فى ظل ما يعاني القطاع الزراعي من تغيرات مناخية وارتفاع درجات الحرارة، تأثر قطاع إنتاج الأبقار الحلاب أيضاً بهذه التغيرات والتى بدورها أدت إلى انخفاض انتاج الألبان بمعدلات غير مسبوقة مما أثر على الأسعار مع ضغف القدرة الشرائية، فضلًا عن العنابر غير مؤهلة لهذه التغيرات.
وبدوره قال الدكتور عاطف شريف، خبير الإنتاج الحيوانى، إن أبقار الحلاب تأثرت بارتفاع درجات الخرارة، وانخفض إنتاج الألبان بنحو 10% على الأقل في معظم المزارع، نظرًا للتغيرات المناخية القوية والشديدة في العالم، وأصبحت نظم التسكين المفتوحة والعنابر التقليدية في مصر غير فعالة كما في السابق.
وأضاف أنه لابد من التحويل إلى نظام التسكين المغلق أو شبه المغلق، لأن هذا النظام بيتم تربية الأبقار في هنانجر مكيفة، بحيث تكون كل حيوان في مهجع خاص بها، مما يساعد على استغلال العلف بفعالية وزيادة إنتاج الألبان، نظرًا لانخفاض الحركة والحرارة المنبعثة من الأبقار، مضيفًا أن دول الخليج تستخدم نظام التسكين شبه المغلق، حيث يوجد ممر للعلف بين الحظائر ويتم تغطيته بساتر لإنشاء بيئة شبه مغلقة، ويتم تركيب مراوح شفط للهواء الساخن بالقرب من سقف الحظيرة لتجديد الهواء.
ونصح باعتماد هذا النظام في مصر، حيث يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة من 10 إلى 12 درجة مئوية، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الألبان وتجنب انخفاضه خلال فصل الصيف، مع عدم حدوث وفيات نتيجة الإجهاد الحرارى، حيث تبلغ قيمة البقرة الحلاب حوالي 180 ألف جنيه، وعند النفوق تعد خسارة كبيرة جدًا على المربى، حيث الخسارة ليست فقط في قيمة البقرة، بل أيضًا في ما تكون قد تمثله من إنتاج الحليب على مدار العديد من المواسم، مضيفًا أن في الموسم الواحد يمكن أن يكون إنتاج الحليب تسعة أطنان على الأقل، وهذا يعني أننا فقدنا تسعة أطنان من الحليب في الموسم الواحد، بالإضافة إلى ذلك، مع زيادة عدد العجول التي ستولدها هذه البقرة على مر المواسم، فإننا فقدنا خمسة عجول في الموسم الواحد.
وأوضح أن قيمة البقرة المحلى تصل إلى 140 ألف جنيه، أما المستوردة تصل إلى 180 ألف جنيه، مشيرًا إلى وجود طريقة أخرى لزيادة انتاج الألبان مع ارتفاع درحات الحرارة، يمكن إضافة بيكربونات الصوديوم إلى ماء الشرب بنسبة 2%، وهذا يؤدي إلى ثلاثة فوائد هامة، أولاً، يقوم بتبريد ماء الشرب، ويمنح البقرة شعورًا بالانتعاش، ثانيًا، يقلل من حموضة الجهاز الهضمي، الحموضة الزائدة في المعدة تعني زيادة الإجهاد على الحيوان، والثالثة فإنه يقتل الفيروسات والميكروبات الموجودة في الماء والتي قد تؤثر على البقرة، يمكن أيضًا إضافة فيتامين C إلى ماء الشرب، حيث يقلل أيضًا من الإجهاد الحراري على البقرة، في حالة عدم توفر هذه الإمكانيات، يمكننا استخدام المراوح التي ترش ماء بانتظام على البقرة كل ساعتين، خاصة قبل الحلب المباشرة في فصل الصيف.
وتابع: مما يقلل الاجهاد الحراري بحوالي 10٪ من إنتاج الحليب خلال فصل الصيف، هذه الخسائر تكون متراكمة على مدار موسمين أو ثلاثة، بالإضافة إلى تكلفة استبدال البقرة في حالة وفاتها في هذه المرحلة، يمكن أن يصل تكلفة استبدال البقرة إلى حوالي 20٪ إلى 30٪ من تكلفة الخسائر المتراكمة، لذا يفضل التوسع في الإنتاج واستخدام الحظائر المغلقة وشبه المغلقة، سنحقق زيادة في الإنتاجية وتكاليف الإنتاج، على المدى البعيد، ستوفر هذه الاستثمارات تحسينًا في الربحية وتحقيق مكاسب أكبر.
وأكد أن أسعار منتجات الألبان تتأثر بعوامل كثيرة، بما في ذلك إنتاجية الأعلاف وتكاليف الأدوية وتكاليف الإنتاج، ومع ذلك، لا شك في أن الأسعار تتأثر بتوفر الإنتاج في فصل الصيف، وفي الوقت الحالي، بدأت شركات الألبان تقلل استقبالها للحليب، مما يؤدي إلى تقليل المعروض في السوق بسبب ارتفاع أسعار اللبن والمواد الخام، ونتيجة لذلك، ينخفض الاستهلاك بسبب ارتفاع الأسعار، حيث وصل سعر الكيلو السائب من اللبن إلى 40 جنيهًا وسعر المعبأ إلى 45 جنيهًا للتر، بينما تقوم بعض الشركات ببيع اللتر بسعر 50 جنيهًا.
وفى النهاية يجب أن نعمل معًا لتوفير المزيد من المنتجات الألبان وتخفيض الأسعار في المناطق التي تعاني من نقصها، يمكننا أن نتعاون تحت شعار “كوباية لبن وبيضة لكل طفل يوميًا” لتلبية احتياجات الأطفال وتوفير المزيد من المنتجات الغذائية بأسعار معقولة.