بقلم/ دكتور أحمد موافي، خبير التخطيط الإستراتيجي في الشرق الأوسط، ومدرب معتمد من الهيئة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا والشبكة الأهلية للتدريب.
دائما يتم طرح بعض الأسئلة عن أهمية التخطيط الاستراتيجي، من أهمها ما هو تأثير التخطيط الاستراتيجي على حياتنا اليومية؟ وهل بالفعل من الممكن أن يتسبب التخطيط الاستراتيجي في تغيير حياة الإنسان العادي؟
بعد عدة سنوات من تطبيق التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات والشركات الكبرى، فقد وجدت أن التخطيط الاستراتيجي له تأثير كبير على حياة كل منا.
في بداية الأمر، لم أكن أدرك هذه الحقيقة ولكن مع الوقت والاحتكاك أكثر بمجال التخطيط الاستراتيجي، والربط بين جميع عناصر الخطة الاستراتيجية وتأثير كل عنصر على حياتنا اليومية، فقد وجدت بالفعل، أن التخطيط الاستراتيجي هو أساس نجاح أي شخص أو مؤسسة حكومية أو غير حكومية أو شركة أو حتى دولة أي كان شكل أو حجم الخدمة التي تقدمها.
كيف يكون النجاح لكل هؤلاء من خلال التخطيط الاستراتيجي؟
ببساطة جدًا التخطيط الاستراتيجي هو الاستعداد للمستقبل بعد دراسة جميع العوامل المؤثرة، مثل العوامل الداخلية والخارجية ووجود خطط بديلة ومن هذا التعريف نجد أن التخطيط الاستراتيجي مهم لأي مهمة في حياة سواءً انسان عادي أو مؤسسة أو حتي دولة.
الجميع يحلم بالنجاح في أي مجال كان، ولا يوجد أحد في العالم ليس لديه أحلام أو طموح لشيء معين، وبتأكيد كل شركة من الشركات تتمنى أن تحقق المزيد من المبيعات ومن ثم الأرباح والمؤسسة الحكومية تسعى أيضًا للمزيد من النجاحات والتقدم لتكون في مصاف الدول، ولكن هناك فرق بين من يضع لنفسه خطة لتحقيق أحلامه ومن يظل يحلم دون وضع أي خطة.
بالتأكيد من يضع لنفسه خطة ذات إطار زمني محدد، ويجتهد فيها لتحقيق أهداف هذه الخطة هو من يصل وينمو، ولكن من يضع أحلاما فقط دون أي خطط أو اجتهاد للوصول لأحلامه، فبالتأكيد لن يجني شيء، هكذا هو التخطيط الاستراتيجي، الذي أصبح وسيلة هامة لتحقيق الأحلام، هو إطار زمني محدد لمجموعة من المشاريع والأهداف الصغيرة التي تنمو مع مرور الوقت، حتى تصل إلي الحلم الأكبر وهكذا.
كيف يؤثر التخطيط الاستراتيجي علي حياتنا اليومية؟
إذا كان لكل شخص منا حلم ويسعى جاهدًا لتحقيقه، فكيف ستصبح حياتنا وكيف ستتغير إلى الأفضل، أكيد كل منا له هدف وطموح معين، وكل شركة أو مؤسسة لها رؤية واضحة للمستقبل، وتسعى دائما إلى تحقيقها مما يخلق أجواء تنموية بين موظفيها وعامليها، وسيجعل هذه المؤسسة بين مصاف المؤسسات الكبرى، القادرة علي التنافس والاستمرار في السوق، وسيساهم ذلك في نمو المؤسسة ونمو أفرادها أيضًا، وهكذا نجد أن التأثير المباشر والعكس صحيح، إذا كان كل منا بلا طموح أو خطة عمل، فسيؤدي ذلك بالتأكيد إلى سقوط حر ليس للفرد فقط بل للمجتمع ككل.
لذلك فإن الريادة في أي شيء كان، لا يمكن أن يتحقق دون احتراف ثقافي وتطبيقي متكامل المعالم، مع ضرورة وجود فريق عمل متميز لتحقيق الأهداف المحددة، بمنهجية واضحة، وآليات ممنهجة، وآليات للقياس، بالإضافة إلى مخرجات متوقعة ومخطط لها مسبقا، لذلك على كل واحد منا أيٍ كان موقعه أو وظيفته، ويجب عليه معرفة ماهو التخطيط الاستراتيجي على الأقل، والذي بدوره يحتاج إلي التدريب ومعرفة مراحله، وأهميته على الفرد والمؤسسة.
كما يجب أيضًا على كل المؤسسات، تأهيل موظفيها، وقبل ذلك يجب وضع خُطط استراتيجية قوية تحتوي علي رؤية واضحة الأهداف المُستقبلية، مما يؤدي إلي الاستغلال الأمثل للموارد، وبالتالي تقليل التكلفة مع رفع كفاءة العمل داخل المؤسسات، لأن الجميع سيكون نحو اتجاه واحد وهو تحقيق الحلم او الرؤية المستقبلية للمؤسسة.