حرب أكتوبر.. يعتبر حديث هنري كيسنجر، عن أحلك ساعات إسرائيل خلال حرب أكتوبر 73، أو يوم الغفران وفقاً للكيان الصهيوني، خلال أول ثلاثة أيام من حرب رمضان، بمثابة أسوأ حديث، كونه يرصد مشاهد قاتمة لا تعترف بها حكومة تل أبيب، حتى وقتنا هذا، وعقب مرور 51 عاماً على الحرب.
يتذكر كيسنجر صباح “يوم كيبور” عام 1973، قائلا: “في الساعة السادسة والنصف صباحًا، طلب مني جوزيف سيسكو، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، آنذاك، مقابلتي بشكل عاجل، قائلا: هناك أزمة في الشرق الأوسط، وإذا تصرفت على الفور، فلا يزال بإمكانك إيقاف ذلك”.
ومضى، قائلا: “كان مشهد المعركة مختلفًا تمامًا عما تخيله الخبراء الأمريكيون عندما أصبحت أنباء الهجوم المصري معروفة، وعندما اندلع القتال، تمكن المصريون من اختراق خط بارليف وتسلل أكثر من 100 ألف جندي ونحو 400 دبابة ووحدات كوماندوز إلى سيناء، وبناء عدة جسور فوق القناة”.
نصر أكتوبر| ما أقوى معارك حرب أكتوبر 73؟.. بالفيديو
هنري كيسنجر وحرب أكتوبر 73
ويقول هنري كيسنجر: في الأيام الأولى من الحرب، فقدت إسرائيل ما يقرب من 200 مقاتل يوميًا، و تم أسر العديد من جنود الخط الأول على يد الصاعقة المصرية، ولم يكن لدى القوات الجوية الإسرائيلية رد مناسب على الصواريخ المضادة للطائرات من طراز “SA6” السوفيتية الإنتاج.
وأكد المسئول البارز الأمريكي، ان الطيارون الذين أصيبوا وتمكنوا من تشغيل المقاعد القاذفة انضموا إلى الجنود الذين تم أسرهم في تحصينات “بارليف”، كما تعرضت الأرتال المدرعة الإسرائيلية التي تقدمت بشكل فوضوي إلى سيناء لهجوم جوي ساحق.
وأضاف انه في الأيام الثلاثة الأولى من القتال، فقدت القوات الجوية الإسرائيلية 49 طائرة وتضررت 500 دبابة في سيناء، وكان هناك نقص في ذخائر المدفعية في مستودعات الطوارئ وتم اكتشاف أن المعدات صدئة جزئيًا وغير صالحة للاستخدام. في إسرائيل، شاهدت الأمهات والآباء والزوجات والأطفال صور الدبابات وهي تشتعل فيها النيران والجنود الذين يتم أسرهم.
وأتم هنري كيسنجر قائلاً: “لقد ذهلت الحكومة الإسرائيلية، وشاهدت وزير الدفاع موشيه ديان، ورئيسة الوزراء جولدا مئير، وهما في حالة إعياء وانهيار تام، فطلبا مني سرعة استبدال الطائرات التي تم إسقاطها، وتعويض النقص في الذخيرة.