في ظل ارتفاع الخسائر المالية الناجمة عن التلاعب باستهلاك الكهرباء، قررت الحكومة المصرية تشديد العقوبات على سرقات التيار الكهربائي في إطار خطة وطنية شاملة تهدف إلى حماية الاقتصاد القومي وضمان استقرار خدمات الطاقة.
وأعلنت الحكومة عن تعديلات جديدة على قانون الكهرباء تشمل فرض غرامات تصل إلى مليون جنيه مصري للمخالفين، وإدراج عقوبة السجن بحق من يتمادون في التلاعب بمعدلات استهلاك التيار. ويأتي هذا القرار استجابةً لخسائر تتكبدها الدولة سنوياً جراء سرقات الكهرباء، والتي تقدر بمئات الملايين شهرياً.
ما هي عقوبات سرقة التيار الكهربي؟
وتضمنت العقوبات فرض سعر جديد للكهرباء المسروقة بقيمة 214.5 قرش لكل كيلووات ساعة، مما يضاعف من تكلفة الاستهلاك غير المشروع ويزيد من صعوبة الاستمرار في التحايل على النظام.
إلى جانب فرض الغرامات، تشمل التعديلات الجديدة على قانون الكهرباء إلزام المخالفين بتركيب عدادات كودية للحد من نظام “الممارسة” التقليدي، الذي لا يتيح دقة كافية في حساب الاستهلاك. من خلال العدادات الذكية، تأمل الحكومة في تحسين دقة البيانات وضبط الاستهلاك وتقليل الفاقد الكهربائي، الأمر الذي يسهم في دعم الموازنة العامة للدولة وتوفير بيانات دقيقة حول معدلات الاستهلاك الفعلية.
دور التكنولوجيا في مراقبة منع سرقة الكهرباء
في إطار الجهود المبذولة لمكافحة سرقات التيار الكهربي، تتعاون وزارة الكهرباء المصرية مع شركة هواوي الصينية لتركيب أنظمة ذكية في شبكة التوزيع. هذه الأنظمة تعتمد على التكنولوجيا المتطورة لرصد وتحليل الاستهلاك على مدار الساعة، مما يسهم في الكشف السريع عن حالات التلاعب أو السرقة.
وتعد هذه التكنولوجيا جزءًا من استراتيجية أوسع تتبعها الحكومة لتحسين كفاءة توزيع التيار الكهربائي وضمان العدالة في تحميل الأعباء المالية على جميع المستخدمين. من خلال توفير مراقبة دقيقة، يمكن للحكومة تقليل التكاليف الزائدة الناتجة عن الاستهلاك غير المشروع، مما يسهم في استقرار الشبكة وتقليل الأعباء المالية على الموازنة العامة.
تأثير العقوبات على استقرار الخدمة الكهربائية وتعزيز الاقتصاد
مع تطبيق هذه العقوبات والإجراءات، تأمل الحكومة في تحقيق استقرار أكبر في الشبكة القومية للكهرباء وخفض نسبة الفاقد الكهربائي، الذي يتسبب في مشكلات تتعلق بتذبذب الخدمة وارتفاع التكاليف التشغيلية.
وبسبب ارتفاع أسعار الكهرباء مؤخرًا بنسبة تصل إلى 50% لبعض الشرائح، تعد هذه الإجراءات خطوة مهمة نحو توفير خدمة كهربائية مستقرة وعالية الجودة لجميع المشتركين، خاصة في ضوء ارتفاع الطلب.
كما أن خفض التلاعب يعزز من موارد الدولة ويوفر سيولة مالية يمكن توجيهها نحو تحديث البنية التحتية لقطاع الطاقة.