• logo ads 2

نقص محطات الشحن والبنية التحتية.. تحديات تواجه تصنيع السيارة الكهربائية في مصر

alx adv

 

تحقيق شيرين نوار

 

تسعى الدول والحكومات نحو التحول إلى استخدامات الطاقة النظيفة من خلال التحول إلى استخدامات مصادر طاقة أقل تلوثا للبيئة وخفض الاعتماد على وسائل النقل التي تعمل بالمشتقات البترولية، بل والعمل على تحويل المركبات للعمل بالغاز والطاقة الكهربائية كالسيارات التي تعمل بالغاز والسيارات التي تعمل بالكهرباء أيضا للحد من الانبعاثات الكربونية الضارة والتوسع في إنشاء محطات لشحن السيارات بالكهرباء.

 

ويشهد قطاع السيارات الكهربائية في مصر تطورا كبيرا في الوقت الحالي، في ظل المحفزات التي تقدمها الحكومة لتوطين صناعة المركبات النظيفة في البلاد، والعمل على جذب الاستثمارات لهذا القطاع المهم، ولعل من أهم هذه الحوافز إعلان وزارة المالية العام الماضي عن أن مصنعي السيارات الكهربائية فى مصر يمكنهم استرداد نسبة تتراوح بين 30%و40% من تكلفة إنتاج السيارة، علاوة على تقديم الدعم المالي لمن يشتري السيارات الكهربائية بما يتراوح بين 50 و70 ألف جنيه.

 

وقال المهندس محمد سعد الدين، خبير الطاقة، إن التحول نحو استخدامات الطاقة النظيفة أصبح أمرا حتميا لجميع دول العالم، وتعتبر السيارات التى تعمل بالكهرباء من أهم الاستراتيجيات التي يعمل عليها قطاع الطاقة بمصر حاليا؛ لخفض الاعتماد على السيارات التي تعمل بالبنزين والسولار والتي تؤدى إلى تلوث البيئة، متوقعا أن يصل عدد السيارات التي تعمل بالكهرباء إلى 4 ملايين سيارة بحلول عام 2040.

 

وأكد سعد الدين على ضرورة التوسع في إنشاء محطات لشحن السيارات، خاصة وأن العجز فى محطات الشحن على الطرق الرئيسية يعتبر من أهم التحديات التي تواجه انتشار السيارات الكهربائية ويجعل المشترين يعزفون عن شرائها، بينما في حالة توافر المحطات مع وجود السيارات بأسعار مخفضة تناسب شريحة كبيرة من المجتمع ستصبح السيارة الأكثر انتشارا بين المواطنين.

 

وأضاف سعد الدين أن اعتماد قطاع النقل فى مصر على السيارات الكهربائية سيقضي على الانبعاثات الكربونية بنسبة 50% على الأقل، خاصة أنها لا ينتج عنها أى تلوث للبيئة، مشيرا إلى أن مترو الأنفاق والقطارات الكهربائية والمونوريل من أنجح وسائل النقل التي تعمل بالكهرباء في مصر والتي أثبتت كفاءتها وقدرتها على العمل بشكل أكثر أمانا وأقل تلوثا للبيئة، حيث لا ينتج عنها أي أدخنة أو انبعاثات كربونية ضارة، مشيرا إلى أن انتشار السيارات الكهربائية يتطلب رفع كفاءة الشبكة الوطنية للكهرباء، والخاصة بالتوزيع والإنتاج والتغذية، إذ ستضغط محطات الشحن على الشبكة الوطنية وهو ما يستلزم تقويتها.

 

وتابع سعد الدين أن السيارات الكهربائية تعتبر مسـتقبل صناعـة السـيارات في العالم  فمنـذ التسـعينيات اعتمدت الحكومات الوطنية والسلطات المحلية للدول سياسات وحوافز لتشجيع انتشار السيارات الكهربائية للحد من الانبعاثات الكربونية الضارة والاحتباس الحراري وتحسين جودة الهواء وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدى الذي يكلف الحكومة مبالغ باهظة، مشيرا إلى أنه بالرغم من كل هذه الحوافز لا يزال انتشار تلك السيارات محدوداً لا يتجاوز الـ 1%.

 

بينما قال المهندس أحمد أبو جنيدي، خبير الطاقة، إن مصر قطعت شوطا كبيرا في مجال توطين صناعة السيارات الكهربائية، من خلال تقديم الإعفاءات الضريبية والجمركية والقيمة المضافة وتقديم الدعم المالي سواء للمصنع أو المشتري، وتتميز السيارات الكهربائية بقدرتها على خفض نسبة الانبعاثات الكربونية، كما توفر 65% من المصاريف الدورية للسيارة العادية، مشيرا إلى أن أم العقبات التي تواجه انتشارها هو عدم توافر البنية التحتية اللازمة، لافتا إلى أن توطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر يعني توافـر النسـبة الأكبر من مراحل الإنتاج محليا والانتقال من مرحلة التجميع إلى مرحلة التصنيع مع زيادة نسبة المكون المحلي.

