٢.٤ جيجا وات حجم إنتاج الطاقة المتجددة.. نواجه تحديات فنية على الشبكة
الربط الكهربائي مع مصر للحفاظ على استقرار الشبكة
يتوسع الأردن في مجال الطاقة المتجددة وتحديدا في مجال الطاقة الشمسية، حيث إن الدولة لديها خطة للوصول لنسبة ٥٠٪ من إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية والمتجددة عام ٢٠٣٠، وتعتبر شركة عزت المرجي للطاقة للشمسية، من أكبر الشركات في هذا المجال ولديها فروع في الامارات والسعودية والكويت، بجانب أنهم يروا أن مصر سوق ممتاز للعمل به في مجال الطاقة المتجددة.
حاورت جريدة عالم المال فادي المرجي الرئيس التنفيذي للشركة والمهندس فرح قاطيش نائب المدير العام للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في الأردن ومدير عام قسم التصدير، الذين تحدثا عن حجم استثمارات الشركة، وسر تراجع العمل في مشروعات الطاقة الشمسية، التحديات التي تواجه هذه المشروعات بعد أن كانت من الدول الرائدة في هذا المجال، وغيرها من التفاصيل
فإلى نص الحوار :
حدثنا عن سبب انتشار مشروعات الطاقة المتجددة في الأردن ؟
فرح قاطيش: الطاقة المتجددة بالاردن كانت بحاجة إلى قوانين وتشريعات والتي صدرت عام ٢٠١٢ من خلال نظام صافي القياس وفي عام ٢٠١٤ صدر نظام آخر حمل اسم عبور الطاقة والقوانين لدينا تتيح للمستهلكين تركيب أنظمة طاقة متجددة من خلال الخلايا الشمسية والتحكم في الاستهلاك يمكنه أن ” يصفر الفاتورة” تماما، والتكلفة في البداية في عام ١٩٧٣ كان سعر الوات يقترب من ٥٠ دولار بينما سعر الوات اليوم ١٠ سنت، وجاءت هذه الفجوة السعرية نتيجة تبني عدد كبير من المصانع والشركات والدول صناعة الطاقة المتجددة، وزيادة التصنيع حيث في السابق كان يصنع ١٠٠ ميجا وات بينما العالم اليوم يصنع آلاف الجيجا وات للطاقة الشمسية وهو ما ساهم في انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة وخاصة في اخر ١٥ عاما، كما انخفضت أيضا تكلفة التركيب والأجهزة المساندة ونظام التركيب والكابلات، فمثلا التكلفة منذ ٢٠ عاما كانت ١٠٠٪ بينما الان اصبحت ٢٠٪ فقط.
الرئيس التنفيذي: الأردن من الدول السباقة في الطاقة المتجددة، في عام ٢٠١٠ كنا نستورد ٩٦٪ من الطاقة في حين إنتاجنا كان أقل من ١٪ بينما الان اصبحنا نولد طاقة كهربائية بنحو ٢٧٪ من الطاقة المتجددة والدولة تطمح للوصول إلى نسبة ٥٠٪ في عام ٢٠٣٠.
ما التحديات التي تواجه الطاقة الشمسية ؟
فرح قاطيش: هناك تحديات فنية على الشبكة، فالبنية التحتية تحتاج إلى شغل أكثر لتطويرها.
الشركة تتوسع في عملها في عدد من الدول مثل السعودية والإمارات والكويت خلال ١٠ سنوات ماضية، الامارات لحقت الأردن في سن التشريعات الخاصة بالطاقة المتجددة، بعض الدول كان لديهم تشريعات وقوانين لكن الاردن ساهمت في تحفيز المستثمرين لتكون الأولى عربيا في الطاقة المتجددة، ثم تبعتها بعد ذلك عدد من الدول العربية.
كم يبلغ حجم استثمارات الشركة؟
فادي المرجي الرئيس التنفيذي: حوالي ٥٠ مليون دولار ليس في الاردن فقط ولكن في الدول الأخري مثل الإمارات والسعودية والكويت، ومؤخرا انخفضت الاستثمارات في الاردن بسبب الشبكة والحاجة إلى موافقات كثيرة والتي أصبحت محدودة وصعب استخراجها، فمثلا حاليا من كل ١٠٠ مشروع احصل على ١٠ موافقات بينما سابقا قبل ٢٠١٨ من كل ١٠٠ مشروع احصل على ٩٨ موافقة.
وما السبب في تراجع إصدار موافقات لمشروعات الطاقة المتجددة؟
فرح قاطيش: السبب يعود إلى البنية التحتية لم تعد تتحمل إضافة قدرات كهربائية ولديها حد أقصى من الطاقة المتجددة فالموضوع فني، فمثلا شركة الكهرباء بالأردن تزود الشبكات بتيار كهربائي مستمر وممنوع تقطع الكهرباء وعادة ما يأتي من مصادر احفورية الغاز والديزل، ولدينا سفينة للغاز في العقبة وحقل الريشة لاستخراج طاقة متجددة، وهذه المحطات تظل تعمل وتنتج كهرباء وفي حالة تركيب محطة طاقة شمسية ربما يحدث خلل في حالة مرور “سحابة او غيمة” والتي ستؤثر سلبا على الشبكة والخلايا الشمسية باكثر من ٧٠٪ ويحدث مشكلة فورية بالكهرباء وفي حالة عدم وجود ربط مع محطات الكهرباء سوف تقطع التيار الكهربائي، وتتفاقم المشكلة.
برأيك ما حلول هذه المشكلة ؟
فرح قاطيش: تخزين الطاقة هو الحل من أجل التوسع في الطاقة المتجددة، وهو أمر مكلف ماديا، أسعار البطاريات كانت ب٥٠ دولار وحاليا لم تصل إلى ١٠ سنت، تكلفة التخزين الكهربائي بالبطاريات لاتزال مكلفة، ولكنها نزلت فمنذ ١٥ عاما لم نكن نرى السيارات تعمل بالكهرباء بيننا اليوم انتشرت السيارات الكهربائية في الأردن مع تطور تطور تكنولوجيا التخزين وهو ما ساهم في انخفاض سعرها.
فادي المرجي: الأردن لا تنتج بطاريات كهربائية ولكن نستوردها من الخارج ومن الصين، فمثلا بطارية تسلا انخفض سعرها الف بالمئة عن سعرها منذ بدايتها فمثلا قبل ١٠ سنوات كان سعر البطارية ١٠٠ الف دولار بينما اليوم سعرها ١٠ آلاف دولار وفي النهاية الأمور السياسة تتدخل ومادة الليثيوم وهو العامل الأساسي بالبطارية والذي يأتي من امريكا الجنوبية.
الشركة كانت تعتمد على ألواح ألمانية وكانت تصنع ١٠ جيجا وات، بينما الصين تعلمت من ألمانيا وفي أول عام قدمت ١٠٠ ميجا وات، وهو ما ساهم في هبوط حاد في الأسعار.
كم حجم إنتاج الأردن من الطاقة المتجددة بالجيجا وات؟
فرح قاطيش: يبلغ حجم إنتاج الدولة نحو ٢.٤ جيجا وات من الطاقة المتجددة معظمها طاقة شمسية فهناك ٧٠٠ ميجا طاقة رياح، والباقي طاقة شمسية ولكن سعة انتشار هذه الطاقة تراجعت وأصبحت قليلة نتيجة للمشاكل الفنية.
وماذا عن انبعاث الكربون من الطاقة الشمسية في الاردن؟
الرئيس التنفيذي: الأردن من افضل دول العالم في تراجع انبعاثات الكربون من الطاقة الشمسية حيث أن لدينا ٣٦٥ يوم في العام من بينهم ٣١١ يوم مشمس والمنطقة العربية قريبة من الحزام الشمسي الذي تصل به إشعاعات شمسية ممتازة بعيدة عن الإشعاعات الشمسية الضارة، الشمس في الاردن افضل من السعودية حيث أن الأخيرة بها حرارة اعلي وهي عدو الطاقة الشمسية وتخفض من كفاءة الطاقة فكفاءة نظام الطاقة في الأردن أعلى من كفاءته في السعودية.
كما أن مصر تتمتع باشعاع شمسي ممتاز وسوق ممتاز أيضا.
ماذا عن الربط الكهربائي بين مصر والأردن ؟
فرح قاطيش: هناك ربط كهربائي قديم بين مصر والأردن والخطف منه الحفاظ على استقرار الشبكة وتردد الكهرباء حيث اننا مستفيدين من الربط الكهربائي بشكل أكبر من مصر، وهو لا يتجاوز ١٠ بالمئة من الطاقة الكهربائية بالاردن.