رئيس المصرية الخليجية لاستصلاح الأراضي وزراعة الجوجوبا:
نسعى لكساء الصحراء العربية من خلال الوصول لـ50 مليون شتلة.
مصر بها أكبر مشتل في الشرق الأوسط لإنتاج سلالات الجوجوبا.
رئيس الهيئة الاستشارية للشركة المصرية الخليجية:
يمكن إنشاء مجتمعات عمرانية صناعية من خلال زراعة الجوجوبا.
رئيس شركة الوجه القبلي لإنتاج الكهرباء:
الانتهاء من زراعة 100 ألف فدان من الجوجوبا بمياه الصرف الصناعي.
تتجه الدولة خلال السنوات الأخيرة لتعمير الصحراء بزراعة المحاصيل الاستراتيجية، والآن باتت تتجه لنبات “الجوجوبا” الذي يحول الصحراء القاحلة إلى بساط أخضر، لما يميزها بقدرتها العالية على الاستثمار في الصحاري العربية بشكل عام، حيث تشكل الصحاري المصرية أكثر من 92% من مساحة مصر.
وكشف الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاحه عددًا من المشروعات التنموية بجنوب الوادي، عن أهمية زراعة نبات «الجوجوبا» الذي يستخدم وقوداً حيوياً يحتاج إليه العالم، مؤكدًا أهمية استخدامه في مصر، كما أن عوائده مناسبة لاحتياجات مصر، موضحًا أن نبات «الجوجوبا» تتم زراعته على كل الأراضي، ويمكن استخدام مياه الصرف الصحي في زراعته.
وفي هذا الصدد أكد المهندس إسماعيل محمد، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الخليجية لاستصلاح الأراضي وزراعة الجوجوبا، أنه يوجد في مصر أكبر مشتل في الشرق الأوسط لإنتاج أصناف متميزة من سلالات الجوجوبا، يتم إنتاجها بالكامل من قبل القطاع الخاص، الذي يلعب دورًا مهمًا في دفع عجلة الاستثمار، كما تدعم الحكومة وتتابع نجاح القطاع الخاص في هذا المجال، وتسهل التشريعات والقوانين التي تساعد على تحقيق النجاح، كما تولي الدولة اهتمامًا كبيرًا بهذا الاتجاه.
وأضاف أن الشركة تولي اهتمامًا كبيرًا بالأصناف المسجلة من نبات الجوجوبا بوزارة الزراعة، ويصل إنتاج المشتل إلى 5 ملايين شتلة، وتسعى إلى زيادتها إلى 50 مليون شتلة لتوفير الشتلات لطموحات المشروعات العربية في الفترة المقبلة.
وأوضح أنه يتوفر لدى الشركة مزارع تنتج أمهات لثلاثة أصناف رئيسة، حيث بدأت في تصدير شتلات الجوجوبا إلى الدول العربية، حتى يتمكنوا من إنشاء مزارع في الصحراء العربية، كما تم توقيع بروتوكول تعاون مع جامعة الدول العربية والمركز العربي لدراسات الأراضي القاحلة والمناطق الجافة لنشر زراعة الجوجوبا في الصحراء العربية، وتمت مناقشة هذا الموضوع في أحدث اجتماع للجمعية العمومية في المملكة العربية السعودية في الأول من مايو، وتم طرح الموضوع من قبل “أكساد” على الممثلين العرب.
وتابع: هناك نموذج مشابه في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع جامعة الملك فيصل وشركة أرامكو، ولا يزال قيد التجارب منذ 5 سنوات، مشيرًا إلى أن الأردن والإمارات والكويت وليبيا والجزائر بدأت بالتحرك في هذا الاتجاه في العالم العربي.
ومن خلاله قال الدكتور مجدي ملوك، رئيس الهيئة الاستشارية للشركة المصرية الخليجية، إن نبات الجوجوبا نبات صحراوي يتحمل الظروف والأجواء المتطرفة الحارة في الصحراء، وكذلك يتحمل قلة المياه وفقر التربة وملوحة التربة العالية، فهو يتحمل العيش في درجة حرارة من (-5 إلى 50) درجة مئوية، وهذا من ضمن الخصائص الخاصة بنبات الجوجوبا.
وأضاف أن الجوجوبا تتميز بقدرتها العالية على الاستثمار في الصحاري العربية بشكل عام، ففي الوطن العربي، تشكل الصحاري ما يقرب من 95%، وتمتد الصحاري المصرية من البحر الأحمر شرقًا إلى الحدود الليبية غربًا، ومن الحدود الجنوبية وبالتالي، تشكل الصحاري المصرية أكثر من 92% من مساحة مصر، وبفضل هذا الوضع الجغرافي، تتمتع مصر بفرصة ممتازة للتميز في زراعة نبات الجوجوبا بشكل كبير.