 

وطالب أبو جنيدي بدعم صناعة السيارات الكهربائية في مصر من خلال تشجيع القطاع الخاص على الدخول في الاستثمار في هذا القطاع الحيوى مع العمل على زيادة المنتج المحلى في السيارة من خلال توفيـر المصانـع الخاصـة بالصناعـات المغذيـة لصناعـة السـيارات الكهربائيـة كمصانـع الزجـاج والحديـد والإطارات، وذلـك للمسـاهمة فـي زيـادة نسـبة المكـون المحلـي فـي السـيارات الكهربائيـة المنتجـة، وتتـم هـذه السياسـة مـن خلال إعطـاء القطـاع الخـاص حوافـز ماليـة وإعفـاءات علـى اسـتيراد المـواد الخـام والآلات وتسـهيل صـدور التراخيـص لإنشاء المصانـع المغذيـة لصناعـة السـيارات وإنشـاء محطـات الشـحن والاستفادة مـن خبـرات الـدول الرائـدة فـي صناعـة السـيارات الكهربائيـة فـي مجـال البحـث والتطويـر لإنشاء مراكـز صيانـة هـذا النـوع مـن السـيارات ممـا يشـجع المسـتهلك المصـري علـى اسـتخدامها.

 

وعدد أبو جنيدي مزايا السيارات الكهربائية في توفير الطاقة حيث تعتبر أكثر كفاءة من تلك التي تعمل عن طريق الوقود، والتكلفة تتراوح بين 20% إلى 30% من تكلفة الوقود ودون عادم أو حرارة احتراق، كما أنها تحافظ على البيئة من خلال تقليل الانبعاثات، وبالتالي تقليل التلوث وهذا يعني تقليل البنزين والذي يعتبر من صور التلوث، وذلك باعتمادها الكامل على بطارية الشحن، كما أن شحن البطارية يعتبر أكثر توفيرا مقارنة بالوقود، كما أنها تحتاج إلى صيانة أقل نظرا لأنها لا تشترك مع محركات الوقود إلا في التكييف وزيت الفرامل ومياه المساحات ولا تحتاج أى شيء آخر، ولذلك لا تحتاج لصيانة إلا للعفشة ومكونات الحركة السفلية مثل الفرامل والمساعدين وخلافه، وسهولة شحنها حيث يمكن شحن السيارة بالكامل فى 30 دقيقة، بالإضافة إلى أنها اقتصادية وذلك لأن الكثير من محطات شحن السيارات توفر شحنا مجانيا بطيئا للسيارات لضمان تواجد العميل في المحطة وشراء منتجات أو مشروبات أو مأكولات في أثناء فترة الشحن وعند الشحن من كهرباء المنزل لا تمثل عبئا كبيرا على الكهرباء بل إن الاستهلاك الرسمي هو 120 قرشا للكيلو وات ولا توجد تكاليف للصيانة الدورية مثل السيارات التي تعمل بالوقود، علاوة على انخفاض مصاريف الترخيص، حيث أن الدول كلها تدعم التغيير من سيارات بنزين إلى سيارات كهربائية فيتم إعفاء مالكها من الضرائب، وتخفيض الجمارك وتخفيض مصاريف الترخيص، وتعمل بطريقة هادئة جدا فلا يوجد صوت للمحرك وكل الصوت ينبعث من الكاوتش على الأرض.

 

وقال جنيدى إن عيوب هذه السيارة تكمن فى أنه لا يمكن الاعتماد عليها فى السفر لمسافات بعيدة إلا بتوافر محطات في الطريق أو اللجوء إلى الشحن من مكان به فيشة كهرباء بالطريقة المنزلية وكل سيارة لها مدى حركة معينة في المتوسط 480 كم، علاوة على ارتفاع أسعارها.

 

وقد بلغ إجمالى عدد السيارات الكهربائية فى العالم فى 2020 نحو 10 ملايين سيارة بزيادة 43% علـى أعدادهـا فـي 2019، كمـا بلـغ نصيـب السـيارات الكهربائيـة مـن جملـة مبيعـات السـيارات الجديـدة 6.19% فـي عـام 2020، وتتركز السيارات الكهربائية فى الصين بنسبة 44% ثم أوروبا بنسبة 31%، والولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 17%.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار