رحمات الله تتنزل على روح فقيد الشباب اللاعب “أحمد رفعت”، وتحياتُ من القلب للإعلامي الشريف الشاب “إبراهيم فايق” والشكر كل الشكر لرأس الدولة الذي تدخل في الوقت المناسب وهكذا عهدناه رئيسا لكل المصريين وأقسم على أنه لن يترك فاسداً، لكن كما نعلم جميعا، الفساد تركة متشعبة متجذرة… أشكال وألوان وفئات متعددة ومتنوعة تُعاني منه التربة الطينية والرملية في نبت العنصر البشري المصري وهذا ما يحتاج إلى العلاج وهذا هو المقصد والهدف، وأصبحنا نلخص كل أهدافنا وتوصياتنا وطموحنا في القضاء على الفساد، وهنا أود أن أتوقف قليلاً عند دلالات تدخل رأس الدولة بالتوجيه بتحويل هذه القضية إلى النيابة العامة، تلك القضية التي شغلت الرأي العام وتركت ألماً في صدور شباب مصر.
الدلالة الأولى:
ان مؤسسة الرئاسة والأجهزة السيادية تتابع الموقف منذ يوم الوفاة وجمعت الأنباء والأخبار والتحريات ورسخ في يقين مؤسسة الرئاسة ان هناك فساداً وتقصيرًا واهمالاً شديداً وأن الحق قد تأخر في البزوغ، فتكليف وطلب رأس الجهة التنفيذية لتدخل النيابة العامة لما لديها من سلطات وحقوق وادوات دستورية للكشف بالأدلة والإثبات عن العصابات التي عششت في الرياضة المصرية وحولت شعارها الاسمي من “الرياضة أخلاق” إلى الرياضة نهب ونصب ونفاق بل ووصلت إلى النحر والتناحر وزهق الأرواح.
الدلالة الثانية:
يبدوا لي كمواطن مصري متابع ومراقب ومحلل بأن مؤسسة الرئاسة تبين لها ما كتبناه كأعداد كبيرة من الوطنين الشرفاء ورصدناه وفسرناه عن محطات فساد نشاط كرة القدم في مصر سواءً في الإخفاق في البطولات العالمية والقارية أو في السباب واللعان وانهيار وفوضى الإعلام الرياضي، وأراد بذلك أن يرفع الكارت الأحمر في وجه كل المنفلتين والمنحلين في إطار بداية رحلة لتطهير بعض بؤر الفساد والتربح في الأندية والإعلام الرياضي والاتحادات، وأتصور أن احالة هذه الواقعة للنيابة العامة ستأتي برقاب مجموعة قننت الفساد، ولكن حكمة الله آية .. ولكل ظالم نهاية.
الدلالة الثالثة:
ربما تكون الجهة الادارية ممثلة في وزارة الشباب والرياضة قد انهت تحقيقها بكل شفافية ورفعت الأمر للجهات الإدارية العليا والأجهزة المعاونة وارتأت اللجنة ان سمةً فساداً متوغل وكبير سيهز الرأي العام في الكشف عن حدوده وادواته وعناصره ، فرفعت الامر تصعيداً الي اعلي سلطة ورأس الدولة حتي يتمّ التوجية والاحاله بشكل مختلف عن اي واقعة سابقة بها مخالفات مالية او ادارية لرئيس نادي ما او مركز شباب او مرتشي او او .. لكن هذه الواقعة فيها فساد ادي الي الموت .
الدلالة الرابعة:
محطة وجرس انذار للفاسدين وبارقة أمل لمن ينتظروا لهذا الوطن أن يتطهر من هؤلاء الذين تفرعوا وتجشعوا وانتشروا وسعوا في الأرض فساداً وملأوا الشاشات والقنوات والأذاعات ضجيجاً وتزويراً وتزييف، وخلطوا الحابل بالنابل وزاوجوا السلطة بالمال واحتلوا بالمال الكراسي والمناصب النيابية واعتقدوا ان كل ما سبق هي أسوار حصينة تحصنهم وتناسوا جميعا حق الشرع وحق الله وحق الوطن والحق العام وحق الشعب والمواطن الذي عندما تصل به الحالة للاحباط ويتحول الي رقم في معادلة صفرية وتضيق به سبل الحياة يخرج من ملابسه يفترش الأرض في ميادين أم الدنيا ويرفض الأبيض والأسود وهذا ما كنا فيه في فترات نتمني أن لا يعودها الله علينا…. شكرا سيادة الرئيس.. أضرب بقوة واقتلع الفساد والشعب خلفك لأنه شعب يخاف علي وطنه من الفاسدين والحاقدين والفشلة.