم فى إنتاج هجين مصرى بسمتى 11 والتى تم تسجيلهما بذات القرار وإنتاجية الصنف جيزة بسمتى تصل إلى 4.5 طن للفدان و إنتاجية الهجين تزيد عن 5.5 طن للفدان، وتم تجريب الهجين والسلالات فى المزارع المصرية فى مالى والنيجر موسمى 2022 و 2023 وكانت مبشرة جدا وأعطت نتائج ممتازة وجارى إعداد خطة إكثار مناسبة نظراً للطلبات الملحة بضرورة الإهتمام والتوسع فى زراعة الأرز البسمتي، وأصناف وهجن و التى يمكنها تلبية احتياجات السوق المصري و العربى.
وتنتج مصر من الأرز الشعير يبلغ حوالي 6 ملايين طن تنتج 4 ملايين من الأرز الأبيض، وحققت الدولة فائضا عن الاستهلاك السنوي البالغ 3.2 مليون طن بحوالي مليون طن، وتحتل مصر المرتبة الأولى على مستوى العالم؛ في إنتاجية وحدة المساحة على مدار أكثر من 30 عاما؛ نتيجة السلالات المصرية، بالإضافة إلى تسجيل 12 صنفا وسلالة أبوية جديدة.
ونجحت الدولة مؤخرا في تسجيل أصناف أرز بسمتي جديدة بعد فترة طويلة من احتكاره عالميا بواسطة الهند وباكستان، ووفرت أكثر من 150 مليون دولار إجمالي كانت مخصصة للاستيراد، حيث التوسع في زراعته يمكن مصر من تغطية احتياجات المنطقة العربية.
أهمية دور التكنولوجيا الزراعية في تحقيق الأمن الغذائي للشعوب
ومن جانب آخر رحب وزير الزراعة واستصلاح الأراضى السيد القصير خلال لقاءه مع سفير سنغافورة، بالتعاون مع سنغافورة في تجربة زراعة هذا الصنف من الأرز في مصر وإقامة التواصل المباشر بين خبراء الجانبين لتقييم تجربة زراعته تحت الظروف المصرية خاصة فيما يتعلق بترشيد المياه، مشيرا إلي أهمية دور التكنولوجيا الزراعية في تحقيق الأمن الغذائي للشعوب وهو ما يتفق عليه الجانبين.
ووجه القصير بإعداد مذكرة تفاهم تتضمن مجالات التعاون خاصة تجربة أصناف الارز في الظروف المناخية بالبلدين ،وكذلك الاستزراع السمكي للاستفادة من خبرة الجانب السنغافوري في هذا المجال، وتبادل التكنولوجيات الزراعية والبحوث التطبيقية ، بالاضافة الي تطوير حجم ميزان التبادل التجاري بين البلدين في ضوء ما تتمتع به المنتجات الزراعية المصرية من جودة عالية.
حيث تلقى استحسانا واقبالا من المستهلكين في أسواق دول جنوب شرق آسياح أن هذا بالإضافة إلى صفات وجودة عالية ومتحملة للتغيرات المناخية، ويعد هذا التعاون إيجابى لكلا الجانبين المصري والسنغافوري، حيث أن الصنف السنغافوري و حسب مصادرهم تم إستنباطه من خلال التكنولوجيا الحيوية الحديثة marker assisted selection بإستخدام تقنية البيوتكنولوجى فى الإنتخاب لأفضل الصفات، وهو ما يساعد جيداً برامج التربية فى مصر، حيث تعتبر مصر الأولى عالمياً في إنتاجية وحدة المساحة وصفات الجودة العالية مما يساعد الجانب السنغافوري أيضاً في تحسين الصفات الوراثية للأصناف المنزرعة لديهم.