«السجل الصناعي» أدى إلى هروب شركات التصدير
لابد من إعادة النظر في قيمة التقنين للأراضي الصناعية
عدد العمالة في القطاع 40 ألفًا على مستوى الجمهورية
تعد منطقة شق الثعبان بمنطقة طره المعادي من أهم المناطق الصناعية في صناعة الرخام والجرانيت وهي إحدى قلاع تصنيع وتصدير الرخام في مصر والعالم وأكبر منطقة صناعية في الشرق الأوسط، ولكن هناك مشكلات ومعوقات تواجه هذه الصناعة المهمة.
وتقع منطقة شق الثعبان شرق طريق الأوتوستراد وبعمق 5 كم حتى حدود محمية وادي دجلة شرقاً بمنطقة طره المعادى، وتقع على مساحة 1608 فدادين بمساحة تقديرية 6.5 مليون متر مربع بطول واجهة على الاوتوستراد 1.8 كم، وتحوي 2525 مصنعا وورشة لتصنيع وتصدير الرخام الذى يأتي لها من محاجر رأس غارب والعين السخنة والمنيا وجبل الجلالة بالسويس والبحر الأحمر وأسوان.
وتطوير هذه المنطقة يعتبر مساهمة في زيادة الإنتاج والاستثمارات وتعظيم موارد الدولة وخلق فرص عمل إضافية وتذليل كافة المعوقات التي تواجه المستثمرين بالمنطقة وتحقيق الاستقرار اللازم وتحسين البنية التحتية والمرافق، وفي السطور التالية يكشف محمد عارف رئيس شعبة الرخام والمحاجر الجرانيت بغرفة القاهرة التجارية، ورئيس الجمعية المصرية الإفريقية لصناعة الرخام والجرانيت أهم المعوقات والتحديات التي تواجه قطاع المحاجر والرخام في مصر وتحديد منطقة شق التعبان، مؤكدًا أن هناك معوقات عدة تواجه هذه الصناعة المهمة أبرزها رسوم المحاجر المبالغ فيها والغرامات التي تقدر بملايين الجنيهات.
وإلى نص الحوار..
ما أهم المعوقات التي يعاني منها قطاع الرخام والجرانيت في مصر؟
قطاع الرخام والجرانيت يعانى من معوقات ومشكلات عديدة منها رسوم المحاجر المبالغ فيها بالإضافة إلى الغرامات التي تصل لملايين الجنيهات وهذا الأمر أدى إلى هروب الكثير من المستثمرين واللجوء للاستيراد أسهل، كما أدى إلى قلة المحاجر والمنتج المحلي ودخل وعائد المحاجر للدولة.
كذلك السجل الصناعي الذي فرض على المصدر، إذ أن شركات التصدير لا تملك سجلًا صناعيًا والمصانع ترفض استخدام سجلها إلا برسوم ومصروفات، وهذا أدى إلى هروب شركات كثيرة كانت تعمل في تصدير الرخام وفتح الأسواق، بالإضافة إلى رسوم تقنين المصانع في منطقة شق الثعبان وهذا أدى إلى تأجير أصحاب المصانع للصينيين، وبالتالي أدى إلى احتكار الصينيين للسوق، وتلك المعوقات أدت إلى توقف نسبة كبيرة من المحاجر عن العمل على مستوى الجمهورية لعدم تمكنها من سداد تلك الرسوم، مما أدى لنقص الإنتاج، وعدم القدرة على تلبية طلب المصانع.
ماذا عن صناعة الرخام في مصر والمنافسة بالدول الأخرى؟
صناعة الرخام والجرانيت في مصر مؤهلة لاختراق أسواق جديدة، لا سيما أن الأسواق الأوروبية تضع السوق المصرية نصب أعينها الفترة القبلة كسوق بديلة عن الآسيوية، لتميزها بموقع استراتيجي يسهم في تيسير عملية الشحن منها إلى تلك الدول بتكلفة أقل، علاوة عن ذلك الأفضلية في أسعار المنتج المصري مقارنة بمثيله بالأسواق المنافسة.
كيف يتم تعميق وتوطين الصناعة المحلية لرفع زيادة المكون المحلي؟
لكي يتم تعميق وتوطين الصناعة المحلية لرفع زيادة المكون المحلى في الصناعة يجب على الحكومة اتخاذ عدة إجراءات ضرورية وسريعة خلال الفترة المقبلة تجاه الصناع والمستثمرين ورجال الأعمال، مشيرًا إلى أن أول هذه الإجراءات بالنسبة لقطاع الرخام والجرانيت تخفيف الأعباء عن أصحاب المحاجر حتى تعود للعمل مرة أخرى بعد فترة التوقف بسبب التكلفة والأعباء، بالإضافة إلى إعادة النظر في قيمة التقنين بالنسبة للأراضي الصناعية بمنطقة “شق التعبان”.
