تعمل مزارع الأسماك على استخدام السولار كأحد مصادر الطاقة الرئيسية لتشغيل المعدات والآلات اللازمة فى الاستزراع المكثف، فضلًا عن ارتفاع أسعار النقل من المزرعة الى الاسواق الرئيسية وصولا للمواطن البسيط، مما يؤدى إلى تفاقم الأسعار.
وقال المهندس أحمد الشراكي، خبير الاستزراع السمكي، إن ارتفاع أسعار الوقود سيكون له تأثير كبير على جميع السلع نظرًا لارتباطها بالنقل، مضيفًا أن مستزرعي الأسماك قادرون على زيادة الإنتاج بشرط أن يترافق ذلك مع تحقيق أرباح.
وأشار خلال تصريح خاص لموقع «عالم المال»، إلى انهم دائمًا يدعو إلى زيادة أسعار البنزين، وليس السولار، لأنه يؤثر بشكل مباشر على القطاعات الإنتاجية من الثروة السمكية والحيوانية والداجنة، والنباتية، بالإضافة إلى زيادة مستلزمات الإنتاج الأخرى، مضيفًا أن جميع الآلات تعمل بالسولار، بالإضافة إلى التحدي الأكبر وهو تكلفة النقل، التي تؤثر على مستلزمات الإنتاج بجميع أشكالها.
زيادة الإنتاج السمكي
وأوضح أن خطة الدولة لعام 2030 تهدف إلى زيادة الإنتاج السمكي إلى 3 ملايين طن، مقابل 2 مليون طن حاليًا، وعند سؤالنا عن كيفية تحقيق هذا الهدف وزيادة الإنتاج، أشارنا إلى أن المنتجين لديهم القدرة على تنفيذ استزراع مكثف، لكن المشكلة تكمن في زيادة تكلفة السولار، ومع ارتفاع تكاليف الإنتاج، يتجنب الكثيرون عن الاتجاه الاستزراع لأنه مكلف بشكل كبير عن الاستزراع العادى، حيث يفضل الجميع الابتعاد عن زيادة التكاليف لتجنب الخسائر لتحقيق هامش ربح، وتحدثنا عن إمكانية الوصول بالإنتاج إلى مستويات تفوق المستهدف، ولكن بشرط ثبات سعر السولار، لأنه يؤثر بشكل مباشر على جميع جوانب الإنتاج الزراعي، ومن الصعب إقناع المسؤولين بهذا.
وأكد أن إنتاج الأسماك قد تراجع نتيجة انخفاض جميع حلقات الاستزراع السمكي، بما في ذلك شركات الأعلاف والذريعة، حيث قل استهلاك الأعلاف وتقلص السحب من الذريعة، كما انخفضت كمية الأسماك التي تدخل البورصة بكفر الشيخ وسوق العبور بشكل كبير، موضحًا أن قد لا يشعر البعض بهذا التراجع بسبب انخفاض القوة الشرائية وتراجع الاستهلاك في جميع السلع، متابعًا أن كميات السحب على السلع لو كانت ثابتة كما كانت سابقًا، لكان المواطن قد لمس تراجع المعروض وارتفاع الأسعار بشكل أكبر، ولكن حاليًا، هناك توازن في السوق بين العرض والطلب.
وأكد أن عددًا كبيرًا من المنتجين قد خرجوا من السوق، بالإضافة إلى تخوف البعض من الدخول والاستمرار بسبب عدم استقرار أسعار مستلزمات الإنتاج، مما يدفعهم إلى تقليل كثافة الأسماك واستهلاك الأعلاف، مؤكدًا أن عند انخفاض الكثافة وتراجع استهلاك الأعلاف، حتى وإن كانت المساحة ثابتة وعدد العاملين في السوق كما هو، يؤدى ذلك إلى تراجع الإنتاج.