استمع للمقالكتب – رشا يوسف باشا
توتر فى أسواق النفط سيؤدى لرفع أسعار الوقود عالميا
تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي وسلاسل الإمداد
قال حازم أبو النيل، مسؤول التسويق ومدير علاقات المستثمرين بشركة الإسكندرية لتداول الحاويات والباحث فى شئون النقل البحرى، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد حالياً توترات جيوسياسية أدت إلى تغييرات فى قواعد و أنظمة التجارة الدولية ودفعت صندوق النقد الدولي لخفض توقعاته لنمو اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الجاري بنحو 10 نقاط أساس عن تقديراته المتوقعة.
وأضاف أبو النيل أن منطقة الشرق الأوسط تشهد هجوما إسرائيليا على دولة فلسطين وهجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، وهو ما أثر سلبياً على سلاسل الإمدادات العالمية وباالتالى تغييرات فى عمليات التوزيع للمواد الخام و البضائع.
وأشار إلى أن حدة التوترات زادت بعد الهجوم على السفينه التابعة للخط الملاحى MSC بمنطقة مضيق هرمز البوابة الئيسية لدول الخليج العربى، وخاصة ميناء جبل علي الذى يعتبر منطقة تجميع لوجيستية للبضائع الواردة والصادرة وخاصة للسفن القادمة من جنوب شرق آسيا ودول أفريقيا، وبالتالى حدوث أى توترات فى هذه المنطقة يكون له تأثير واضح على حجم التبادل التجارى وتجارة الترانزيت من وإلى هذه المنطقة.
وأكد أن تلك التوترات لها تداعياتها السلبية على الاقتصاد العالمي وسلاسل الإمداد، ولا سيما أيضا أسواق النفط، وذلك لأن هذه المنطقة مهمة جدا لإمدادات الطاقة العالمية، كما أن منطقة الخليج أهم منتج للطاقة في العالم وتحتوي على 48% تقريبا من الاحتياطيات العالمية، ويعد ترتيب المملكة العربية السعودية ثانى أكبر مصدر للنفط الخام يليها العراق والإمارات العربية المتحدة، كما أن إيران من أكبر منتجي النفط الخام في العالم.
ولفت أبو النيل إلى تحذير منظمة التجارة العالمية من مخاطر تعطل التجارة بسبب التوتر الجيوسياسي وتفاقم أزمة الشرق الأوسط، إذ أن التهديدات بمضيق هرمز لأي سبب قد يسبب كارثة للعالم لنقل النفط والبضائع، ويرفع أسعار النفط إلى 200-250 دولار للبرميل، ويعد مضيق هرمز الممر البحري الوحيد بين الخليج العربي وبحار العالم وهو من ضمن 43 مضيقا مائيًا تستخدمها السفن التجارية العالمية.
وأضاف أنه من المتوقع أن تتسبب الأحداث الحالية فى زيادة أسعار نوالين الشحن بنسبة لا تقل عن 60%، كما أنه من المتوقع أن يتم استثناء منطقة مضيق هرمز من التغطية التأمينية لأخطار الحروب، كما أن هذه الأحداث سيكون لها تأثير على ترددات السفن على مواني البحر الأحمر بالطبع، لأن هناك حركة التجارة من وإلى الخليج العربى سواء لتجارة الخارجية أو الترانزيت.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد علي إبراهيم، خبير النقل واللوجستيات، أن التأثير السلبى الواقع على الملاحة بالبحر الأحمر وخاصة فى منطقة مضيق هرمز سيزيد من الآثار السلبية على الملاحة بقناة السويس بشكل أكبر بالهجوم الإيرانى الأخير على السفينة بجبل علي، ما سيدعم هجمات الحوثيين ويضغط على الملاحة بالمنطقة.
كما علق على قرار تعليق حركة الطيران في بعض الدول العربية بسبب الهجوم الإيراني على إسرائيل ومدى تأثيره على سلاسل الإمداد، قائلًا: “التأثير محدود بسبب الحدث الجاري”.
وأشار إلى أنه إذا استمر الوضع لفترة طويلة فإنه قد يصبح ضارًا للغاية في المنطقة، موضحًا أن تأثير تعليق الطيران عادة ما يكون إقليمياً، كما أن مصر في الفترة الأخيرة كانت تعتمد بشكل كبير على تصدير الحاصلات الزراعية عبر النقل الجوي، وبالتالي فإن الحظر يؤثر على تدفق الصادرات المصرية إلى دول الجوار.
ويوضح إبراهيم أن النزاع الجارى بالمنطقة سيكون تأثيره واضحا فى أسعار النوالين البحرية والتى سترتفع كنتيجة طبيعية لمجريات الأحداث.