مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يعتبر من أبرز مشروعات التعاون الإقليمي في مجال الطاقة بين الدول العربية، حيث يسعى لتعزيز استقرار شبكات الكهرباء في كل من مصر والسعودية، مما يمكن من تحقيق تبادل فعال ومستقر للطاقة بين البلدين، ويسهم في تلبية احتياجات المواطنين من الكهرباء بكفاءة عالية. تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع حوالي 1.8 مليار دولار، ويعد من المشاريع الضخمة التي تهدف لربط الشبكات الكهربائية بين البلدين ودعم شبكات الطاقة في المنطقة بأكملها.
تفاصيل مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية
يتكون المشروع من ثلاثة أجزاء أساسية، وهي خطوط نقل هوائية تمتد عبر الأراضي المصرية والسعودية بطول حوالي 1500 كيلومتر، وكابلات بحرية تمتد لمسافة 22 كيلومترا عبر خليج العقبة تربط بين الخطوط الهوائية في كلا الجانبين، ومحطات تحويل حديثة تعتمد على تكنولوجيا التيار المباشر عالي الجهد (HVDC) والتي تستخدم لأول مرة في المنطقة العربية، ما يسهم في زيادة كفاءة نقل الطاقة عبر مسافات طويلة وتقليل الفاقد من الكهرباء.
يبدأ تشغيل المرحلة الأولى من المشروع في أكتوبر 2024 بقدرة نقل تصل إلى 1500 ميجاوات، ومن المتوقع أن تكتمل المرحلة الثانية في عام 2025 ليصل إجمالي الطاقة المنقولة إلى 3000 ميجاوات، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات أكثر من 20 مليون شخص في البلدين.
وسيساعد المشروع البلدين على الاستفادة من فرق توقيتات الذروة في استهلاك الكهرباء بين مصر والسعودية، بحيث يتم نقل الطاقة عند انخفاض الطلب في أحد البلدين وارتفاعه في الآخر، ما يسهم في تحقيق استقرار أكبر للشبكات وتقليل تكاليف الإنتاج.
فوائد مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية
ويأتي المشروع ضمن استراتيجية لتوسيع شبكات الربط الكهربائي الإقليمية، حيث سيعزز من قدرة مصر والسعودية على تصدير الكهرباء لدول أخرى في الخليج وأوروبا في المستقبل، خاصة مع توجه الدول العربية لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة وإنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء. ويشمل المشروع تمويلا من مؤسسات تنموية دولية بهدف دعم هذا التوجه الاستراتيجي وتحقيق المزيد من التكامل الاقتصادي في مجال الطاقة.
من بين الفوائد البيئية للمشروع، تسهم تقنية التيار المباشر عالي الجهد في تقليل البصمة الكربونية عبر تحسين كفاءة نقل الطاقة، مما يعزز من استدامة المشروع ويدعم جهود الحد من انبعاثات الكربون في البلدين، حيث تسعى مصر والسعودية إلى تحقيق طموحات متزايدة في مجالات الطاقة النظيفة والحد من التأثيرات البيئية السلبية.