وأوضح أن الشركة سعت لتوطين زراعة الجوجوبا في مصر لأنها نبات صناعي يمكن أن يدعم الصناعات المتعددة، حيث تستهدف جميع الدول الجوجوبا استراتيجيًا وتقوم بتوطين هذه النبات حتى تتميز به، لأنه يعتبر مشروعا ذي بُعد اقتصادي يشجع على الاستثمار وتحقيق عوائد مالية عالية، علاوة على ذلك، يتضمن الأبعاد الاقتصادية قدرة هذه النباتات على دعم صناعات، وهو منتج صناعي وليس غذائي، مثل القطن يستخدم في العديد من الصناعات ومدن صناعية مثل مدينة المحلة وكفر الدوار.
وأشار إلى أن الشركة تسعى لعمل مبادرة لإنشاء مدينة متكاملة تحت اسم “وادي الجوجوبا” في مركز باريس في الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، ستشمل هذه المدينة سلسلة كاملة من زراعة وصناعة الجوجوبا، بدءًا من زراعتها وصولاً إلى إنشاء مصانع لاستخراج زيت الجوجوبا الفريد من نوعه، الذي يتمتع بخصائص كيميائية وطبيعية وفيزيائية ممتازة، حيث يستخدم هذا الزيت في الصناعات الدوائية وصناعات مستحضرات التجميل، ويكون ذلك بفضل مياه الآبار العذبة التي تروي النبات وتكون خالية من الملوثات الصناعية أو الصرف الصحي، بفضل قدرتها على تحمل الملوحة والتحمل البيئي للظروف الحرارية والملوحة، ويعد محصول الجوجوبا متينًا للغاية وقادرًا على تحمل التحديات البيئية المتعلقة بالحرارة والملوحة.
وأشار إلى أن الشركة تقوم بتنفيذ مشروع مبتكر بالتعاون مع هيئة تنمية الصعيد ومدينة الغردقة ومحافظة البحر الأحمر في مصر، يتمثل هذا المشروع في زراعة الجوجوبا على مساحة 3 آلاف فدان، باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة المتاحة من محطة صرف صحي في مدينة الغردقة، إذ تنتج هذه المحطة يوميًا تسعين ألف متر مكعب من المياه، وبالتالي يعتبر المشروع أكبر مشروع لزراعة الجوجوبا في الشرق الأوسط، ونموذجًا يحتذى به لمحطات الصرف الصحي في جميع أنحاء البلاد.
وأكد أنه تم تسليط الضوء على الجوجوبا بشكل متكرر من قبل الرئيس، في مؤتمر تنمية جنوب الوادي، لما يميز هذا النبات قدرته على التحمل والازدهار في ظروف الصحاري القاسية، حيث يتحمل تباينات درجات الحرارة الشديدة بين الليل والنهار، بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية، ويتم استغلال الجوجوبا في العديد من الصناعات، حيث يتم التركيز على تحويل مياه الصرف الصحي من عبء بيئي إلى مورد مائي قيم، حيث يتم استخدام الجوجوبا لإنتاج محصول غير غذائي وبالتالي، يصبح من الصعب لأي شخص أن يعارض أو يشكك في استخدام المحاصيل المستدامة التي تنمو بمياه الصرف الصحي في الصناعات.
وأوضح أن صناعة الجوجوبا تتميز بالزيت الناتج عنها، والذي يلعب دورًا مهمًا في صناعة الوقود الحيوي، مؤكدًا أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا لهذه الصناعة، نظرًا للتوجه العالمي نحو الوقود الحيوي واستخدامه في قطاع الطيران، بما في ذلك البيروجيت، وبفضل احتوائه على خصائص فريدة، يُستخدم زيت الجوجوبا في صناعات متعددة، بما في ذلك إنتاج مواد مقاومة للصدأ وإضافات للبنزين والديزل لتحسين أداء المحركات وزيوت التشحيم، فعند إضافة نسبة من زيت الجوجوبا لزيوت التشحيم، يتحسن أداء الزيت بفضل نقطة غليان الجوجوبا العالية التي تصل إلى 395 درجة مئوية.
وتابع وبالتالي، تحتفظ المحركات السريعة مثل محركات الطائرات ومحركات الديزل بكفاءتها العالية والسخونة ستكون بطيئة، وبفضل لزوجته العالية، يُمكن استخدام زيت الجوجوبا في صناعة الدهانات، الأحجار، الورنيش، والشموع، وهناك العديد من الصناعات التي يمكن أن يتم تطبيق زيت الجوجوبا فيها.
وأكد أنه ممكن إنشاء مجتمعات عمرانية صناعية على المزارع الخاصة لزراعة الجوجوبا، على غرار ما حدث في مصر مع امتيازها في إنتاج القطن في السابق وصناعة السكر من قصب السكر، يمكن أن تنشأ صناعات متعددة على أساس زراعة الجوجوبا، وتعتبر المنتجات السنوية للجوجوبا هي المنتج الأساسي مع وجود قيمة مضافة كبيرة، بدلاً من بيع الجوجوبا كبذور واستيراد زيوتها ومنتجاتها، يمكننا بدء سلسلة صناعية متكاملة، تقوم شركة المصرية الخليجية حاليًا بالدخول في هذه الصناعة، ولدينا معصرة ومصنع متطور لعصر زيت بذور الجوجوبا، بهدف عدم بيعها أو تصديرها كمواد خام، بل بالاستفادة منها محليًا وتحويلها إلى منتجات نهائية، بذلك، نحاول في مصر إضافة قيمة للاقتصاد الوطني من خلال زراعة نبات الجوجوبا.
