تغلق بيانات الوظائف الأمريكية التي جاءت أقوى من المتوقع لشهر مايو، الباب أمام خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في يوليو، وفق محمد العريان رئيس “كلية كوينز” في كامبريدج وكاتب رأي في “بلومبرغ”.
أضاف العريان لتلفزيون “بلومبرغ” يوم الجمعة أن التقرير الصادر اليوم، “قوي حقاً من حيث الطلب على الموظفين، والأجور المدفوعة”.
تجاوزت وتيرة خلق فرص العمل في مايو التوقعات السابقة، حيث ارتفعت الوظائف غير الزراعية بمقدار 272 ألفاً الشهر الماضي، وهو معدل أعلى من توقعات الاقتصاديين البالغة 180 ألفاً. كما أظهر التقرير زيادة صغيرة معدلة بالخفض قدرها 165 ألفاً مقارنة بشهر أبريل. وارتفع معدل البطالة إلى 4%، في حين ارتفعت نسبة نمو الأجور الشهرية بشكل أعلى من التوقعات، بنسبة 0.4%، من 0.2% في أبريل.
وقال العريان إن التقرير “يغلق الباب أمام خفض أسعار الفائدة في يوليو، بغض النظر عما سيقوله تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأسبوع المقبل”، مضيفاً أنه “لا توجد وسيلة يمكنهم من خلالها الخفض أو الإشارة إلى خفض في يوليو بهذه البيانات”.
عدد تخفيضات أسعار الفائدة
قفزت عوائد سندات الخزانة الأميركية بنحو 13 نقطة أساس في أعقاب البيانات، حيث تعكس عمليات البيع الحادة ارتفاعاً كبيراً في السوق منذ أواخر مايو. بعد بيانات الوظائف يوم الجمعة، تراجعت سوق السندات بشكل حاد عن تسعير تخفيضين هذا العام بمقدار ربع نقطة لكل تخفيض، بين سبتمبر وديسمبر.
وفي الأسبوع المقبل، سيختتم بنك الاحتياطي الفيدرالي اجتماع السياسة الذي يستمر يومين بعد صدور مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مايو. وإلى جانب تقرير التوظيف لشهر مايو، ستوجه البيانات التحديث ربع السنوي للبنك المركزي لتوقعاته الاقتصادية وتوقعاته المتعلقة بأسعار الفائدة لبقية هذا العام وحتى عام 2025.
أشار مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي في شهر مارس من خلال ما يُسمى بمخطط النقاط، إلى ثلاثة تخفيضات لهذا العام، وسيركز المتداولون على مدى تراجع الفيدرالي عن تلك التوقعات، وإلى أي درجة يزيد تقديراته لسعر الفائدة على المدى الطويل من المستوى الحالي البالغ 2.6%.
يتوقع العريان أن تشير لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التي تضع السياسات، إلى خفض واحد فقط لسعر الفائدة لهذا العام، وقال إن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول “سيحتفظ بأقصى قدر من الخيارات” و”بشعار التبعية الخاص به”.
ارتفعت سوق السندات بشكل كبير منذ أواخر مايو، حيث أشارت الكثير من البيانات الأميركية إلى أن الاقتصاد يتباطأ، وهو اتجاه من المتوقع أن يمهد الطريق في نهاية المطاف لخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
هذا الأسبوع، خفض كل من بنك كندا المركزي والمركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، في أعقاب المسار الذي بدأه مؤخراً البنك المركزي السويدي والبنك الوطني السويسري.
وقال العريان إن الجدل حول تخفيضات أسعار الفائدة سيستمر لأننا “في اقتصاد ضعيف”، و”لا توجد إطارات احتياطية” في شكل مدخرات كانت أثناء الوباء وإنفاق مالي. وقال إنه إذا “أخطأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في قراءة الموقف، وخفض أسعار الفائدة بسرعة كبيرة، فسيكون من الصعب تصحيح المسار”.