أثارت صور عملية الصيانة التي تجرى لتماثيلي أسدين قصر النيل التاريخية الواقعة على جانبي كوبري قصر النيل، جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين انتقدوا طريقة صيانة التماثيل باستخدام طلاء “لاكيه”، معتبرين أن هذا الطلاء يطمس القيمة الفنية والجمالية للتماثيل العريقة.
تاريخ أسدين قصر النيل
وتعود هذه التماثيل إلى عهد الخديوي إسماعيل، الذي أنشأ كوبري قصر النيل في أواخر القرن التاسع عشر، ليصبح أقدم كوبري على نهر النيل.
وأوكلت مهمة تصميم وصناعة التماثيل إلى النحات الفرنسي الشهير هنري جاكمار، بتكلفة بلغت 198 ألف فرنك فرنسي، وكان من المقرر في البداية أن توضع التماثيل عند بوابة حديقة الحيوان بالجيزة.
وصنعت تماثيل الأسود في الأصل لتوضع عند بوابتي حديقة حيوان الجيزة، إلا أنه بعد وصول التماثيل من فرنسا، وتولي الخديوي توفيق الحكم بعد عزل والده إسماعيل، قرر توفيق تزيين الكوبري بهذه التماثيل العظيمة، حيث رأى أن وجود أسدين على كل مدخل سيضفي على الكوبري هيبة تليق باسم والده.
وأراد الخديوي إسماعيل عبر اختيار تماثيل الأسود رمزية تعبيرية، حيث جعلها تقف بثبات عند مداخل الكوبري كحراس يرمزون إلى حماية الكوبري من أي سوء قد يلحق به.
وأبدع المثال الفرنسي الشهير في تصميم وصنع هذه التماثيل بعد صدور مرسوم ملكي في عام 1871.
وتم تصنيع التماثيل خصيصا في فرنسا قبل أن تنقل إلى القاهرة عبر ميناء الإسكندرية، بتكلفة بلغت 198 ألف فرنك فرنسي.
واشتهر الخديوي توفيق منذ ذلك الوقت بلقب “أبوالسباع”، تكريما لأهمية التماثيل وقيمتها الفنية.
تاريخ أسدين قصر النيل
أما كوبري قصر النيل الذي تحرسه الأسود الأربعة، فيعود تاريخه إلى عصر الخديوي إسماعيل في أواخر القرن التاسع عشر، عندما قرر بناءه في عام 1869.
كان الكوبري يمثل حينها أول جسر يربط ضفتي النيل في القاهرة، وصمم لتعكس تصميماته روح العظمة التي أرادها إسماعيل لمشروعاته، مثل المباني والجسور الكبرى التي شيدها.
كانت الأسود تصنع من البرونز الخالص في فرنسا، ثم شحنت إلى مصر عبر ميناء الإسكندرية ونقلت إلى موقعها الحالي. تتميز هذه الأسود بحجمها الكبير وثباتها في الوقوف، ما أضاف إليها رمزية القوة وحماية القاهرة من الأضرار.
يتجاوز طول الكوبري 400 متر، وصمم بطريقة خاصة تسمح له بحمل الأوزان الثقيلة وتحمل مرور المدافع عليه كاختبار لصموده.
ومازالت تماثيل الأسود الأربعة تزين مداخل الجسر حتى يومنا هذا، حيث يعتبر الكوبري وأسواده رمزا خالدا للتاريخ والمعمار الخديوي في القاهرة، ويمثل شاهدا على التحولات الحضارية التي مرت بها المدينة.
وتتعاون محافظة القاهرة حاليا مع وزارة السياحة والآثار في صيانة 21 تمثالا تاريخيا في الميادين العامة، ومن ضمنها تماثيل أسود قصر النيل.
ومع ذلك، أثارت الطريقة المستخدمة في صيانة التماثيل حفيظة المواطنين، حيث انتقدت نقابة الفنانين التشكيليين استخدام الطلاء العادي، وخاصة مادة “اللاكيه”، والتي تسببت في تغيير اللون البرونزي المميز للأسود إلى لون أسود معتم، مما أدى إلى طمس جزء من تاريخ هذه التماثيل ومعالمها الأصلية.