محمد سليم: ما زلنا نعتمد على السد العالي الملاذ الآمن حال خروج أي وحدة عن الخدمة
ياسر مصطفى: لا توجد مشروعات عملاقة حديثة في مجال إنتاج الطاقة من الماء
كتب شيرين نوار
تعتبر الطاقة الكهرومائية من أهم مصادر الطاقة المتجددة التى تعتمد عليها العديد من الدول في توليد الكهرباء باستخدام طاقة المياه بديلا للوقود الأحفورى التقليدي الذى يلوث البيئة مع ارتفاع تكاليف استخدامه، إلا أن مصر ما زالت بعيدة عن استغلال طاقة المياه فى توليد الكهرباء رغم امتلاكنا ثروة كبيرة من طاقة المياه كطاقة المد والجزر في مياه البحار وحركة الشلالات وغيرها من مصادر المياه، حيث تستخدم حركة المياه في إدارة محطات توليد الكهرباء.
ويصل إجمالي الكهرباء المنتجة من المحطات الـ6 لتوليد الكهرباء من الماء في مصر إلى نحو 2832 ميجاواط، إذ تبلغ قدرة محطة توليد السد العالي 2100 ميجاواط، ومحطة خزان أسوان 1 نحو 280 ميجاواط، ومحطة خزان أسوان 2 بقدرة اسمية 270 ميجاواط.
وجارى العمل على زيادة كمية الطاقة الكهربائية المنتجة من محطة السد العالي من 2100 إلى 2400 ميجاوات بتكلفة 50 مليون يورو بحلول عام 2027، لإنشاء 12 محولا جديداً ومحولا آخر احتياطي، وتم الانتهاء من تطوير كافة التوربينات الموجودة بالسد العالي التي يبلغ عددها 12 توربينة.
وقال المهندس الاستشاري محمد سليم، خبير الطاقة، إن السد العالي يعتبر المصدر الرئيسي للطاقة الكهرومائية في مصر، وكان له دور كبير في إنتاج الكهرباء، حيث يشمل أكبر محطة مائية لتوليد الكهرباء في أفريقيا، مشيرا إلى أن الحكومة اهتمت بالطاقة المائية منذ 60 عاما، وبدأت بإنشاء محطة خزان أسوان عام 1960 بقدرة 340 ميجاوات، ومحطة السد العالي عام ،1968 وعام 1985 تم التوسع في محطات توليد الكهرباء المائية من خلال محطة خزان أسوان 2 بقدرة 270 ميجاوات، ومحطة قناطر إسنا ومحطة نجع حمادي ومحطة توليد كهرباء قناطر نجع حمادي بقدرة 64 ميجاوات عام 2006.
وأضاف سليم أنه بالرغم من قيام الشركات الأجنبية بإنشاء محطات إنتاج كهرباء خلال السنوات الأخيرة، الا أن السد العالي لازال هو الملاذ الآمن للشبكة القومية للكهرباء ويستطيع علاج أى خطأ يحدث بالشبكة الكهربائية، حال خروج أى وحدة من الشبكة الموحدة على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى الجهود التى تبذلها وزارة الكهرباء من اجل التوسع في استخدامات الطاقة الكهرومائية من خلال الانتهاء من دراسات مشروعين لإنتاج الكهرباء عبر الطاقة الكهرومائية من خلال انظمة الضخ والتخزين بقدرات تصل إلى 2000 ميجاواط.
وأوضح خبير الطاقة أن اختيار مناطق الأقصر وقنا لإنشاء مشروعين للطاقة الكهرومائية يرجع لموقعهما وقربهما من نهر النيل، حيث سيتم الاعتماد على مياه نهر النيل في المشروعين لأنظمة الضخ والتخزين على عكس مشروع عتاقة الذي سيستخدم مياه الصرف الصحي المعالجة، مشيرا إلى أن هناك مناطق أخرى يمكن استغلالها فى توليد الكهرباء كامواج البحار فمن الممكن إنشاء محطات توليد بالقرب من البحار للاستفادة من حركة الأمواج والمد والجزر .
وأوضح المهندس ياسر مصطفى خبير الطاقة انه بالرغم من اهمية طاقة المياه في توليد الكهرباء إلا أن توليد الكهرباء من الماء في مصر لا يتجاوز الـ 10% من إجمالي الكهرباء المستهلكة، وهذا يعنى أننا مازلنا بعيدين عن استغلال الطاقة الكهرومائية الاستغلال الأمثل لرفع نسبة مساهمتها فى توليد الكهرباء، لافتا إلى أن الحكومة تعمل على تنفيذ بعض المشروعات لصيانة المحطات القائمة من خلال إحلال وتجديد 12 محولا كهربائياً بالسد العالى، بينما لا توجد مشروعات عملاقة حديثة فى مجال إنتاج الطاقة الكهرومائية.
وطالب ياسر المراكز البحثية في مصر بالتوسع في الأبحاث والدراسات لبحث أماكن إنشاء محطات الطاقة الكهرومائية وكذلك فتح المجال أمام مشاركة القطاع الخاص للاستثمار في مشروعات الطاقة الكهرومائية، مشيرا إلى أن مصر تعتبر من أوائل الدول التي أنشأت محطات توليد كهرومائية، حيث تم إنشاء أول محطة كهرومائية في مصر عام 1900 بقدرة 257 كيلوواط/ساعة في محافظة الفيوم.
وتابع مصطفى أنه تم خلال الـ 10 سنوات الماضية تنفيذ أعمال تطوير لمنظومة مراقبة وتشغيل السد العالي وفق أحدث التقنيات باستثمارات تجاوزت 1.5 مليار جنيه، لافتا إلى أنه لا يقتصر توليد الطاقة الكهرومائية على السدود الكبيرة فقط ولكن يمكن أن تستعمل بعض محطات توليد الكهرباء من الماء قناة صغيرة لتوجيه مياه النهر عبر التوربينات وتستخدم المياه المتدفقة كمصدر للطاقة لتشغيل التوربين في السدود الكهرومائية حيث توجد بها ممرات خاصة للمياه تنحدر إلى أسفل لتكوين تدفق للمياه.
وأشاد مصطفى باستراتيجية وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لزيادة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بالبلاد إلى 58% بحلول عام 2040، ارتفاعا من هدفها السابق البالغ 42% بحلول عام 2030 نظرا لأهمية مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة فى الحد من التأثيرات المناخية الضارة والانبعاثات الكربونية والحد من استخدام الوقود الأحفورى التقليدي الذي يكلف الحكومة مبالغ طائلة من جراء استيراده نتيجة الفجوة السعرية بين سعره بالسوق المحلية والسعر العالمي .
وأعلنت وزارة الكهرباء أنه تم الانتهاء من الدراسات الخاصة بتدشين مشروعين لإنتاج الكهرباء عبر الطاقة الكهرومائية من خلال أنظمة الضخ والتخزين بقدرات تصل إلى 2000 ميجا وات.
وبلغ حجم الاستثمارات المتوقعة للمشروعين 2.5 مليار دولار نظراً للتكنولوجيا المستخدمة فيهما، وشملت الدراسات موقعين الأول في محافظة الأقصر والثاني بمحافظة قنا، وبقدرات تنقسم إلى 1000 ميجاوات لكل منهما.
بحسب الدراسات، فإن المشروعين سيستخدمان مياه نهر النيل، على العكس من مشروع الضخ والتخزين في جبل عتاقة والذي سيستخدم مياه معالجة الصرف الصحي، وبقدرات تصل إلى 2400 ميجا واط.