• logo ads 2

الجفاف يهدد أفريقيا.. هل تصل الأزمات الزراعية إلى مصر؟

هشام حجاج: النيماتودا تدمر المحاصيل الزراعية.. ونحن على وشك مواجهة صدمة كبيرة

 

توقعات بحدوث أزمة في اقتصاد بعض الدول.. ولا بد من تحديد سعر توريد القمح من الآن

 

حذر الدكتور هشام حجاج، صاحب مزارع الحجاج، وخبير إدارة الأزمات ، من حدوث أزمة قد تلحق باقتصاد بعض الدول خلال الفترة المقبلة التي تعتمد على توفير بعض المحاصيل الاستراتيجية من أفريقيا، مشيرًا إلى أن مصر كانت تتطلع لشراء 3 ملايين و800 ألف طن من القمح، ولكنها اشترت أقل من عُشر القمح المستهدف في مناقصة ضخمة، كما أخذت الصين 9 ملايين طن، حرصًا منها على ضمان الأمن الغذائي لسكانها، وذلك لاعتماد هذه الدول الأفريقية مثل نيجيريا وغانا والساحل الغربي، على الأمطار ، إلا أن  جفاف الطقس في هذه الدول سبب أزمات فى الزراعة  وتأمين الغذاء.

وتابع أنه من المرجح أن تكون واردات الصين من القمح قوية في الفترة المقبلة.

 

أكد حجاج على أهمية تحديد سعر توريد للقمح في الوقت الحالي، نظرًا لأن موسم زراعته يقترب.

وأوضح أن ذلك سيمكن المزارعين من اتخاذ القرارات المناسبة والاستعداد لزراعة القمح والذرة وفول الصويا، مما يساعد في إنقاذ القطاع الزراعي وضمان توفير الغذاء.

وأضاف أن معدل النمو الاقتصادي في مصر لا يتماشى مع معدل زيادة السكان.

وأشار  إلى أن التحدي الأكبر هو طلب بعض الدول تصدير كل إنتاج بعض المنتجين المحليين إليها فى صورة خام، مثل: الزيتون، وبأسعار منخفضة مما يعرض الزراعة في مصر للخطر.

 

ودعا حجاج المسؤولين والجهات المعنية إلى مراجعة هذه القضايا بعناية، مؤكدًا أن إنتاجية فدان قصب السكر تراجعت بشكل كبير من 80 طنًا إلى 40 طنًا للفدان، نتيجة للممارسات الزراعية الخاطئة وتبديد الموارد، مما أدى إلى إنتاج ضعيف وغير مجدٍ.

 

تراجع المحصول

 

أشار إلى أن المزارع قد يسهم، دون قصد، في تراجع الإنتاجية.

فعند اختيار الأنساب، يُفضل عادة اختيار الأصناف ذات الإنتاجية العالية ، ومع ذلك، يميل الفلاحون إلى اختيار الأصناف ذات الإنتاجية المنخفضة من الأرض وزراعتها في الموسم التالي، مما يؤدي إلى تراجع المحصول سنويًا، دون أن يكون لديهم فهم واضح لأسباب هذا الانخفاض.

وأكد على أهمية إجراء تحليل شامل لأسباب انهيار المحاصيل الزراعية في الأراضي القديمة.

وأوضح أن مناطق مثل السادات والمنوفية ووسط الدلتا، التي تزرع البنجر والبطاطس والمحاصيل الجذرية، تعاني من تأثير النيماتودا، التي تدمر الأراضي وتعوق نمو المحاصيل، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية. وذكر أن المبيدات الكيميائية المقاومة للنيماتودا لا توفر علاجًا نهائيًا، وأن الحل الدائم يكمن في استخدام الفطريات والبكتيريا النافعة.

تحسين جودة التربة والإنتاجية

أثار حجاج تساؤلاً حول كيفية تحقيق العائد المالي المناسب من الأراضي التي تتسبب في خسائر، مما يتطلب إعادة النظر في الاستراتيجيات الزراعية.

وشدد على أهمية التركيز على الممارسات الزراعية العضوية وتحسين جودة التربة، حيث أصبحت هذه الجوانب ضرورية وليست ترفًا.

ودعا إلى عقد اجتماع طارئ وتنظيم مؤتمر لمناقشة الممارسات الزراعية وسبل تحسين جودة التربة والإنتاجية.

وأضاف حجاج أن مصر تواجه مشكلة خطيرة تستدعي البحث الفوري عن حلول.

وأشار إلى الشكاوى المتعلقة بعدم إنتاجية الأرض واحتراق المحاصيل، حيث ارتفعت قيمة القلوية إلى 12 درجة بشكل مفاجئ، بينما القيمة الطبيعية المفترضة تتراوح بين 6 و7 درجات.

وأكد أنه يجب تدارك الوضع بسرعة، مشيرًا إلى أن المزارعين الذين يفتقرون إلى تحاليل التربة يجب أن يدركوا جذور المشكلة.

وتابع قائلاً: “نحتاج إلى تقييم شامل للوضع، وفحص كيفية تدهور التربة الزراعية وعلاجها، والبحث عن طرق لتجنب المجاعة. لا يمكننا تجاهل هذه المسألة؛ نحن في مأزق حقيقي،  والأزمة لن تقتصر على مصر فقط، فجنوب السودان يوشك على مواجهة مجاعة حقيقية بسبب فترة هطول الأمطار القصيرة التي تمتد لأسبوعين فقط، مما يحول الأراضي الزراعية إلى برك مائية.”

 

 

دعم الفلاح المصري لزراعة الفول التركيبى

 

وأكد أنه ان لم يتم التركيز في مصر على القطاع الزراعي في الفترة المقبلة، فقد نجد أنفسنا في موقف مماثل للدول الأخرى التي تعاني من نقص البروتين، نحن بحاجة ماسة إلى البحث عن بدائل، خاصة أننا نفتقر إلى مصادر بديلة غنية بالبروتين في حال توقفت الدول الموردة لدينا عن التوريد،،متسائلا :” هل يُعتقد أنه سيتم دعم الفلاح المصري لزراعة الفول التركيبى؟ هل هناك خطة من المسؤولين لذلك؟”

وتابع: ” نحن على وشك مواجهة صدمة كبيرة بالفعل، إذا لم نزرع هذا العام القمح وفول الصويا والذرة”.

 

وأكد أنه لا يمكن تقدير حجم الاستثمار المطلوب سنويًا لتلبية احتياجات الزيادة السكانية، بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة في عدد اللاجئين ، خاصة فى ظل عدم توافر الكميات المائية اللازمة لزراعة المساحات المطلوبة لتلبية هذه الزيادة.

مضيفًا أن مصر كانت تضم 40 مليون نسمة في عام 1973، والآن يبلغ عدد السكان 120 مليون نسمة، بزيادة قدرها مليونين كل عام.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار