• logo ads 2

الذهب الأخضر.. ماهي أهمية التوسع في زراعة “الجوجوبا” بمصر؟

تحمل زراعة الجوجوبا أهمية اقتصادية كبيرة نظرًا للعديد من الفوائد المحتملة التي يمكن الحصول عليها من هذا المحصول، ويُعتبر زيت الجوجوبا مصدرًا مهمًا للزيوت النباتية، والتي تستخدم في صناعة العديد من المنتجات مثل المستحضرات العناية بالبشرة والشعر، ومستحضرات التجميل، والصابون، يمكن لزراعة الجوجوبا أن تُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية بوجود عوائد مالية مستدامة. يتطلب زراعة وتجهيز الجوجوبا عملية قائمة على اليد العاملة، مما يخلق فرص عمل للمزارعين والعمال المحليين في المناطق الريفية.

 

كشف الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، خلال افتتاحه عددًا من المشروعات التنموية بجنوب الوادي، عن أهمية زراعة نبات «الجوجوبا» الذي يستخدم وقودا حيويا يحتاج إليه العالم، مؤكدًا أهمية استخدامه هنا في مصر، كما أن عوائده مناسبة لاحتياجات مصر، موضحا أن نبات «الجوجوبا» يتم زراعته على كل الأراضي، ويمكن استخدام مياه الصرف الصحي في زراعتها.

 

أهمية زراعة الجوجوبا؟

 

أشار الدكتور عادل محمد محمود، عميد كلية الزراعة بجامعة أسيوط، إلى أهمية زراعة الجوجوبا وتميزها باللقب “الذهب الأخضر”، نظرًا للفوائد الكبيرة التي توفرها وقدرتها على حل مشاكل جذرية في المناطق الصحراوية الشائعة في مصر، لافتًا إلى أن زراعة الجوجوبا تعمل على توجيه استخدام المياه بشكل فعال، إذ يتحمل هذا النبات ظروف الجفاف والتربة المالحة، ويمكن استخدام مياه الصرف والمياه الصحية المعالجة بشكل فعال.

 

وأكد عميد كلية الزراعة بجامعة أسيوط، أن زراعة الجوجوبا تحظى بأهمية اقتصادية كبيرة، حيث تتمتع بفوائد عديدة وتقدم حلولاً لمشاكل جذرية في المناطق الصحراوية بمصر، موضحًا أن زراعة الجوجوبا لها عوائد كبيرة في صناعة مستحضرات التجميل، حيث يستخدم شمعها السائل في صناعة منتجات التجميل والأدوية، وخاصة في مجال الأمراض الجلدية، كما يمكن استخدامها في تصنيع العديد من المبيدات لمكافحة الآفات والحشرات، وكوقود حيوي، مما يجعلها بديلاً محتملاً لإنتاج البترول.

 

وأوضح أن الجوجوبا تنافس أيضًا في مجال الاقتصاد الأخضر، حيث يمكن استخدام الكسب الخاص به كعلف للحيوانات، فهي محصول متعدد الاستخدامات لحل العديد من مشاكل مصر المتعلقة بالتصحر والمناطق المهمشة وندرة المياه، قائلًا « نشجع جميع المستثمرين على زراعة الجوجوبا، حيث يمكن استغلالها في زراعة الأراضي التي لا تصلح للزراعات التقليدية مثل المحاصيل الحبوب والبقوليات والأعلاف وغيرها” فضلًا عن تعد استخداماتها الاقتصادية.

 

يسهم فى تنمية المناطق القاحلة

 

وفى خلاله قال الدكتور نصر الدين العبيد، مدير عام منظمة اكساد، إن محصول الجوجوبا يتحمل درجات الحرارة العالية والجفاف ويعتبر مقاومًا للعطش، ولذا، يعد استثمار هذا المحصول في الأراضي الصحراوية في مصر أمرًا مهمًا، لافتًا أنه يمكن نقل هذه التجربة وفقًا للميزة النسبية إلى الدول العربية الأخرى التي تمتلك مساحات واسعة من الأراضي القاحلة والجافة، حيث يمكن أن يوفر هذا النبات فرص عمل كثيرة، ويسهم في تنمية وتثبيت هذه المناطق ومنع تدهور التربة.

