قال الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز تغير المناخ بوزارة الزراعة، إن توقيت انعقاد هذا المنتدى يأتي في مرحلة حاسمة تتطلب التحول من الأنشطة التقليدية إلى الاقتصاد الأخضر.
وأكد أن القيادة السياسية بدأت منذ سنوات بإرساء هذا النهج كجزء من رؤية الجمهورية الجديدة، مع التزام جميع المشروعات الممولة من الخزانة العامة بالتحول الأخضر بحلول عام 2030.
وأشار خلال فعاليات الدورة الثالثة من منتدى التحول الأخضر، في جلسة بعنوان “تطبيقات استخدام الطاقة الشمسية في القطاعين الزراعي والصناعي”، والتي أدارها المهندس أحمد كمال، رئيس مكتب الالتزام البيئي باتحاد الصناعات، إلى أن الدولة نجحت في فصل التحول الكربوني عن الأنشطة الاقتصادية الأخرى، مما ساعد في تجنب تأخير المشاريع القومية الكبرى.
وعلى المستوى الدولي، لفت “فهيم” إلى أن مصر تواجه تحديات مع الاتحاد الأوروبي، حيث فرض الأخير مجموعة من الاشتراطات على المواد الغذائية المصنعة التي قد تعقد الأمور على شركائها.
وتابع:” تسببت الأزمات العالمية السابقة، مثل جائحة كورونا والأزمة الروسية-الأوكرانية، في تفاقم هذه التحديات”.
وأوضح “فهيم” أن مصر تصدر أكثر من 4 ملايين طن من الأسمدة، جزء منها موجه إلى الاتحاد الأوروبي، مما يبرز أهمية التحول الأخضر في هذا السياق.
وأشار إلى أن حركة الطيران إلى مطارات الاتحاد الأوروبي وأمريكا الشمالية تخضع لمحددات تتعلق بالوقود، مما يجعل التحول الأخضر أمراً ضرورياً.
أبرز “فهيم” أهمية قطاع الزراعة كجزء لا يتجزأ من الأمن القومي، خاصة في أوقات الأزمات. فقد واجه العالم تحديات في تأمين الغذاء، وقامت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية بالاستثمار في استصلاح أكثر من 2 مليون فدان، وإقامة 3 محطات لمعالجة مياه الصرف الزراعي، مما ساعد في إضافة مليون ونصف فدان جديدة إلى الأراضي الزراعية.
وأكد أن هذه المشروعات القومية كلفت الدولة تريليونات الجنيهات، مع تجاوز تكلفة استصلاح الأراضي تريليون جنيه.
وأوضح أن تغير المناخ أصبح العائق الأكبر لهذا القطاع، حيث أثرت التغيرات في الفصول الموسمية على المحاصيل الزراعية، مما يؤدي إلى زيادة تكلفة مستلزمات الإنتاج نتيجة التغيرات المناخية.
أشار “فهيم” إلى أن القطاع الزراعي هو روح الدولة، خاصة في أوقات الأزمات ، إذ تمكنت مصر من تأمين الغذاء رغم استيرادها 9 ملايين طن من القمح من روسيا وأوكرانيا، حيث نجحت في زيادة السعة التخزينية من الصوامع لتستوعب 4 ملايين طن بدلاً من 800 ألف طن.
واختتم كلمته قائلا:”ورغم ذلك، فإن التغيرات المناخية تواصل التأثير على المحاصيل الزراعية الأساسية مثل البطاطس والطماطم، وكذلك الزيتون، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية والجودة”.
هذا وانطلقت صباح اليوم فعاليات الدورة الثالثة من “منتدى المجتمع الأخضر” تحت عنوان “الاقتصاد الأخضر.. الخطوات القادمة”، التي استعرضت أبرز التطورات في مجال الاقتصاد الأخضر، مع التركيز على الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، والطاقة الكهرومائية، وتحديث الصناعة.