واستطرد قائلًا: إن نبات الجوجوبا في السابق لم يكن نباتًا ملفتًا للنظر ولم تكن الدولة أو الإحصاءات توليه اهتمامًا، ولكن بمجرد أن بدأ القطاع الخاص في زيادة استثماراته في هذا المجال، لفتت الجوجوبا انتباه الحكومة والدولة، حسب الإحصاءات غير الرسمية، يوجد حاليًا في مصر ما يقرب من 32-33 ألف فدان مزروعة بالجوجوبا، وهذا هو المتوسط المتوقع حاليًا، ومن المتوقع أن يحدث توسع في المستقبل بواسطة الشركة الوطنية في الأراضي الصحراوية، بما في ذلك منطقة “عين دله” التابعة للقوات المسلحة.
وقامت الشركة المصرية الخليجية بالفعل بمشاريع كبيرة في محافظة الوادي الجديد، حيث تستهدف الشركة زراعة 15 ألف فدان، تم في المرحلة الأولى زراعة 3 آلاف فدان، وتستهدف استخدام جميع محطات معالجة المياه الصناعية والصحية.
ولفت إلى أن هناك أيضًا مشروع زراعي يتبع قطاع البترول بالتعاون مع شركة بترول أسيوط، حيث يتم استيعاب مياه الصرف الصناعي الحالية لديهم، بمعنى البدء في تجربة نماذج مشابهة سواء في مجال الصرف الصحي أو الصرف الصناعي، حيث يتم لفت الانتباه للمنشآت الصناعية في مصر، بحيث يمكن التخلص من المياه دون تكلفة عالية، وتحويلها إلى مصدر مائي مهم لإنتاج الجوجوبا، بالإضافة إلى ذلك، تعتبر زراعة الجوجوبا وصناعات البذور المعتمدة عليها من أفضل الأشجار عالميًا في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي تسهم في مسألة البصمة الكربونية وتعادل الكربون.
وأشار إلى أن الجوجوبا تلعب دورًا مهمًا جدًا في تقليل انبعاثات الكربون في العالم، حيث تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التمثيل الضوئي وتحويلها إلى طاقة من خلال الكلوروفيل، إذ تمتص ما يقدر بحوالي من 15 إلى 20 طنًا سنويًا من الكربون وتحرر ستة أضعاف هذه الكمية من الأكسجين، وبالتالي، فإن الجوجوبا لها دور كبير جدًا في تعويض كميات الكربون التي يجب سدادها من قبل الشركات الصناعية التي تسببت في تلوث الغلاف الجوي عالميًا، مع التنبيه في مؤتمر المناخ العالمي، حيث تحدث الجميع عن كيفية تعزيز زراعة الجوجوبا وتخفيض انبعاثات الكربون ودرجة حرارة الأرض والغازات الدفيئة في العالم.
وأشار إلى أن المصرية الخليجية قامت بالتعاون مع وزارة التخطيط، بتمثيل مصر في مشروعات الخضراء الذكية، وتم طرح مشروع الجوجوبا على المستوى العالمي في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ وأيضًا في مؤتمر دبي، وتم عرض فوائد زراعة الجوجوبا لدول العالم، وقامت العديد من المنظمات بتبني هذا المشروع، أصبحت مصر واحدة من الدول الرائدة والمهتمة بتقنيات التخفيض من انبعاث الكربون ولها دور دولي في التصدي لتغيرات المناخ ومكافحة التلوث الجوي، وخلال الفترة المقبلة، ستشهد توسعًا في هذا المجال بعد كلمة الرئيس في مؤتمر تنمية الوادي في 25 مايو الماضي، حيث ستركز الحكومة بتوجيهاته على أهمية زراعة الجوجوبا، وقد سبق للقطاع الخاص أن قام بتقديم مبادرات في هذا الصدد.
كما أكد المهندس محمد مختار رئيس مجلس إدارة شركة الوجه القبلي لإنتاج الكهرباء، أنه بالتعاون مع الشركة المصرية الخليجية وشركة كهرباء مصر، أنه تم الانتهاء من زراعة 100 فدان من الجوجوبا، وتم الاستفادة من جميع مياه الصرف الصناعي الخاصة بالشركة، مما أسفر عن التخلص التام من الأعباء البيئية الكبيرة والانتهاء من جميع المخلفات، مضيفًا أنه تم استخدام هذه المياه في زراعة محاصيل الجوجوبا التابعة لشركة كهرباء غرب أسيوط.