شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً قياسياً جديداً اليوم، متجاوزةً الرقم القياسي الذي سُجِّل يوم أمس الثلاثاء، وذلك بفضل تزايد الآمال بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة في سبتمبر، بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول.
ووصل سعر الذهب إلى 2482 دولاراً للأوقية خلال تعاملات اليوم، قبل أن يفقد بعض مكاسبه ويسجل 2470.29 دولاراً.
كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم أغسطس المقبل إلى 2487.4 دولاراً للأوقية قبل أن تتراجع إلى 2476.4 دولاراً.
خفض الفائدة المرتقب
ويتوقع السوق حالياً أن يقوم المركزي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس على الأقل في سبتمبر، وتجذب أسعار الفائدة المنخفضة المزيد من الاستثمارات في الذهب، الذي يعتبر ملاذاً آمناً في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي.
وفي تصريح له يوم الاثنين، أشار جيروم باول إلى أن “قراءات التضخم الأحدث تزيد الثقة إلى حد ما”، موضحاً أن وتيرة زيادة الأسعار في طريقها للعودة إلى المستوى المستهدف من البنك المركزي، مما يعني أن خفض الفائدة قد يكون وشيكاً.
كما أبدت أدريانا كوغلر، محافظة المركزي الأمريكي، تفاؤلاً حذراً بشأن عودة التضخم إلى النسبة المستهدفة البالغة 2%.
ماذا يحدث في الأسواق؟
وفي حديثه مع وكالة فرانس برس، أوضح المحلل لدى “سيتي إندكس” فؤاد رزاق زاده أن “الارتفاع الأخير في أسعار الذهب يمكن أن يُعزى جزئياً على الأقل إلى انخفاض الدولار وانخفاض عائدات السندات، وذلك بفضل البيانات الأمريكية الأضعف من المتوقع والانخفاض غير المتوقع إلى 3% في تضخم أسعار الاستهلاك في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي”.
وأفاد “جريجوري شيرر”، رئيس استراتيجية المعادن الأساسية والثمينة لدى “جيه بي مورجان”، بأن سعر الذهب الحالي له تأثير ضئيل على الخطط طويلة المدى لشراء الذهب من قبل البنوك المركزية، مؤكدا أن هذه المشتريات ستستمر في دعم الحد الأدنى لأسعار الذهب.
وأشار شيرر إلى أن التوترات الجيوسياسية المتزايدة، وزيادة العقوبات، وجهود بعض الدول للتخلص من الدولار الأمريكي، تعزز من الرغبة في شراء الأصول الحقيقية مثل الذهب.
ومن جهتها، ذكرت “ناتاشا كانيفا”، رئيسة استراتيجية السلع العالمية لدى “جيه بي مورجان”، أن أسواق المعادن الثمينة ستركز على أي تغييرات محتملة في السياسة الأمريكية.
توقعات الأسعار الفترة المقبلة
وتوقع تقرير “جيه بي مورجان”، الصادر في 15 يوليو، ارتفاع أسعار الذهب إلى 2500 دولار للأوقية بحلول نهاية 2024، بافتراض بدء الاحتياطي الفيدرالي دورة خفض الفائدة في نوفمبر المقبل، مما سيدفع أسعار الذهب إلى مستويات جديدة.
وأشار “شيرر” إلى أن متوسط سعر الذهب قد يصل إلى 2500 دولار للأوقية في الربع الرابع من هذا العام، وقد يرتفع إلى 2600 دولار في نفس الفترة من عام 2025.
وتعتمد توقعات “جيه بي مورجان” على تقديراتها الاقتصادية التي تشير إلى اعتدال التضخم الأساسي في الولايات المتحدة إلى 3.5% في 2024 و2.6% في 2025.
توقعات “إتش إس بي سي”
في المقابل، قام محللو “إتش إس بي سي” برفع توقعاتهم لمتوسط سعر الذهب لهذا العام من 2160 دولاراً للأوقية إلى 2305 دولارات، بينما خفضوا تقديراتهم للعام المقبل من 2105 دولارات إلى 1980 دولاراً للأوقية.
وتوقع المحللون أن تنتعش أسعار الذهب في عام 2026، مما يرفع متوسط توقعاتهم للسعر من 1880 دولاراً إلى 2025 دولاراً للأوقية.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
أما المعادن النفيسة الأخرى، فقد تباينت أسعارها كما يلي:
– تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.16% لتصل إلى 30.88 دولاراً للأوقية.
– ارتفع البلاتين بنسبة 2% ليسجل 1019.6 دولاراً.
– زاد البلاديوم بنسبة 2.38% ليصل إلى 982 دولاراً.