كما يجب إعادة النظر وتخفيف الأعباء في رسوم الطرق من “بلوكات” وخلافه والتي زادت في الفترة الأخيرة وهى أعباء جديدة على الصُناع الذين يعملون بقطاع المحاجر والرخام، بالإضافة إلى إعادة النظر في القيود التي وضعتها الحكومة على تصدير الرخام ويجب تخفيفها من “سجل صناعي، وإجراءات إضافية ورسوم”، وكلها أعباء على التصدير، هذه الإجراءات جعلت بعض الصناع والتجار يتجهون إلى الاستيراد خاصة أن الدول التي يتم الاستيراد منها لديها مرونة في الاستيراد وتكلفة أقل وسرعة في وصول البضاعة ومستلزمات الإنتاج والصناعة.
ويجب تقليل رسوم تقنين الأراضي الصناعية بمنطقة شق التعبان وهي المعنية بصناعة الرخام والجرانيت، فالتكاليف والرسوم عالية جدًا وهو ما يؤثر على انتظام العمل داخل الورش والمصانع بالمنطقة.
ماذا عن منطقة شق التعبان والوضع الحالي فيها؟
بالنسبة لمنطقة شق الثعبان كما ذكرنا سابقًا فهناك تطوير من قبل الدولة ولكن بطيء جدًا جدًا، فمنذ بدء التطوير لم ينتهِ إلا من مسافة كيلو فقط حتى المفارق ومازالت مشاكل المياه والكهرباء موجودة مع عدم وجود وسيلة تنقل داخلية نهائيًا وعدم وجود وحدة إسعاف أو نقطة شرطة داخل المنطقة، وصل عدد العاملين بالقطاع إلى 40 ألف عامل على مستوى الجمهورية.
ماذا عن إنشاء مدرسة تكنولوجية لصناعة الرخام والجرانيت التي أعلنتم عنها خلال الأيام الماضية؟
بدأت الخطوات التنفيذية لتطبيق قرار مجلس الشيوخ الخاص بإنشاء مدرسة تكنولوجية لصناعة الرخام والجرانيت وكان هناك لقاء مشترك مع الدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني لتنفيذ البروتوكول وإنشاء المدرسة.
والهدف من إنشاء المدرسة تعليم وتدريب الطلاب لتنمية العنصر البشرى على كيفية النهوض بصناعة الرخام والجرانيت، واستغلال طاقة الشباب نحو نوعية من التعليم التي يحتاج لها سوق العمل والقطاع الخاص، ويتولى مجلس إدارة الجمعية المصرية الأفريقية لصناعة الرخام والجرانيت بناء وتجهيز المدرسة، على أن تقوم محافظة القاهرة بتخصيص الأرض وتتولى وزارة التعليم الفني والجمعية بوضع المناهج بالتعاون مع الخبرة التركية الإيطالية.
وخلال الأيام الماضية وقعت لجنة التعليم والبحث العلمي ولجنة الإسكان والإدارة المحلية بروتوكول بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني والمستثمر لوضع المناهج التي سيتم تدريسها للطلاب مؤخرًا والتنسيق بين وزارتي التعليم والتنمية المحلية لإيجاد المكان المناسب وسرعة تخصيص قطعة أرض قريبة لمنطقة شق الثعبان لإنشاء المدرسة التكنولوجية التطبيقية لصناعة الرخام والجرانيت.
هل سيتم توظيف خريجي المدرسة التكنولوجية بمصانع الرخام والجرانيت؟
بالفعل وتشجيعًا لأوائل الطلاب والمتميزين من خريجي المدرسة ستتولى مصانع الرخام والجرانيت تعيينهم، إضافة إلى تحمل تكاليف استكمال تعليمهم الجامعي للمتميزين منهم.
ماذا عن حجم صادرات قطاع الرخام والجرانيت؟
ارتفعت صادرات الرخام والجرانيت بنحو 3% لتسجل 39 مليون دولار، خلال شهر مايو الماضي، مقابل 38 مليون، خلال الفترة نفسها من 2023، بزيادة قدرها 3% مقارنة بنفس الفترة من 2023 حسب تقرير المجلس التصديري لمواد البناء.
وتم تصدير رخام وجرانيت مصري إلى نحو 75 دولة على مستوى العالم، ووفقًا للتقرير فقد جاءت ليبيا فى المرتبة الأولى لصادرات الرخام بقيمة 16.1 مليون دولار، تلتها لبنان بقيمة 2 مليون دولار، ثم السعودية بقيمة 1.760 مليون دولار، وتركيا بقيمة 1.724 ملايين دولار، ثم رومانيا بقيمة 1.478مليون دولار، وسجلت صادرات مواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية سجلت 986 مليون دولار خلال مايو الماضي.