 

وأشار إلى الجوجوبا يعد مستقبل الزراعة في المناطق التي قد لا تناسب زراعة المحاصيل الأخرى، حيث يُعتبر محصولًا زراعيًا صناعيًا، من خلال استخدامه، يمكننا تحقيق التنمية والاستثمار الحقيقي في الصحراء العربية التي تتمتع ببيئة صحراوية واجتماعية، ويتم ذلك من خلال المبادرات التي تشمل المبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، بالإضافة إلى مبادرة الرئيس السيسي لزراعة 100 مليون شجرة متحملة للجفاف في الأراضي الصحراوية في مصر، والتي تتميز بقدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية.

أهمية الاستفادة من الأبحاث التطبيقية والخبرات والتقنيات الحديثة

 

وفى نفس السياق قال الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، أن التعاون بين منظمة أكساد والشركة المصرية الخليجية لاستصلاح الأراضي يهدف إلى تعزيز فرص التعاون وتحقيق المنفعة المتبادلة والاستفادة من الخبرات والإمكانيات المتاحة للجانبين في مجال زراعة الجوجوبا، مؤكدًا على أهمية الاستفادة من الأبحاث التطبيقية والخبرات والتقنيات الحديثة في توسيع نطاق مشروعات زراعة الجوجوبا الخضراء، بهدف تعزيز الإنتاج الزراعي والتكيف مع التغيرات المناخية ونقل التقنيات الحديثة في زراعة الجوجوبا إلى المناطق الجافة المستهدفة والحفاظ على الموارد الوراثية لهذه الزراعات.

 

وأشار إلى أهمية تشجيع زراعة الجوجوبا والمشاركة في عمليات التصنيع المتقدمة لتحقيق قيمة مضافة من منتجات الجوجوبا، موضحًا أن منظمة أكساد تعمل على نشر زراعة الجوجوبا من خلال البرامج والمشروعات والأنشطة المشتركة، وتهتم بأولويات الدول العربية وخاصة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، حيث خطط زراعة الجوجوبا تستهدف الأراضي الهامشية كدعم للجهود الوطنية المصرية، خاصة أن الجوجوبا من الزراعات التي تتحمل الجفاف ونقص المياه وتتكيف مع الظروف المناخية. ويعد أيضًا حائطًا مانعًا لانتشار الكثبان الرملية ويستفيد من مشروعات مصادر مياه مختلفة مثل الصرف الصناعي والصحي والزراعي بعد معالجتها.

 

وكشف أن الجوجوبا وصلت إلى مصر في عام 1995 وتم زراعتها في غابات الأقصر منذ عام 1996، مضيفًا أن محطة الصرف الصحي بالغردقة تعالج 90 ألف متر مكعب من المياه، وأن مشروع زراعة الجوجوبا يهدف إلى الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر وتوفير فرص عمل، حيث تم زراعة 3 آلاف فدان من الجوجوبا التي تستخدم كوقود حيوي لتموين الطائرات.

 

وأكد أن هذا النبات ليس له علاقة بإنتاج زيت الطعام، وإنما يستخدم في إنتاج الكريمات والزيوت الحيوية، ويتحمل الجفاف والملوحة العالية دون الحاجة إلى مياه عذبة، مشيرًا إلى أن مساحة المشروع البالغة 3 آلاف فدان تعتمد على المياه المعالجة، ويعتبر مشروعًا بيئيًا يستفيد من مياه الصرف الصحي المعالجة التي تكلفت مليارات الجنيهات، ويتم زراعته على أراضٍ هامشية غير صالحة للزراعة ولا تحتوي على مياه جوفية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار