العواصف الشمسية تعتبر من الظواهر الشهيرة في عالم الفضاء، وتحدث نتيجة
النشاط الكهرومغناطيسي للشمس، الذي يولد طاقة هائلة على شكل انفجارات، تعرف بالتوهجات الشمسية.
وتطلق التوهجات الشمسية بدورها جسيمات مشحونة كهربيا في اتجاه الفضاء، وعندما تصل إلى الأرض، تحدث تفاعلات مع الغلاف المغناطيسي للكوكب، مما يؤدي إلى ظهور الشفق القطبي في السماء، لكن هل هذا كل شيء؟
العواصف الشمسية قادرة على إصابة الأرض بالشلل
بحسب آراء الخبراء فإن العواصف الشمسية، عندما تشتد، فإنها يمكن أن تصيب الأرض بحالة من الشلل، لقدرتها على تعطيل جميع الأنظمة الإلكترونية الموجودة على ظهر الكوكب، وبالتالي فهي قادرة على تعطيل جميع أشكال الاتصالات والإنترنت.
التأثيرات المحتملة لأي عواصف شمسية عنيفة، تشمل أيضا تعطيل الأقمار الاصطناعية المستخدمة في ضبط أنظمة الملاحة، كما يمكنها تعطيل شبكات الكهرباء، لكن لحسن الحظ أن القطع الكامل للكهرباء على نطاق واسع، لا يمكن أن يحدث سوى في حالات نادرة جدا، تطلق فيها العواصف الشمسية إلى موجات شديدة العنف.
العواصف الشمسية يحذر منها العلماء خلال الفترة الحالية، مؤكدين أنها يمكن أن تستمر لعدة أشهر بسبب النشاط الشمسي المتزايد في دورته الحالية، مما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التأثيرات على أنظمة الراديو، والبث الفضائي، بشكل يستدعي اتخاذ إجراءات متواصلة لحماية البنية التحتية الحيوية.
العواصف الشمسية.. إجراءات الحماية والاستعداد
تعمل العديد من الدول والمؤسسات على تحسين أنظمتها لمراقبة العواصف الشمسية، واتخاذ التدابير الوقائية، فعلى سبيل المثال، يتم استخدام شبكات الأقمار الصناعية لرصد النشاط الشمسي، وتنبيه الهيئات المختصة بالعواصف المحتملة، قبل وصولها إلى الأرض. ويمنح هذا الحكومات والشركات العملاقة الوقت لاتخاذ إجراءات وقائية، كإيقاف تشغيل بعض الأنظمة الحساسة مؤقتًا، بغرض حمايتها من التأثيرات الضارة.
وكالة ناسا ووكالات الفضاء الأخرى في العالم، تلعب دورا حيويا في دراسة هذه الظاهرة. من خلال بعثات مثل بعثة “مسبار باركر الشمسي”، التي يحصل عن طريقها العلماء على بيانات مهمة حول كيفية تشكل هذه العواصف وكيفية تتبعها.
ويتم استخدام هذه المعلومات لتحسين نماذج التنبؤ بالعواصف الشمسية وتقليل المخاطر التي قد تترتب عليها.
ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في حياتنا اليومية، تصبح العواصف الشمسية مصدر قلق أكبر، لأن أنظمة الاتصالات، الأقمار الصناعية، وحتى شبكات الطاقة الكهربائية تكون معرضة للخطر بسبب تأثيرات هذه العواصف، لذلك فمن الضروري أن يتم تعزيز شبكات الكهرباء والتكنولوجيا لحمايتها من هذه الظواهر الطبيعية.
ومن المتوقع أن يستمر النشاط الشمسي المرتفع حتى أواخر عام 2025، مما يعني أن الأرض قد تكون عرضة لمزيد من العواصف الشمسية خلال هذه الفترة. يوصي الخبراء بمواصلة مراقبة هذه الظاهرة عن كثب واتخاذ التدابير اللازمة للتقليل من تأثيراتها السلبية على حياة البشر وعلى الأنظمة التكنولوجية التي يعتمدون عليها.