مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية وتصاعد التوترات الجيوسياسية، سجلت أسعار الذهب مستوى قياسيًا جديدًا في تعاملات اليوم الاثنين، يأتي هذا الصعود مدفوعًا بتزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن، في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات الأمريكية المقبلة و خفض الفائدة من قبل الفيدرالى الأمريكى، بالإضافة إلى توقعات برد إسرائيلي محتمل على إيران.
كما يُتوقع أن يظل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين خلال الأسابيع المقبلة. وعلى الرغم من احتمالية حدوث تقلبات في الأسعار، إلا أن الذهب يبدو في وضع قوي للاستفادة من الظروف الحالية.
وبلغ سعر الذهب 2,746 دولار للأوقية، بارتفاع قدره 16.70 نقطة أو بنسبة تغير بلغت 0.61%. كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.44% لتصل إلى 2,732 دولار. يُعزى هذا الأداء القوي إلى التوترات الجيوسياسية والتوقعات بمزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
عوامل دعم صعود الذهب
يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الأزمات السياسية والاقتصادية، حيث يسعى المستثمرون إلى حماية رؤوس أموالهم في أصول تعتبر أقل تأثرًا بالتقلبات. في هذا السياق، يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تعزيز جاذبية الذهب، إذ لا يقدم أي عوائد مباشرة على الاستثمار، ولكن مع تراجع عوائد الأصول الأخرى مثل السندات، يصبح الذهب خيارًا أكثر جذبًا.
مع استمرار الغموض المحيط بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، يزداد قلق المستثمرين من نتائج غير متوقعة قد تؤثر على السياسات الاقتصادية والعلاقات الخارجية. هذا الغموض، بالإضافة إلى التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، لا سيما بين إسرائيل وإيران، يزيد من الطلب على الذهب كوسيلة للحفاظ على القيمة.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
لم يكن الذهب وحده المستفيد من هذه الظروف العالمية، فقد شهدت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعًا أيضًا ، ارتفع سعر الفضة بنسبة 2.94% ليصل إلى 34.212 دولار للأوقية، يُعزى هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب على المعادن الصناعية إلى جانب استخدامها كأصل آمن. وتستفيد الفضة من دورها المزدوج كأصل صناعي واستثماري، ما يجعلها تتحرك في نفس الاتجاه مع الذهب في أوقات الأزمات.
ارتفع البلاتين أيضًا بنسبة 0.42% ليصل إلى 1,028 دولار. ويستخدم البلاتين بشكل أساسي في صناعة السيارات، لذا فإن الطلب عليه مرتبط بالانتعاش الصناعي. وعلى الرغم من عدم وصوله إلى المستويات القياسية مثل الذهب، إلا أن البلاتين يظهر مرونة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية.
في المقابل، تراجع سعر البلاديوم بنسبة 0.45% ليصل إلى 1,080 دولار. وعلى الرغم من هذا التراجع، يظل البلاديوم مرتفعًا نسبيًا بسبب دوره المهم في صناعة السيارات، وخاصة في أنظمة الحد من انبعاثات الكربون.
أسعار المعادن الصناعية الأخرى
شهدت المعادن الصناعية ارتفاعات ملحوظة أيضًا، حيث ارتفع النحاس بنسبة 1.24% ليصل إلى 4.4390 دولار للرطل. ويعتبر النحاس مؤشرًا رئيسيًا على صحة الاقتصاد العالمي، إذ يرتبط استخدامه بشكل وثيق بالبناء والبنية التحتية.
أما الزنك، فقد ارتفع بنسبة 1.08% ليصل إلى 3,124 دولار، مما يعكس تحسنًا في الطلب على هذا المعدن الأساسي في الصناعات التحويلية. وفي سياق مشابه، شهد النيكل ارتفاعًا بنسبة 0.54% ليصل إلى 17,074 دولار للأوقية، يُستخدم النيكل بشكل أساسي في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ والبطاريات، وهو ما يعزز من الطلب عليه في ظل التحول نحو الطاقة المتجددة.